تحت الرئاسة الفخرية لنائب حاكم كندا العام في كيبيك ميشال دوايون، دعا كل من عمدة دائرة سان لوران آلان دي سوزا وزعيم المعارضة الرسمية في بلدية مونتريال بالإنابة وعضو مجلسها عن دائرة سان لوران عارف سالم، عددا من الشخصيات البارزة في الجالية اللبنانية في مونتريال إلى حضور حفل تقليد البروفيسور الفخري في جامعة شيربروك في كيبيك الدكتور سامي عون وسام الاستحقاق الاستثنائي لنائب الحاكم العام في كيبيك، وهو الأرفع بين الأوسمة الفخرية التي يمنحها هذا الأخير تقديرا لإنجازات رائعة ساهمت بشكل كبير في رفاهية مجتمع كيبيك.
يصف ميشال دوايون خلال الكلمة التي ألقاها مسيرة البروفيسور سامي عون بالاستثنائية حيث صنع هذا الأخير علامة فارقة في التعليم الجامعي على مدى أكثر من نصف قرن.
في مطلع الألفية الثالثة، انضم الدكتور عون كأستاذ إلى كلية العلوم السياسية في جامعة شيربروك جنوب مونتريال. ناهيك عن ذلك، ينوه ميشال دويون، فهو كان أيضا المرجع الحقيقي في الأخبار السياسية الدولية والشرق أوسطية. تستضيفه الإذاعات والمنابر الإعلامية وتثمن آراءه وتحليلاته في قضايا الساعة، ’’أضف إلى ذلك، كتبه ودراساته القيمة التي تناول فيها بشكل خاص الإسلام ومكانته بين التقليد والحداثة‘‘.
خلال مسيرته، شارك البروفيسور سامي عون أيضا في عضوية اللجنة الاستشارية للأمن القومي في كندا، كما ترأس كرسيّ راوول داندوران لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لجامعة كيبيك في مونتريال.
يشير دوايون أيضاً إلى مشاركة عون منذ عام 2016 في أنشطة لمكافحة العنصرية وفي ’’تأسيس أول كرسي لمنظمة اليونيسكو في منع التطرف والراديكالية (نافذة جديدة)‘‘.
يخلص نائب حاكم كندا العام في كيبيك إلى التنويه بمنح جامعة شيربروك لجائزة سنوية تحمل اسم سامي عون أُنشئت العام الماضي.
هذا وأضاف سامي عون في كلمته إلى ما ذكره نائب الحاكم العام عن مسيرته الغنية، عملَه كصحافي منذ عام 1990 وإلى مطلع الألفية الثالثة، في أول خطوة في مسيرة الألف ميل في كندا غداة وصوله إليها. فكان في عداد النواة الأولى التي أسست القسم العربي في راديو كندا الدولي. ثمّن الزميل سامي عون تجربته الإذاعية الأولى وأثنى على علاقة الصداقة التي ربطته، ولم تزل، بكافة أعضاء الفريق الاذاعي ’’الجميل‘‘.
عمدة دائرة سان لوران يعرب عن فخره بالوجود الجاليوي العربي في دائرته
يشير العمدة آلان دي سوزا إلى أنه يعيش في دائرة سان لوران عدد كبير من المهاجرين المنحدرين من أصول شرق أوسطية. واللافت عند هؤلاء كما يقول، ’’هو الانفتاح على الآخر والرغبة في الاندماج والتعايش في المجتمع الكندي‘‘، مع صفتين تميزهم، على حد تعبيره، ’’وهما التسامح والاحترام‘‘. يتابع دي سوزا قائلا: ’’إن كل واحد منكم أنتم الحاضرين اليوم هو سفير في اختصاصه ومجاله. أما في ما يتعلق بحدث اليوم، فأنتم جميعا شهود على التجربة الفريدة والمميزة لأبن بلدكم الأم سامي عون. هذه التجربة التي ستشكل بلا شك إلهاما ووحيا للعديد من أبناء مجتمعنا‘‘.
من جهته، أثنى قنصل لبنان العام في مونتريال أنطوان عيد على مساهمة سامي عون وغيره من أبناء الجالية اللبنانية في تعريف ثقافة البلد الأم للبلد المضيف، معتبرا أن التكريم الذي يناله البروفيسور عون ’’المخلص لهويته الكندية، يسطر إنجازات هذا الأخير ليس في كندا فحسب بل إنما في لبنان أيضا‘‘. ’’فخرنا يشمل إنجازاتك الماضية، والحاضرة والمستقبلة‘‘، قال عيد، معددا مزايا ’’المربي والمثقف والإعلامي والجامعي والباحث الذي يحترم رأي الآخر ويتميز بالفكر النير والمصداقية والنزاهة والتواضع‘‘.
وخلص قنصل لبنان العام إلى القول: ’’ستبقى دائمًا ذلك الرابط بين الثقافات الشرقية والغربية، خاصة في هذا الوقت الذي نجد فيه العالم بأمس الحاجة إلى موحد وجامع يعمل على التوحيد بين الثقافات‘‘.
عارف سالم: أن يكون المهاجر مخلصاً للبلد المضيف ليس بالأمر السهل
أكد زعيم المعارضة بالإنابة في بلدية مونتريال عارف سالم، اللبناني الأصل، بأن المهاجر ينسلخ عن بيئته وعائلته وعمله وجذوره وينتمي أو ’’يتجذر‘‘ من جديد في بيئة مختلفة تماما. هذا ويكمن التحدي بالنسبة إلى هذا المهاجر في كيفية إحراز اندماج ناجح. يعتمد ذلك على مثابرة من قِبلِه وترحيب حار به من قبل أبناء مجتمعه الجديد. ’’ولعل هذا المهاجر يملك وحده المكونات لوصفة الاندماج والتكامل في مجتمعه الجديد‘‘، على حد تعبير المتحدث. الذي أضاف:’’سامي عون هو واحد من هؤلاء المهاجرين الذي أصبح قدوة ومثالاً يحتذى لكثيرين‘‘.
سامي عون: أنا مدين لأهل كيبيك للترحيب والحب والدفء الذي غمروني به
ظهر الدكتور سامي عون مغتبطا، فرحا وسعيدا بهذا الاحتفاء الذي يتزامن مع الذكرى الـ 52 لبدء مسيرته المهنية. لم يتوان عن إضفاء أجواء الألفة والمرح عبر النكتة والدعابة. كذلك اعترى صوته صفو ووضوح وبدى سلسا حلوا، مختلفا عن صوت المحلل السياسي والأستاذ الجامعي.
كان أستاذي في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية وزميلي ليلة التكريم على طبيعته ويتحدث على سجيته خارج إطار العمل الأكاديمي أو الإعلامي. يدلي بأفكاره من دون تحفظ ويشكر شقيقاته وزوجته وأولاده ويترحم على والديه. يُحدث حضوره بكل عفوية عن قناعاته ومرجعياته، عن خلاصة تجربته في كندا ورأيه في النظام الديموقراطي في كيبيك.
لا يمكن لأي مجتمع أن يحافظ على نفسه دون وجود معايير توافقية […] لا يمكننا أن نشكل تعددية غير سليمة أو تعددية بلا حدود. يجب أن نسعى دائمًا إلى ما هو أساسي ومرتكز على الإجماع على القيم التي يجب أن تكون قيما مدنية[…] آمل في أن نتوصل في لبنان إلى ما توصل إليه النموذج الكندي، في التخلي عن الطائفية وعدم تسييس الدين وإعطاء الأولوية للانتماء المدني.
نقلا عن سامي عون، بروفيسور فخري في جامعة شيربروك