قدّمت عمدة مونتريال، فاليري بلانت، أمس، بصورة رسمية، فادي داغر كرئيس جديد لجهاز شرطة بلدية مونتريال (SPVM)، كبرى مدن مقاطعة كيبيك.
ومن المقرّر أن يتولى داغر، الذي يعتبره الخبراء، المدنيون منهم والأمنيون، قائدَ الشرطة الأكثر طليعية في مقاطعة كيبيك، منصبَه الجديد في كانون الثاني (يناير) المقبل. لكن يجب أولاً التصديق على تعيينه على مستوى بلدية مونتريال والموافقة على التعيين من قبل حكومة فرانسوا لوغو في كيبيك.
وفي مؤتمر صحفي بعد ظهر أمس مع العمدة بلانت في مقر بلدية مونتريال، وأيضاً في وقت سابق من يوم أمس أمام لجنة السلامة العامة التابعة للبلدية، قدّم داغر رؤيته.
قال داغر، الذي ترك بصمته في رئاسة جهاز شرطة لونغوي الكبرى (SPAL) في السنوات الخمس الأخيرة، إنه يتمنى أن تعمل القوى الأمنية بـ’’تواضع‘‘.
وأضاف أنّ الشرطة يجب أن تتصرف ’’في وقت مبكر جداً و(أن تجد) الحلول قبل ظهور الأزمات‘‘. ويجب أيضاً أن تكون أكثر اشتمالاً وأن تستوعب تحديات السكان المهمّشين وكذلك تحديات الهجرة ومختلف الشركاء.
كما يجب أن تعمل بالتشاور مع شركائها، لاسيما في المجتمعات المحلية، ’’دون أن تكون أعلى (منهم)‘‘.
وذكّر داغر بأنّ قرابة 80% من الاتصالات التي تتلقاها الشرطة تتعلق بقضايا الصحة النفسية والمشاكل الاجتماعية. ’’وليس صحيحاً أنّ الشرطي في وضع أفضل من الشريك (في المجتمع المحلي) للردّ عليها، على الأقل لإيجاد حلّ أفضل لاحقاً‘‘.
وعند سؤاله عن القلق الكبير لديه، أجاب فادي داغر بأنّه يكمن في أنّ الشرطة تكرّس الجزء الأكبر من طاقاتها للاستجابة لحالات الطوارئ، وفقاً لأسلوب تفاعلي لا يعطي مساحة كافية للوقاية. وهذا الوضع ليس خاصاً بمونتريال، لفت داغر، فهو سائد في كافة أنحاء أميركا الشمالية.
وُلد فادي داغر في ساحل العاج في إفريقيا الغربية في كنف أسرة لبنانية، وقدم إلى كندا في سنّ السابعة عشرة. وبعد أن أصبح شرطياً، أمضى 25 عاماً، أي معظم حياته المهنية، في جهاز شرطة بلدية مونتريال، من عام 1992 إلى عام 2017.
وترقّى داغر في الرتب داخل شرطة مونتريال لدرجة أنه، في عام 2015، كان على وشك أن يُعيَّن قائداً للجهاز. لكنّ العمدة آنذاك، دنيس كودير، فضّل فيليب بيشيه لهذا المنصب.
وفي عام 2017 غادر داغر جهاز شرطة بلدية مونتريال ليتولى قيادة جهاز شرطة لونغوي الكبرى، وهي منطقة تضمّ خمس بلديات تعدّ معاً نحواً من 435 ألف نسمة وتقع على الضفة الجنوبية لنهر سان لوران مقابل جزيرة مونتريال.
والآن يعود داغر إلى شرطة مونتريال، التي أمضى في صفوفها ربع قرن من الزمن، ليقودها.
’’في السياق الحالي لتصاعد أعمال العنف المسلحة، كان اختيار قائد الشرطة المقبل أمراً حاسماً وبالغ الأهمية‘‘، قالت العمدة بلانت.
ولاختيار رئيس جهاز شرطتها، أجرت بلدية مونتريال استشارات عامة شملت المجتمع المدني وأفراد الشرطة.
’’ما نتج عن ذلك هو أهمية التواصل وعلاقة الثقة مع السكان و(أهمية) امتلاك معرفة مفصلة عن واقع مونتريال‘‘، قالت بلانت عن الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد الجديد للشرطة بنتيجة الاستشارات، قبل أن تضيف أنّ ’’الأمر معقّد في مونتريال‘‘.
وجهاز شرطة بلدية مونتريال هو ثاني أكبر جهاز شرطة بلدية في كندا، بعد جهاز شرطة بلدية تورونتو، ويضم أكثر من 6.000 موظف مدني وأمني ويخدم كلّ جزيرة مونتريال، البالغة مساحتها نحو 500 كيلومتر مربع والتي يقطنها مليونا نسمة.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)