تظاهر نشطاء حقوقيون في تورونتو يوم أمس تضامناً مع النساء والفتيات في أفغانستان في إطار نسخة عام 2022 من الأيام العالمية الـ16 لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
كان التجمع في تورونتو جزءاً من تعبئة في كل كندا تهدف إلى لفت الانتباه إلى حالة الطوارئ الإنسانية في أفغانستان، وبشكل خاص إلى وضع المرأة في هذا البلد.
ومنذ عودة حركة ’’طالبان‘‘ الإسلاموية إلى السلطة في كابول في آب (أغسطس) 2021، تشهد أفغانستان تصعيداً كبيراً في الانتهاكات ضد النساء والفتيات والأقليات المستضعَفة، على حدّ قول منظمة ’’نساء كنديات من أجل نساء في أفغانستان‘‘ (Canadian Women for Women in Afghanistan) غير الحكومية التي هي في أساس هذه التعبئة.
وبحسب هذه المنظمة، يتم إسكات النساء الأفغانيات وإقصاؤهنّ عن معظم جوانب الحياة اليومية والعامة. فعلى سبيل المثال ’’تُمنع الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، واستُبعدت النساء من معظم المؤسسات العامة‘‘.
وتضيف المنظمة الحقوقية أنّ النساء اللواتي يرفعن الصوت ضدّ هذه السياسات التمييزية، يقوم النظام باختطافهنّ واحتجازهنّ.
العيش في ظلّ نظام ’’طالبان‘‘ كالعيش داخل سجن.
نقلا عن عطيفة صافي، إحدى منظمات تظاهرة التضامن مع نساء أفغانستان في تورونتو
وتشرح عطيفة صافي، التي نشأت في أفغانستان في العقد الأول من القرن الحالي، أنه أتيحت لها فُرصة الذهاب إلى الجامعة عندما كانت أصغر سناً، ’’وهي فرصة لن تحظى بها الفتيات الصغيرات اللواتي يعشن الآن في ظل نظام ’طالبان‘.‘‘
ولم يعد للنساء الأفغانيات حقوق. ’’لا يمكنهنّ الدراسة ولا العمل‘‘، تضيف صافي.
ولا يكتفي المنظمون بقرع جرس الإنذار للفت الانتباه إلى حالة الطوارئ الإنسانية، فهم دعوا الحكومة الكندية إلى تقديم المزيد من الدعم لأفغانستان.
وطلبوا منها، على وجه الخصوص، إيجاد استثناءات لقوانين مكافحة الإرهاب لكي تتمكن المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدة للأفغان دون أن تُتَّهم بمساعدة حركة ’’طالبان‘‘ المدرَجة على القائمة الكندية للمنظمات الإرهابية.
’’أيّ رجل أو امرأة يؤمن بحقوق الإنسان والمساواة والانفتاح الاجتماعي يجب أن يشعر أنه معني بالأمر‘‘، تقول نرجس نيهان، وهي من منظمي تجمّع أمس في تورونتو.
من جهتها، تعتقد رئيسة ’’منظمة النساء الأفغانيات‘‘، أسماء فايزي، أنّ ’’ما يجري في أفغانستان هو مشكلة ليس فقط للنساء الأفغانيات بل للنساء بشكل عام‘‘.
لذا، تدعو فايزي الناس للتعبير عن تعاطفهم والقيام بشيء ملموس. ’’اكتبوا رسائل، التقطوا هواتفكم، قوموا بعمل تطوعي، ساعدوا اللاجئين على الاستقرار‘‘، تقول فايزي مناشدةً الكنديين للتحرك.
’’نحن بحاجة للمساعدة لجعل أصوات هؤلاء النساء المحكوم عليهن بالصمت مسموعةً‘‘، تؤكّد فايزي.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)