قال موقع ذا هيل الأميركي، إنّ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ستغيب عن خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالكونغرس اليوم الأربعاء، وبدلاً عن ذلك ستجتمع به في لقاء منفصل، كما سيشارك نواب ديمقراطيون في فعاليات مضادة ترامناً مع الخطاب، في أحدث خطوة تشير إلى الانقسام بين الديمقراطيين بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومن المتوقع أن يغيب ما يقرب من 80 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب وستة أعضاء ديمقراطيين على الأقل في مجلس الشيوخ عن خطاب نتنياهو، وفقًا لما أوردته شبكة “سي أن أن” الأميركية. وعادة ما تترأس هاريس أي جلسة مشتركة في الكونغرس تتضمن خطابًا لزعيم أجنبي، وذلك باعتبارها نائبة للرئيس، إلا أنها اختارت هذه المرة عدم تغيير خططها الموجودة مسبقًا، وقال مكتبها في بيان، إنها غير قادرة على رئاسة الجلسة المشتركة بسبب الرحلة المقررة مسبقًا إلى إنديانا.
وسيتولى رئاسة الجلسة بدلاً من هاريس السيناتور الديمقراطي بن كاردين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بعد أن رفض رئيس مجلس الشيوخ باتي موراي رئاسة الجلسة، بحسب “سي أن أن” و”ذا هيل”. وفيما ينظر إلى هاريس على أنها أكثر تعاطفًا مع القضية الفلسطينية مقارنة بالرئيس جو بايدن، فإن هذه الخطوة من شأنها، بحسب “ذا هيل”، أن تعزز الدعم من الناخبين الشباب والأقليات والأكثر تقدمية الذين تظهر استطلاعات الرأي أنهم أكثر تعاطفاً مع القضية الفلسطينية.
ويقول حلفاؤها، إنّ هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، باعتبارها امرأة من أصول سوداء وجنوب آسيوية، فإنه من الطبيعي أن تكون أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين، فيما من المرجح أن يوظف الجمهوريون هذه الخطوة باعتبارها “ازدراء غير ضروري” لحليف رئيسي للولايات المتحدة، وهو أمر من المؤكد أنّ حملة الرئيس السابق دونالد ترامب ستتمسك به.
في المقابل، لا يزال من غير المعروف كيف سيتصرف الناخبون الذين كانوا قد أطلقوا حملة للتصويت بـ”غير ملتزم” في الانتخابات، احتجاجاً على سياسة بايدن ودعمه لإسرائيل، تجاه هاريس. وقالت حركة “التخلي عن بايدن”، إنها منفتحة على الاجتماع مع مكتب هاريس قبل أن تقرر ما إذا كانت ستحتج على ترشيحها أيضًا.
ويُلقي نتنياهو، اليوم الأربعاء، خطاباً أمام الكونغرس الأميركي اعتباراً من الساعة 18.00 بتوقيت غرينتش، في حين يلتقي غداً الخميس في البيت الأبيض الرئيس جو بايدن الذي تربطه به علاقة معقدة. والجمعة يلتقي نتنياهو دونالد ترامب في مقرّ إقامته في مارآلاغو بولاية فلوريدا بدعوة من الرئيس الجمهوري السابق.
وقال أستاذ علم الاجتماع في جامعة هارفارد خلال حديث مع موقع ذا هيل، إنه يجب إعطاء فرصة لهاريس لتوضيح سياستها، إلا أنه أكد أن “الإشارات التي نراها تظهر أن هاريس تنوي اتباع السياسة التي ترأسها بايدن”.
مشرعون يشاركون في فعاليات بدل حضور خطاب نتنياهو
في غضون ذلك، يخطط عدد من المشرّعين الديمقراطيين للمشاركة في سلسلة من الفعاليات بدلاً من حضور خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، إذ تستضيف مجموعة متنوعة من المجموعات التقدمية غير الربحية حدثًا تحت عنوان “السلام ممكن: رؤية بديلة لإسرائيل وفلسطين” في مبنى الكابيتول، ومن المتوقع أن تلقي رئيسة التجمع التقدمي في الكونغرس، براميلا جايابال، كلمة في حفل الافتتاح بحسب ما أشارت شبكة “سي أن أن” الأميركية.
وفي ذات الوقت، يستضيف النائبان الديمقراطيان آيانا بريسلي وغريغ كازار مؤتمرًا صحافيًا عبر تطبيق زوم مع ائتلاف من التقدميين لمحاولة الضغط على إدارة بايدن والكونغرس لتبني حظر الأسلحة ضد إسرائيل، فيما سيجتمع عدد من النواب الديمقراطيين بشكل منفصل مع أهالي المحتجزين في غزة.
ووصفت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، نتنياهو بأنه مجرم حرب يرتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، قائلة في بيان، أمس الثلاثاء: “من المخزي تمامًا أن يدعوه زعماء من كلا الحزبين لإلقاء كلمة أمام الكونغرس.. يجب أن يتم القبض عليه وتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
بدوره قال النائب الديمقراطي رو خانا الذي سيتخلف عن خطاب نتنياهو، لشبكة “سي أن أن”: “لا أعتقد أننا يجب أن نستمع إلى محاضرة أحادية الاتجاه من نتنياهو عندما تكون لديه استراتيجية فاشلة”، كما أعلنت النائبة الديمقراطية اليهودية سارة جاكوبس أنها لا تخطط لحضور الخطاب.
وقالت في حديث مع الشبكة الأميركية: “لن أحضر خطاب نتنياهو لأنني لا أريد أن أتغاضى عن سلوكه خلال الأشهر العشرة الماضية”، وأضافت: “أعتقد أن أمن إسرائيل مهم للغاية، ولدي عائلتي التي تعيش هناك، لكن مواصلة نتنياهو الحرب في غزة وما يفعله في الضفة الغربية لا يجعل إسرائيل أكثر أمنًا”، بينما أكدت النائبة الديمقراطية إلهان عمر أنها أعطت تذاكرها لأفراد عائلات المحتجزين الإسرائيليين، بدلاً من حضور الخطاب.