تضمّ كندا حالياً 2,2 مليون مقيم غير دائم، حسب تقديرات وكالة الإحصاء الكندية، من أصل إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 40,1 مليون نسمة.
وهذا يعني أنّ نحواً من شخص واحد من أصل كلّ 18 شخصاً مقيماً في كندا هو مهاجر مؤقت. هذا دون احتساب الأشخاص المقيمين في البلاد دون أوراق رسمية.
وتظهر الأرقام التي كشفت عنها اليوم وكالة الإحصاء الكندية زيادة بنسبة 46% في عدد المقيمين غير الدائمين بين 1 تموز (يوليو) 2022 و1 تموز (يوليو) 2023. وهذه هي ’’الزيادة الأكبر المسجلة منذ أن أصبحت البيانات القابلة للمقارنة متاحة (1971 – 1972)‘‘، تقول الوكالة الفدرالية.
فقد كان عدد المقيمين غير الدائمين في كندا يُقدَّر بنحو 1,5 مليون شخص في 1 تموز (يوليو) 2022، وارتفع بمقدار 698 ألف نسمة في الأشهر الـ12 التالية. وهذه الزيادة السنوية أكبر من الزيادة في عدد المهاجرين الدائمين. وهذه سابقة تاريخية في كندا.
كما تشير وكالة الإحصاء إلى أنّ عدد المقيمين غير الدائمين تجاوز الآن عدد السكان الأصليين الذين تمّ إحصاؤهم في التعداد السكاني الرسمي الأخير الذي أُجري عام 2021 والبالغ 1,8 مليون نسمة.
والمقيمون غير الدائمين هم في معظمهم من العمال الأجانب المؤقتين والطلاب الدوليين. فـ1,9 مليون شخص من بينهم يحملون تصريح عمل أو تصريح دراسة، أو الاثنيْن معاً. ويُقدَّر عدد طالبي اللجوء بنحو 260 ألفاً، يقيم 147 ألفاً منهم في مقاطعة كيبيك، أي تقريباً 57% من العدد الإجمالي.
وتتبع الزيادة في الهجرة المؤقتة إلى كندا منحى الأشهر والسنوات الأخيرة، حيث تمّ تخفيف الإجراءات الإدارية، على الصعيد الفدرالي وعلى صعيد مقاطعة كيبيك، لاستقدام عمال من الخارج.
وتعزو وكالة الإحصاء بشكل جزئي الارتفاع في عدد المقيمين غير الدائمين إلى تصاريح السفر الطارئ التي تمنحها أوتاوا للأوكرانيين منذ آذار (مارس) 2022 بسبب الغزو العسكري الروسي لبلادهم والتي أتاحت لـ175 ألفاً منهم القدوم إلى كندا لغاية الآن.
لكنّ هذه البيانات عن المقيمين غير الدائمين تبقى غير كاملة لأنها، كما هو مذكور أعلاه، لا تشمل عدد الأشخاص غير المسجلين والذين تفكر حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا بتسوية أوضاعهم.
وقد تكون هذه الظاهرة كبيرة الحجم، إذ تَراوَح، في الربيع الماضي، العدد التقديري للأشخاص الذين اختاروا البقاء في كندا على الرغم من انتهاء صلاحية تصريح عملهم بين 200 ألف و500 ألف.
يُذكر أنّ عدد سكان كندا تجاوز عتبة الـ40 مليون نسمة منتصف حزيران (يونيو) الفائت.
نقلاً عن موقع راديو كندا، ت