بدأ آلاف المدنيين النزوح منذ أيام عبر نهر دنيبرو في خيرسون بأوكرانيا بعد تحذيرات من هجوم أوكراني لاستعادة المدينة. وصدر أحدث تحذير مع التأكيد من جديد على أهميته البالغة.
وقالت السلطات المعينة من قبل روسيا “احرص على سلامة عائلتك وأصدقائك! لا تنس الوثائق والأموال والمقتنيات الثمينة والملابس”.
وفي أوليشكي الواقعة على الضفة الأخرى لنهر دنيبرو شاهدت رويترز أشخاصا يصلون من خيرسون بقوارب نهرية محملة بصناديق وأكياس وبها حيوانات أليفة. وحملت امرأة طفلا تحت إبطها وكلبا تحت إبطها الآخر.
وبعض القوارب محملة بالخضروات ودواليب خشبية بها طعام. ونقل عاملون في وزارة الطوارئ الروسية كبار سن من القوارب في عربات تُدفع بالأيدي. وبعد ذلك انتظر أفراد الأسر قدوم حافلات لنقلهم إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا.
ويبدو أن المعركة من أجل خيرسون، التي تخضع لسيطرة روسيا طول حرب الثمانية أشهر تقريبا، تقترب من منعطف حرج في الوقت الذي تهدد فيه القوات الأوكرانية المتقدمة بحصار القوات الروسية على الضفة الغربية من نهر دنيبرو.
وخيرسون هي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا سليمة وسيطرت عليها منذ الغزو الذي بدأ يوم 24 فبراير- شباط. وخيرسون إحدى أربع مناطق أوكرانية قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشهر الماضي إن موسكو تعلنها “إلى الأبد” أرضا روسية.
وقال بوتين إنه مستعد للجوء إلى الأسلحة النووية إذا لزم الأمر للدفاع عما تعلنه روسيا أرضا لها. وأدانت أوكرانيا وحلفاؤها والجمعية العامة للأمم المتحدة ضم هذه الأراضي باعتباره غير قانوني.
انقطاع الكهرباء عن أجزاء كثيرة من أوكرانيا بسبب القصف الروسي
قالت كييف إن روسيا قصفت بالصواريخ منشآت للطاقة في أوكرانيا يوم السبت مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن عدة مناطق، في حين حثت سلطات الاحتلال الروسي في مدينة خيرسون الجنوبية المدنيين على المغادرة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا نفذت ضربات على نطاق “واسع للغاية”، وتعهد بتحسين قدرات الجيش الأوكراني، الذي يبلي بالفعل بلاء حسنا في إسقاط الصواريخ، بمساعدة من شركاء بلاده.
وفي خيرسون، التي كانت هدفا لهجوم أوكراني مضاد للغزو الذي أمر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير شباط، أمرت سلطات الاحتلال الروسي المدنيين بالمغادرة فورا.
وقالت سلطات الاحتلال الروسي في بيان على تيليجرام “نظرا للوضع المتوتر على الجبهة وزيادة خطر القصف المكثف للمدينة وخطر الهجمات الإرهابية، يجب على جميع المدنيين مغادرة المدينة على الفور والعبور إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو!”.
وغادر آلاف المدنيين خيرسون بعد تحذيرات من هجوم أوكراني وشيك لاستعادة المدينة.
وفي أوليشكي الواقعة على الضفة المقابلة لنهر دنيبرو شاهد مراسلون لرويترز أشخاصا يصلون على متن قارب من خيرسون.
وقال أحد السكان “لم أرغب حقا في (المغادرة)… أردنا البقاء هنا في المنطقة لكننا أصبحنا الآن لا نعرف (ما الذي سيحدث)”.
وقال الجيش الأوكراني إنه يحقق مكاسب مع تحرك قواته جنوبا عبر منطقة خيرسون، إذ سيطر على قريتين على الأقل انسحبت منهما القوات الروسية. وتربط خيرسون أوكرانيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في 2014.
ومنذ العاشر من أكتوبر تشرين الأول الجاري، أطلقت روسيا سلسلة من الرشقات الصاروخية المدمرة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وأصابت ما لا يقل عن نصف المحطات الحرارية وما يصل إلى 40 بالمئة من الشبكة بأكملها.
وبعد فترة وجيزة من انبلاج الصبح يوم السبت، بدأ مسؤولون في مناطق بأنحاء أوكرانيا الإبلاغ عن ضربات على منشآت الطاقة وانقطاع للتيار الكهربائي وسارع مهندسون لإصلاح الشبكة. ونصح حكام المناطق السكان بتخزين المياه تحسبا لحدوث انقطاعات.
وقال المستشار الرئاسي كيريلو تيموشينكو إن أكثر من مليون شخص باتوا بدون كهرباء. وعانت أجزاء من كييف من انقطاع التيار الكهربائي الذي امتد حتى المساء وقال مسؤول في المدينة إن الضربات قد تترك العاصمة الأوكرانية بدون كهرباء وتدفئة “لعدة أيام أو أسابيع”.
وقال ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني إن موسكو تريد خلق موجة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا من خلال الضربات، بينما وصف وزير الخارجية دميترو كوليبا الضربات بأنها إبادة جماعية.
وأقرت موسكو باستهداف البنية التحتية للطاقة لكنها تنفي استهداف المدنيين.