يُظهر وزير شؤون المحاربين القدامى في الحكومة الفدرالية، لورانس ماكولي، ثباتاً متواصلاً بوجه الغضب من معاملة الحكومة للمحاربين القدامى المرضى والجرحى، وحتى بوجه الدعوات إلى استقالته.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية، يجادل الوزير ماكولي بأنه بعد سنوات من الشكاوى والانتقادات، تحرز حكومة جوستان ترودو الليبرالية تقدماً على عدة جبهات عندما يتعلق الأمر بتقديم دعم أفضل وأسرع للمحاربين القدامى الذين يحتاجون للمساعدة.
ويَذكر الوزير بشكل خاص توظيف مئات الموظفين المؤقتين ومنح عقد جديد بقيمة 570 مليون دولار لمؤسسة من خارج الحكومة لتقديم خدمات إعادة تأهيل للمحاربين القدامى في كافة أنحاء كندا.
لكن هذا العقد أغضب نقابة موظفي وزارة المحاربين القدامى التي طلبت مؤخراً من رئيس الحكومة تنحية ماكولاي من منصبه.
لكنّ وزارة المحاربين القدامى تجادل بأنّ هذا العقد سيخفف من مهمة الموظفين العامين المُرهَقين من كثرة العمل وسيضمن في الوقت نفسه حصول المحاربين القدامى على خدمات شبكة وطنية تضمّ 9.000 مهني بين عالم نفس وأخصائي علاج فيزيائي وعامل اجتماعي وسواهم في كافة أنحاء كندا.
إلّا أنّ النقابة تدّعي أنّ هذا العقد سيكون له تأثير معاكس من خلال إضافة طبقة أُخرى من البيروقراطية التي سيتعيّن على المحاربين القدامى التعامل معها، إضافة إلى أنه يغيّر بشكل جذري دور الموظفين الذين يبتّون في طلباتهم.
وانتقدت النقابة أيضاً اعتماد الوزارة بشكل مستمر على الموظفين المؤقتين لحل مشاكلها. وأُثيرت هذه المسألة أيضاً من قبل المُراجِعة العامة لحسابات الدولة كارين هوغان التي تطالب بأن تضع الوزارة خطة طويلة الأجل للتوظيف والتمويل.
لكنّ الوزير ماكولي يقول إنه لا ينوي الاستقالة وإنّ الحكومة ستواصل العمل لضمان حصول المحاربين القدامى على الدعم والإعانات التي يحتاجون إليها.
وظيفتي هي أن أقوم بعملي، وهذا ما سأقوم به وأواصل القيام به.
نقلا عن لورانس ماكولي، وزير شؤون المحاربين القدامى
وتحمل بعض الانتقادات تشكيكاً في مدى تأثير الوزير ماكولاي داخل الحكومة وفي الاهتمام الحقيقي الذي توليه الحكومة الليبرالية للمحاربين القدامى.
وتتعرّض حكومة ترودو لانتقادات منذ سنوات لعدم وفائها بوعودها للمحاربين القدامى المرضى والجرحى.
ويؤخذ عليها بشكل خاص عدم قدرتها على إعادة معاش العجز مدى الحياة الذي يُمنح للمحاربين القدامى الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، ولكن ليس للذين شاركوا في المهمة الكندية في أفغانستان.
وفي الآونة الأخيرة اشتكى محاربون قدامى من التأخير المستمر في معالجة مطالبات الإعاقة والنقص المستمر في الموظفين لمعالجة ملفات من يحتاجون إلى مساعدة إضافية، ومن عدم توفير دعم كافٍ للعائلات ومقدّمي الرعاية.
وسبق للوزير ماكولي أن أقرّ بأنّ الحكومة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لضمان تلقي المحاربين القدامى الدعم المناسب في الوقت المناسب للعلاج من الأمراض والإصابات التي لحقت بهم أثناء ارتدائهم الزيّ العسكري، وهو كرّر هذا الكلام هذا الأسبوع.
لكن في الوقت نفسه يستشهد ماكولي بعدّة أرقام ليجادل بأنّ الوضع يتحسن. فيشير مثلاً إلى انخفاض فترات الانتظار لأنواع معينة من مطالبات الإعاقة وتوظيف مئات الموظفين الإضافيين، وهم موظفون مؤقتون بشكل خاص، في وزارته.
ويمثّل وزير شؤون المحاربين القدامى الحكومة في المراسم الوطنية ليوم الذكرى (Remembrance Day / le jour du Souvenir) التي تقام اليوم في العاصمة الفدرالية أوتاوا بعد أن غادر رئيس الحكومة إلى العاصمة الكمبودية بنوم بنه للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (’’آسيان‘‘ ASEAN).
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)