تحتضن مدينة مونتريال الكندية النسخة الخامسة العشرين لِمهرجان العالم العربي في الفترة من 25 أكتوبر/تشرين الأول إلى 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وخلال ندوة صحفية، قالت ليلى محيوت رئيسة مؤسسة (Alchimies, Créations et Cultures ) التي تُنتج المهرجان إنّه ’’ قد مرّ 25 عاماً على تنظيم النسخة الأولى من هذا المهرجان الموجّه للناطقين بالفرنسية والمخصص لِلقاءات غير محتملة ولكن جدّ ضرورية لأول مرة في أمريكا الشمالية.‘‘
وتُنظّم هذه النسخة في ظروف تطغى عليها حرب غزّة واتساع رقعة الحرب إلى لبنان في الأيام الأخيرة. وبدا ذلك جليّا خلال الإعلان اليوم عن برنامج المهرجان حيث اختار المنظمون شعار ’’سوء فهم : 25 سنة من الأحلام الملوّنة‘‘.
وقال جوزيف نخلة، المدير العام والفني للمهرجان، إنّ نسخة هذا العام من المهرجان ’’ كان ينبغي أن تكون مناسبة للاحتفالات، وللذكريات والمتطلّعة بثقة نحو مستقبل مليء بالوعود.‘‘
لكن، كما أضاف هذا الكندي-اللبناني، ’’المهرجان يحمل حساسية نقدية للعالم، دون الغرق أبدًا في الرضا عن النفس بالشعارات، أو الأيديولوجية أو الرقابة الذاتية. وفرض الواقع نفسه علينا.‘‘
من الصعب أن نحتفل، وأن نشيد بالماضي، وأن نشيد بأنفسنا، دون الالتفات إلى الفيل الموجود في الغرفة : غزة.نقلا عن جوزيف نخلة، المدير العام والفني لِمهرجان العالم العربي في مونتريال
وقالت لويز هاريل، المرأة السياسية السابقة والرئيسة السابقة للجمعية الوطنية الكيبيكية إنّها شاركت ’’في النسخة الأولى للمهرجان في هام 2000 وأنا أعتقد بحظّ مقاطعة كيبيك في الفرصة التي يمنحها هذا الحدث للغوص في أعماق وثراء حضارة وثقافة العالم العربي.‘‘
وأضافت أنّه ’’طوال هذه السنوات الخمس والعشرين، كان المهرجان في مستوى التطلعات. ولم يغير هدفه بشأن اللقاءات والحوار‘‘.
والدليل على ذلك، حسب السيدة هاريل، هو أنّ المهرجان ’’يسلّط الضوء على التناقض الكبير بين خطاب الغرب حول سيادة القانون وكرامة الانسان وحماية حياته والاعتراف بالحقوق الوطنية وعدم تنفيذ ذلك عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين في غزة والضفة الغربية واللبنانيين في لبنان‘‘.
كيف نستطيع أن نشرح لشباب العالم أن قانون الأقوى ليس هو الأفضل في حين أن المنطق الإسرائيلي المولع بالحرب والقتل يتفوق على أي جهد للدبلوماسية ووقف إطلاق النار. ولحسن الحظ، هناك الثقافة ومهرجان العالم العربي الذي يفتح لنا أبواب عالم آخر ممكن.نقلا عن لويز هاريل، الرئيسة السابقة للجمعية الوطنية الكيبيكية
حنظلة
واختار المهرجان شخصية حنظلة لِرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي (1937-1987) للتعبير عن ضرورة مواصلة الابداع رغم المآسي.
وحنظلة هو طفل فلسطيني في العاشرة من عمره يدير ظهره للمشاهد. ويمثّل الفلسطيني الذي أُجبر على ترك فلسطين، كما أوضح في إحدى مقابلاته الرسام الذي اغتيل في لندن (المملكة المتحدة).
ويقول جوزيف نخلة إنّ ’’ وحده حنظلة، ذلك الشخص البريء الذي يخرج من بين كومة الأشلاء ويدير ظهره لنا، يبقى واقفاً. لأن الأمر يتطلب حقًا روح طفلٍ كي نجرؤ على الاستمرار في الإبداع عندما تنهار جدران العقل. بعصاه الساحرة وسلطة قائد الأوركسترا، يعيد الجمال البعيد الذي ينبعث من غد سَيُولد‘‘.
برنامج متنوّع
بمناسبة تنظيم النسخة الخامسة والعشرين لهذا المهرجان، قرر المنظّمون تمديد هذه التظاهرة كي تدوم شهرا كاملاً ما يتيح تنظيم 25 عرضاً متنوّعاً.
وسيُفتتح المهرجان بحفل المغنية الفلسطينية ناي البرغوثي ’’ذات الصوت المضيء والتي تغني لأول مرة في مونتريال للاحتفال ببدائع فلسطين وحلاوتها المنسية‘‘، كما جاء في بيان للمهرجان.
ويُختم المهرجان بحفل للمغنية التونسية الشابة نور قمر. ’’في سن 21 عاماً فقط، فرضت نفسها بأناقة نادرة، وهي تحملت مشعل نجوم الأمس. في هذا الوقت الذي يعج بالمخاوف ، ما من طريقة أفضل لاختتام هذه النسخة السنوية من نفحة الشباب المشبع بالجمال والتجديد، والذي يبشر بغد أكثر إشراقاً.‘‘
الصالون الثقافي
وكالعادة، للمهرجان صالون ثقافي يتميّز بإلقاء محاضرات وعقد ندوات ونقاشات يشارك فيها مفكّرون وأساتذة جامعيون ومثقفون من الجالية العربية في كندا وغيرهم.
وسيُفتتح الصالون بطاولة مستديرة يشارك في تنشيطها رشاد أنطونيوس، الأستاذ المشارك في علم الاجتماع في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM).
وستطرق المشاركون فيها إلى ’’ التاريخ والعنف والهويات الممزقة في فلسطين التي تقع على مفترق طرق التحالفات الجيوسياسية.‘‘
ومن جانبه، سيتناول ميلود شنوفي، أستاذ العلاقات الدولية في كلية القوات الكندية (تورنتو)، ’’المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون منذ ما يقرب من ثمانية عقود من زاوية التعارض بين القوة والقانون الدولي‘‘.
وستتطرّق طاولة مستديرة أخرى من تنشيط الصحفي السابق في رادو كندا ميشيل ديزوتيل ’’إلى مساءلة حرية واستقلال وسائل الإعلام الغربية التي تخضع يوميا للاختبار.‘‘
راديو كندا الدولي