لأول مرة في تاريخها الحديث، تتجاوز ألمانيا 84 مليون نسمة. العامل الأول هو تدفق اللاجئين الأوكرانيين بحوالي 750 ألف لاجئ. ونما عدد الإناث في ألمانيا بمقدار أكبر بكثير من عدد الذكور.
لأول مرة يبلغ عدد سكان ألمانيا أكثر من 84 مليون نسمة، وفق ما أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في مقره بمدينة فيسبادن اليوم الثلاثاء (27 سبتمبر/ أيلول 2022).
وقال المكتب إن اللاجئين الوافدين من أوكرانيا ساعدوا في وصول عدد سكان البلاد لأعلى مستوياته، إذ يعيش أكثر من 84 مليون نسمة حاليا في أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان.
وتتمتع ألمانيا بأحد أدنى معدلات الخصوبة في العالم، وبحسب بعض المقاييس فإن سكانها هم الأكبر سنا لكن ثروتها والطلب على العمالة وسياسة الهجرة المفتوحة نسبيا جعلت منها هدفا جذابا للمهاجرين حتى قبل أن يفتح الاتحاد الأوروبي أبوابه أمام الأوكرانيين الفارين من بلادهم بعد الغزو الروسي في فبراير/ شباط.
وذكر المكتب في تقرير صدر اليوم الثلاثاء أنه في النصف الأول من عام 2022 ارتفع عدد السكان بواقع 843 ألف فرد (ما يعادل 1%)، بينما في عام 2021 بأكمله زاد عدد السكان بواقع 82 ألف فرد فقط (ما يعادل 0.1%).
وأوضح الإحصائيون أن “العامل الأساسي في التطور الحالي هو تدفق اللاجئين من أوكرانيا نتيجة للحرب الروسية”. ووفقا للبيانات، بلغ صافي الهجرة من الأوكرانيين إلى ألمانيا حوالي 750 ألف فرد في النصف الأول من هذا العام.
ونما عدد الإناث في ألمانيا بنسبة 1.2 بالمئة، وهو عدد أكبر بكثير من عدد السكان الذكور الذي زاد بنسبة 0.8 بالمئة، مما يعكس حقيقة أن النساء والأطفال فروا بشكل أساسي من الحرب في أوكرانيا. ويُمنع الرجال في سن القتال من مغادرة البلاد.
وبلغ صافي الهجرة بوجه عام حوالي مليون شخص، بزيادة قدرها 7 أضعاف مقارنة بالنصف الأول من عام 2021.
في الوقت نفسه كان عدد الوفيات أكبر من عدد المواليد، ما كان له تأثير مُثبط على النمو السكاني: ففي الأشهر الستة الأولى من هذا العام توفي 161 ألف شخص أكثر من المولودين.
نمو السكان مرتبط عادة بموجات اللاجئين
ولوحظ نمو على نطاق مماثل ثلاث مرات فقط منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، وفي كل مرة كان مرتبطا بموجة من اللاجئين. ففي عام 1992 ساعد اللاجئون من الحرب في يوغوسلافيا السابقة على تضخم عدد السكان بمقدار 700 ألف نسمة. وفي عام 2015، سمحت ألمانيا بدخول ما يقرب من مليون لاجئ من الحرب في الشرق الأوسط.
يذكر أن عام 2020 شكّل أقل الأعوام التي نما فيها سكان ألمانيا، إذ لم يزد إلا بشكل ضئيل، ولم يتجاوز 83.2 مليون نسمة، وكان الرقم الأضعف منذ عام 2011. وكشفت إحصائيات سابقة لعام 2020 أن واحدا من بين كل أربعة أفراد من سكان ألمانيا ينحدر من أصول مهاجرة، وذكر مكتب الإحصاء أن عدد ذوي الأصول المهاجرة في البلاد بلغ عام 2020 حوالي 21,2 مليون فرد، أي ما يعادل 26 بالمائة من إجمالي عدد السكان.
إ.ع/ ص.ش (رويترز، د ب أ)