تحتضن مدينة مونتريال المهرجان الدولي لحضور تواجد السكان الأصليين (Festival international Présence autochtone (نافذة جديدة)) منذ 8 أغسطس/آب 2023.
وتتواصل فعاليات النسخة الـ33 لهذا المهرجان إلى غاية 17 من الشهر الجاري.
ويشمل برنامج المهرجان فنونا متعدّدة كالموسيقى والفنون المرئية والعروض الحية لفرق وفنانين من شعب الإنويت والأمم الأول.
وتُنظَّم معظم النشاطات في ساحة المهرجانات في حيّ العروض وسط المدينة. وتستقبل مرافق ثقافية أخرى كقاعات السينما والعروض والمكتبات بعض الفعاليات الأخرى.
وافتُتح البرنامج السينمائي للمهرجان بفيلم ’’توايس كولونايزد’’ (Twice Colonized) للمخرجة الدنماركية لين ألونا.
وتمكّن محبّو الفن السابع من مشاهدة فيلمها لأوّل مرّة في مونتريال. وتروي قصة الفيلم حياة آجو بيتر وهي محامية وناشطة ومصممة أزياء من الإنويت من غرينلاند وتقيم في كندا.
وتمّ نصب خيمة ’’تيبة‘‘ (Tipi) كبيرة وسط ساحة المهرجانات وهي خيمة مخروطية الشكل تُستخدم عند الأمم الأول التي تقيم في سهول أمريكا الشمالية.
ولتنظيم هذا المهرجان استفادت المؤسسة المشرفة علية من دعم من حكومة كيبيك قدره 300.000 دولار.
وفي بيان، قال يان لافرينيير، وزير العلاقات مع السكان الأصليين في الحكومة الكيبيكية إنّ ’’هذا المهرجان يمثّل فرصة ذهبية لمواطني كيبيك والزوار من أماكن أخرى الذين يرغبون في الانغماس في عالم الـ11 أمّة من السكان الأصلين في [مقاطعة] كيبيك، والتي تتمتع جميعها بخصائص فريدة ومثرية.‘‘
وحضرت المهرجان نادية الفقيري وهي من مواليد هولندا لأبوين مغربيين مع ابنتها أمبرا ياكونو المولدة في إيطاليا لأب إيطالي من مواليد كندا.
وتقيم المرأتان في كندا منذ 10 سنوات.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي أوضحت نادية الفقيري أنها ’’ليست المرة الأولى التي نحتكّ فيها بثقافة السكان الأصليين. يقوم المركز المجتمعي في حيّنا [حيّ لاسال في مونتريال] بنشاطات للتعريف بالسكان الأصليين.‘‘
وتعتقد السيدة الفقيري أنّ هذا المهرجان مهمّ.
يجب التعريف بالسكان الأصليين حتى تكون لهم مكانتهم الطبيعية بين كلّ الناس.
نقلا عن نادية الفقيري
ورغم أنّها لم تُبرمج زيارتها للمهرجان إلّا أنها بمجرّد اقترابها من ساحة المهرجانات استوقفها عرض لرقصة الطوق من أداء الراقصة ماري سيلين أينش من السكان الأصليين.
ورقصة الطوق تُقام عادة في تجمعات الـ’’بو واو‘‘ (Pow-Wow) التي هي في الأصل تجمعات روحانية وقتالية قبل أن تتحوّل بسبب القمع الذي تعرّضت له من قِبل المستوطنين البيض إلى تجمعات احتفالية.
وتقول نادية الفقيري إنّه لم يسبق لها أن ذهبت إلى محميات السكان الأصليين.
ويشارك في المهرجان مكتب السياحة لمحمية كاناواكي (Kahnawake) الواقعة في الضاحية الجنوبية لمونتريال.
وينظّم المكتب زيارات سياحية داخل المحمية للتعريف بها وبثقافة السكان الأصليين.
وقالت وزيرة السياحة في حكومة كيبيك، كارولين برو، في بيان إنّ ’’السياحة المرتبطة بالسكان الأصليين تشكّل إحدى أولويات حكومتنا. يُعدّ هذا المهرجان أحد عوامل الجذب التي تدعو الزوار للقاء فنانين من الأمم الأول والذين يقدّمون أعمالاً تخلد تراثهم.‘‘
وعرف فنّ النحت نجاحا بين الزوار حيث كان بإمكانهم نحت قطع حجرية مع حرفيين من السكان الأصليين.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قالت النحاتة سارة كاريير وهي من شعب الإنويت من إقليم نونافوت (كندا)، ’’يشارك عدد من النحاتين الإنويت في هذا المهرجان منذ عدّة سنوات. نقوم بنحت الأحجار أمام الجمهور، الأمر الذي يمكّنه من الإطّلاع على عملنا.‘‘
ويسألها الزوار عادة، وفقاً لها، عن نوع الأحجار والصخور التي تستعملها في النحت وكيف تعلّمت هذه المهنة وهل من الضروري متابعة دروس أو تدريبات.
يرث معظم النحاتين الإنويت فنّ النحت من الأجيال التي سبقتهم بالملاحظة والمحاكاة.
نقلا عن سارة كاريير
وتضيف أنّ الزوار يطلبون كثيرا منحوتات الحيوانات.
ويصادف هذا العام تنظيم المهرجان شهر علم الآثار في كيبيك.
وخصّص المنظّمون مكاناً للقيام بمحاكاة للحفريات الأثرية تحت إشراف مؤسسة ’’أركيو كيبيك‘‘ (Archéo-Québec) ومتحف لاشين (Musée de Lachine) ودار ’’نيفار-دو سان دنيزييه‘‘ (Maison Nivard-De Saint-Dizier).
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قالت ماري إيف بواجولي: ’’تُمكّن محاكاة الحفريات الأثرية العائلات من رؤية عمل عالم الآثار ونسمح لمن يريد أن يجرّب هذه العملية.‘‘
وبمناسبة المهرجان، يقوم المشاركون وخاصة الأطفال بالبحث عن قطع أثرية تمّ إخفاؤها تحت الرمل داخل خيمة مخصصة لهذا النشاط.