رشّح حزب التضامن الكيبيكي ’’كيبيك سوليدير‘‘ (QS) كنزة ساسي في دائرة أورفورد في الانتخابات العامة للمقاطعة في 3 أكتوبر تشرين الأول المقبل.
لا تدلّ اللهجة الكيبيكية (نافذة جديدة)لكنزة ساسي على أصولها الجزائرية و الإيطالية.
في مقابلة مع راديو كندا الدولي، تقول المرأة الشابة المولودة في فرنسا والتي تعيش في مدينة ماغوغ حيث يقع مكتبها الانتخابي : ’’وصلت إلى كيبيك في سن الرابعة ونشأت في منطقة إستري.‘‘
وتقع مدينة ماغوغ على بعد 125 كم شرقي مونتريال.
وعن سنواتها الأولى في كيبيك، تقول إنها تتذكر الثلوج والحافلات المدرسية التي لم تكن موجودة في فرنسا.
واختار والداها الاستقرار في هذه المنطقة في أوائل التسعينيات، على عكس ما يقوم به ما يقرب من 75٪ من الوافدين الجدد إلى كيبيك الذين يختارون منطقة مونتريال.
’’التقى والداي بصديق في فرنسا ينحدر من منطقة إستري. وقد أعجبتهما المنطقة عندما قاما بزيارتها. وروى لي والدي أنه عندما سلك الطريق السريع 10 بين مونتريال ومنطقة إستري، تأثر بالطبيعة والمساحات الخضراء والغابات التي عبرها. كانت هذه الصورة التي ترسّخت في ذهنه عن أمريكا الشمالية‘‘، كما تقول كنزة ساسي في مكتبها الانتخابي بعد يوم من العمل كأستاذة في التقنيات القانونية في كلية تقع في شيربروك.
وورثت هذا الشغف بالمنطقة عن والديها. وبمناسبة انتخابات 3 أكتوبر تشرين الأول، يأتي الحفاظ على الموارد الطبيعية للمنطقة على رأس أولوياتها كمرشحة.
وهي تعتقد أن أورفورد، حيث ترشحت تحت لواء كيبيك سوليدير ’’ هي أجمل دائرة انتخابية في كيبيك.‘‘
لدينا موارد طبيعية هائلة [في الدائرة الانتخابية أورفورد] جعلت الناس يختارون منطقتنا للاستقرار. ونحن ندرك أن حماية هذه الموارد في تراجع في حين يتزايد تلوث بحيراتنا.
نقلا عن كنزة ساسي، مرشحة حزب التضامن الكيبيكي في دائرة أورفورد
وبالنسبة لها، سيكون لموضوع حماية البيئة دور في تصويت الناخبين لصالح هذا الحزب أو ذاك.
ويعبّر مواطنو المنطقة عن قلقهم مما آلت إليه بحيرة ممفريماغوغ.
تقول لويز فليبوت وهي من سكان ماغوغ ومتطوعة في مركز المتطوعين في هذه المدينة إنّها كانت تقيم في مونتريال قبل أن تنتقل إلى ماغوغ لطبيعتها الجذابة.
وبالنسبة لها، فإنّ ’’أجمل ما في ماغوغ طبيعتها وهواؤها النقي.‘‘ وناشدت المرشحين في هذه الانتخابات الحفاظ على الموارد الطبيعية ، بما في ذلك بحيرة ممفريماغوغ التي تعاني من الطحالب الزرقاء.
أحلام اليقظة
يؤكد فريق كنزة ساسي في كتيباته الانتخابية التي وُزّعت في دائرة أورفورد ، أنها ’’تعاود الاتصال بالسياسة.‘‘
وهذه إشارة إلى مشاركتها في الاحتجاجات الطلابية التي هزّت كيبيك في عام 2012 والتي عُرفت بـ’’ربيع القيقب‘‘. وكان أحد قادة هذه الحركة غابرييل نادو-دوبوا الزعيم المشارك الحالي لحزب التضامن الكيبيكي.
’’عندما كنت طالبة، كنت منخرطة سياسيّاً في جمعيات طلابية. اكتشفت حينها أنه من الممكن المشاركة في المجتمع ومساعدة الأشخاص الذين نمثلهم‘‘، كما قالت كنزة ساسي وهي الحاصلة على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة لافال وتحضّر دكتوراه في قانون الأدلة والتكنولوجيا في جامعة مونتريال.
وتضيف أنّ التزامها في ذلك الوقت لم يكن له أي روابط حزبية.
وعندما سُئلت عن سبب اختيارها للترشح تحت لواء حزب التضامن الكيبيكي، أجابت قائلة ’’إنه إلى حد بعيد الحزب الذي يعبّر عن قيمي على أفضل وجه. إنه الحزب الذي يأخذ القضايا الحالية على محمل الجد. لقد سئمت من الأحزاب التي تعلن عن سياساتها كل أربع سنوات لمجرد جني أصوات الناخبين. يعبّر برنامج كيبيك سوليدير على رغبة حقيقية في المضيّ بالمجتمع في الاتجاه الذي يناسبني.‘‘
وكان انتخاب عضو كيبيك سوليدير كريستين لابري في عام 2018 في دائرة شيربروك المجاورة لأورفورد ، بداية التقارب بين كنزة ساسي وهذا الحزب.
وتضيف : ’’رأيت أسلوبها [كريستين لابري] غير الحزبي في العمل لدفع الملفات إلى الأمام، وكيف تولي اهتماما بالمجتمع وحركة المواطنين. هذه الطريقة في ممارسة السياسة تجتذبني كثيرًا. قرّرت بعد ذلك الانخراط في حزب كيبيك سوليدير.‘‘
إلى أولئك الذين يدّعون أنّ أنصار كيبيك سوليدير غارقون في أحلام اليقظة، تجيب كنزة ساسي أنه من السهل “السخرية من الآخر بدلاً من مواجهته بالحجة.‘‘
وتضيف أن المسار الذي اتبعه المجتمع الكيبيكي في العقود الماضية كان جيدًا. ولكن ’’وقت الإصلاح قد حان .‘‘
في قطاع التعليم، هناك نقص في المعلمين، حسب قولها. وفي النظام الصحي أصبح من الصعب تلقي الرعاية في آجال معقولة.
أودّ أن أقول للأشخاص الذين يدّعون أننا [في كيبيك سوليدير] غارقون في أحلام اليقظة، إنّهم هم الغارقون في هذه الأحلام لأنهم يعتقدون أنه يمكننا الاستمرار على هذا النحو دون فعل أي شيء.
نقلا عن كنزة ساسي
وتضيف أنه خلال لقاءاتها بالمواطنين في الدائرة الانتخابية، غالبًا ما تثار قضايا الصحة والبيئة.
وفيما يتعلق بالتضخم تقول إن الناخبين الذين قابلتهم لا يتحدثون عنه كثيرًا لأنهم ’’يدركون أن التضخم ليس نتيجة السياسة الداخلية فقط بل للوضع الدولي أثر عليه. نحن نقترح تدابير لتخفيف التضخم على المدى القصير [تعليق مؤقت لضريبة المبيعات على المنتجات الأساسية] ، لكن ليست حكومة كيبيك هي التي ستحل المشكلة.‘‘
وتحدّث راديو كندا الدولي مع دوني رودريغ وسط مدينة ماغوغ، وهو رجل أعمال سابق يعيش في هذه الدائرة الانتخابية منذ عام 1976.
يقول إن الأولوية يجب أن تعود للاقتصاد. ’’نحن ننفق الكثير. يجب ألا نترك دينا كبيرا للأجيال القادمة. يجب تقديم المساعدة للأشخاص الذين يحتاجون إليها فقط ، وليس للجميع.‘‘
ويرى أنّ الهجرة يمكن أن تكنن حلّاً للنقص في اليد العاملة. ’’لكن ليس أيّ هجرة. يجب اختيار المهاجرين بعناية. يجب ألا نحضر المجرمين.’’
ويعتقد أن كلام رئيس الحكومة المنتهية ولايته، فرانسوا لوغو، الذي ربط بين الهجرة والعنف ’’لا يعبر عن أفكاره. لقد أساء التعبير فقط.‘‘
وفقًا لـهيئة الانتخابات في كيبيك، فإن 1,1 ٪ فقط من الأسر في هذه الدائرة الانتخابية تنتمي إلى أقلية ظاهرة.
وتقول كنزة ساسي إن خدمات دمج المهاجرين تتركز بشكل أكبر في مدينة شيربروك المجاورة، مما يجعل اندماجهم أكثر صعوبة في دائرة أورفورد.
وقالت إنها كانت قلقة بشأن تعليقات زعيم التحالف من أجل مستقبل كيبيك (الكاك). ’’يجب على رئيس الحكومة أن يلعب دور الموحِّد.‘‘
النتائج
في انتخابات 2018 ، فاز حزب الكاك في هذه الدائرة بنسبة 40,05 ٪ من الأصوات المُعبَّر عنها بأغلبية 4569 صوتًا. وجاء الحزب الليبرالي في كيبيك في المركز الثاني بنسبة 24,95٪، يليه حزب كيبيك سوليدير (17,87%).
ويترشّح جيل بيلانجيه النائب المنتهية ولايته للمرة الثانية. وقد فاز بهذه الدائرة الانتخابية التي صوتت لليبراليين منذ إنشائها في عام 1972.
ويتوقع موقع تحليل الاستطلاعات Québec125 إعادة انتخاب النائب المنتهية ولايته باحتمال كبير.
وفي هذه الحالة ، تقول كنزة ساسي ’’سأشمر عن ساعدي وسأستمرّ في العمل. السياسة ليست شيئاً يحدث مرة كل أربع سنوات.‘‘