تفيد النتائج شبه النهائية للانتخابات العامة الكيبيكية بأنّ حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (’’كاك‘‘ CAQ) بقيادة رئيس الحكومة الكيبيكية الخارجة فرانسوا لوغو حصد 90 من مقاعد الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) الـ125 في الانتخابات العامة أمس ضامناً لنفسه حكومة أكثرية ثانية.
وحلّ الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ) بقيادة دومينيك أنغلاد ثانياً بنيله 21 مقعداً، محتفظاً بالتالي بدور المعارضة الرسمية، وهو دور كان يَخشى أن يؤول إلى حزب التضامن الكيبيكي (QS) اليساري.
وفي خطاب الفوز قال لوغو إنّ أولويته ستكون التعليم، لكنّ ’’الأكثر إلحاحاً‘‘ الآن، حسب قوله، هو الوضع الاقتصادي مع ارتفاع تكاليف المعيشة. وأضاف أنه سيفي بوعده ويساعد دافعي الضرائب.
ووعد زعيم الـ’’كاك‘‘، الذي كانت له تصريحات مثيرة للجدل حول الهجرة والمهاجرين خلال الحملة الانتخابية، بأنه سيكون ’’رئيس وزراء جميع سكان كيبيك‘‘، مضيفاً أنه سيحمي اللغة الفرنسية وأنّ الهجرة تشكل ’’ثروة‘‘.
’’أنا مسرورة بأن أكون المعارضة الرسمية،‘‘ قالت من جهتها أنغلاد متعهدةً بتمثيل جميع سكان كيبيك.
’’سواءً اقترعتم لنا أو لحزب سياسي آخر، سيكون بابي، بابنا، دوماً مفتوحاً أمامكم‘‘، أكّدت الزعيمة الليبرالية.
ونال حزب التضامن الكيبيكي بقيادة غابريال نادو دوبوا ومانون ماسّيه 11 مقعداً، فيما نال الحزب الكيبيكي (PQ) الاستقلالي 3 مقاعد، أسوأ نتيجة له منذ تأسيسه عام 1968، ولم يحصل حزب المحافظين الكيبيكي (PCQ) بقيادة إريك دوهيم على أيّ مقعد.
وفاز زعماء الأحزاب الأربعة المتمثّلة في الجمعية الوطنية الجديدة بمقاعد الدوائر التي ترشّحوا فيها.
وسُجِّل في هذا الإطار فوز زعيم الحزب الكيبيكي بول سان بيار بلاموندون في دائرة ’’كميل لوران‘‘ في مونتريال. وهذا أول فوز نيابي لهذا المحامي الذي يقود الحزب المنادي باستقلال كيبيك عن الاتحادية الكندية منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2020.
هذا بالنسبة للترتيب من حيث عدد الدوائر النيابية التي فاز فيها كلٌّ من الأحزاب الرئيسية الخمسة في هذه الانتخابات التشريعية العامة الـ43 في تاريخ كيبيك والتي بلغت فيها نسبة المشاركة 66,13%.
أمّا بالنسبة للاقتراع الشعبي، فالترتيب مختلف.
حلّ حزب الـ’’كاك‘‘ أولاً أيضاً وبـ40,98% من إجمالي الأصوات المُحتسَبة البالغ عددها 4.112.700 (هناك 56.316 صوتاً أُلغيت). أمّا المرتبة الثانية فآلت لحزب التضامن الكيبيكي الذي نال 15,43% من إجمالي الأصوات، والمرتبة الثالثة للحزب الكيبيكي وبـ14,61% من الأصوات.
الحزب الليبرالي الكيبيكي، الذي حلّ ثانياً من حيث عدد المقاعد، حلّ رابعاً في الاقتراع الشعبي وبـ14,37% من عدد الأصوات، وهذه أسوأ نتيجة له منذ تأسيسه عام 1867.
وحلّ حزبُ المحافظين الكيبيكي خامساً بـ12,91% من الأصوات، دون أن تُترجَم هذه الأصوات بأيّ مقعد نيابي، والحزبُ الأخضر الكيبيكي سادساً وبـ0,76% من الأصوات.
يُشار إلى أنّ الانتخابات في كيبيك، كما في مقاطعات كندا التسع الأُخرى وفي الانتخابات الفدرالية، تجري وفق نظام الدائرة الفردية وبجولة واحدة. ويفوز بمقعد الدائرة المرشح الحاصل على الأكثرية النسبية، أي الذي يحل أولاً بعدد الأصوات مهما كانت نسبتها من إجمالي عدد أصوات المقترعين في الدائرة.
وخلال الحملة الانتخابية تجددت الدعوات، لاسيما من حزب التضامن الكيبيكي والحزب الكيبيكي وحزب المحافظين الكيبيكي، المُطالِبة بإدخال النسبية إلى نظام الاقتراع.
واستهجن اليوم زعيم حزب المحافظين الكيبيكي في مقابلة صحفية أن يكون تشكيله السياسي حصل على قرابة 13% من أصوات المقترعين (أكثر من 530 ألف صوت) وألّا يكون حصل على أيٍّ من مقاعد الجمعية الوطنية الـ125.
واعتبر إريك دوهيم أنّ هذا الوضع ’’غير طبيعي‘‘ ويشكل ’’عجزاً ديمقراطياً‘‘ ودعا لإصلاحه.
كذلك انتقد اليوم زعيمُ الحزب الكيبيكي نظام اقتراع ’’جائر‘‘، مشيراً إلى أنّ حزبه حصل على قرابة 15% من أصوات المقترعين ولكن على أقل من 3% من مقاعد الجمعية الوطنية.
ورأى بول سان بيار بلاموندون أنّه من المُلحّ إصلاح نظام الاقتراع.
أمّا على صعيد التوزيع الجغرافي فاللافت أنّ حزب الـ’’كاك‘‘، وعلى الرغم من فوزه الساحق، لم يحصل سوى على اثنيْن فقط من مقاعد جزيرة مونتريال الـ27، أسوةً بنتيجته في الانتخابات العامة السابقة في تشرين الأول (أكتوبر) 2018.
وفي الجهة المقابلة لم يفز الحزب الليبرالي الكيبيكي سوى بدائرة واحدة خارج منطقة مونتريال الكبرى، هي ’’بونتياك‘‘ (Pontiac) في جنوب غرب المقاطعة. وهذه الدائرة قلعة للحزب المذكور، فهو يفوز بمقعدها بشكل متواصل منذ عام 1970.