نما عدد السكان الذين هم في سن العمل في إدمونتون بشكل أسرع من أيّ مدينة رئيسية أُخرى في كندا العام الماضي. ويفتح هذا الوضع الديموغرافي الجديد الطريق أمام مناقشات حول كيفية التعامل مع الزيادة المستمرة في عدد السكان الجدد.
ولا تتفوق عاصمة مقاطعة ألبرتا في غرب كندا على تورونتو وفانكوفر ومونتريال وكبرى مدن المقاطعة، كالغاري، من حيث النمو السكاني بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً فما فوق فحسب.
فكبيرة خبراء الاقتصاد في بلدية إدمونتون، فيليسيا موثيردي، تقول إن الزيادة السكانية في الفئة العمرية المذكورة في عاصمة ألبرتا في عام 2023 تأتي في المرتبة الثانية بين المدن الكندية بعد تلك المسجَّلة في بيلفيل في مقاطعة أونتاريو، وهي ليست من المدن الرئيسية في كندا.
وتأتي هذه الأرقام من مسح القوى العاملة الذي أجرته وكالة الإحصاء الكندية والذي تقول موثيردي إنه يساعد في تقدير النمو قبل صدور الأرقام المحدَّثة عن السكان.
’’مع تزايد عدد السكان، يتزايد الطلب على البنى التحتية بكافة أنواعها، وليس فقط الإسكان‘‘، قالت موثيردي أمام حشد من العاملين في قطاع العقارات التجارية يوم الأربعاء.
وتضيف ألبرتا سكاناً جدداً بسرعة. فقد انتقل إليها أكثر من 17.000 شخص من مقاطعات أُخرى في كندا بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) 2023.
وتقول موثيردي إنّه وفقاً للتوقعات الاقتصادية للبلدية بلغت نسبة صافي النمو السكاني في إدمونتون 4,7% في عام 2023 وستبلغ 3,5% في عام 2024.
وتُعدّ أسعار المساكن في إدمونتون، سواء للشراء أو للإيجار، أحد العوامل التي تجذب الناس إليها من مناطق أُخرى من كندا. لكن هذا النمو السكاني هو أحد العوامل التي تضغط على قطاع الإسكان، بحيث وصلت معدلات الشغور الإيجاري في إدمونتون إلى مستويات منخفضة لم تعرفها المدينة منذ قرابة 10 سنوات.
ويقول مدير شركة ’’سي بي آر إي إدمونتون‘‘ (CBRE Edmonton) للعقارات التجارية، ديف وايت، إنّ هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به لضمان أنّ المدينة ستكون قادرة على التعامل مع جميع الوافدين الجدد.
’’علينا أن ندير هذا النمو، ولديّ بعض القلق بشأن المعروض من الوحدات السكنية‘‘، يضيف وايت.
وتقول موثيردي إنّ الضغوط المالية الحالية الناجمة عن ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة تشكل تحدياً للشركات وللأُسر. لكن هذه الضغوط هي من الاعتبارات الكبيرة لقطاع البناء والتطوير العقاري الذي يحاول بناء المزيد لتلبية الطلب المتزايد.
’’عندما يتعلق الأمر بالنمو السكاني… عندما يكون (النمو) مفاجئاً وقوياً بهذا الشكل، من المؤكد أنه ينطوي فعلاً على مخاطر زيادة الطلب على السلع والخدمات‘‘، تشرح كبيرة خبراء الاقتصاد في بلدية إدمونتون.
وشهدت كالغاري زيادة في أسعار المساكن بشكل أسرع من إدمونتون في السنوات الأخيرة، مع قيام المزيد من الأشخاص بالضغط على السوق العقارية العام الماضي، وانخفاض معدل الشغور في الشقق السكنية إلى 1,4%.
ويقول مايك سوندرز، نائب الرئيس الأول لشركة ’’كواليكو‘‘ العقارية (Qualico Properties)، إنّ إدمونتون ليست بمنأى من العواقب نفسها.
’’عندما يكون معدل الشغور في الشقق السكنية (في كالغاري) 0% ولم نزل نرى مستويات غير مسبوقة من المعروض الذي تمّ بناؤه، فهي مسألة وقت فقط… أن نظل نرى عدداً كبيراً من الناس يأتون للاستقرار في إدمونتون‘‘، يؤكّد سوندرز.
نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا،