طلبت حكومة كيبيك رسمياً بأن يتم من الآن فصاعداً إعادة توجيه جميع طالبي اللجوء الذين يصلون إلى كندا عبر طريق روكسهام إلى مقاطعات كندية أُخرى، و’’دون اعتبار‘‘ لملفاتهم الشخصية، نظراً لأنّ قدرة كيبيك على استقبال الوافدين إليها بصورة غير نظامية قد ’’تم تجاوزها بشكل كبير‘‘.
هذا ما طلبه رئيس حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك، فرانسوا لوغو، في رسالة وجهها أمس الأحد إلى رئيس الحكومة الفدرالية، جوستان ترودو، وحصل راديو كندا على نسخة منها.
وتقع طريق روكسهام في جنوب مقاطعة كيبيك عند الحدود مع ولاية نيويورك الأميركية ويعبر من خلالها إلى كندا معظم طالبي اللجوء القادمين من الولايات المتحدة.
’’لكيبيك تقليد طويل في مجال الترحيب باللاجئين ونحن فخورون بتقديم مساهمتنا في هذا الواجب الإنساني‘‘، كتب لوغو، ’’ومع ذلك، فإنّ هذا التدفق لا يمكن أن يستمر. لقد تم تجاوز قدرة كيبيك على الاستقبال بشكل كبير‘‘.
لهذا السبب، طلب رئيس حكومة كيبيك من رئيس الحكومة الفدرالية ’’اتخاذ جميع التدابير اللازمة، وبشكل عاجل ودائم، لتوزيع طالبي اللجوء، لدى وصولهم إلى الحدود، على المقاطعات الأُخرى، وهذا بغض النظر عن الملفات الشخصية لأصحاب الطلبات‘‘.
وفي رسالته حيّى لوغو جهود الحكومة الفدرالية التي تنقل إلى أونتاريو، منذ فترة قصيرة، غالبية المهاجرين الداخلين بطريقة غير نظامية والذين توقفهم الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) في نهاية طريق روكسهام.
وجادل لوغو بأنّ هذه الطريقة في القيام بالأشياء يجب أن تستمر إلى أن تتم مراجعة اتفاقية البلد الثالث الآمن مع الولايات المتحدة، ودعا ترودو إلى جعل هذه المراجعة ’’موضوعاً ذا أولوية‘‘ خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر المقبل في أوتاوا.
ووفقاً لرئيس حكومة كيبيك يجب تطبيق اتفاقية البلد الثالث الآمن ’’على كافة نقاط الدخول إلى كندا، سواء كانت نظامية أو غير نظامية‘‘.
يجب إغلاق طريق روكسهام يوماً ما، سواء شاء البعض أم لم يشأ. هذه ليست مجرّد قضية من بين جملة قضايا. نحن نتحدث هنا عن احترام الحدود الإقليمية لكندا ويبدو لي أنه من ضمن مسؤولياتكم الأساسية، بصفتكم رئيس حكومة هذا البلد، أن تضمنوا احترام هذه الحدود.
نقلا عن مقتطف من رسالة فرانسوا لوغو إلى جوستان ترودو
وفي غضون ذلك ’’من الضروري أن (…) يُعاد توجيه جميع طالبي اللجوء، الذين يدخلون (عبر طريق روكسهام) بشكل غير نظامي، إلى مقاطعات أُخرى‘‘، كتب لوغو.
ومن المهم أيضاً، حسب لوغو، ’’أن تستمر القدرة الاستيعابية المؤقتة للحكومة الفدرالية، على أراضي كيبيك، في الانخفاض، وفق ما رأيناه بين 10 و13 شباط (فبراير)‘‘.
وأضاف لوغو أنّ ’’كيبيك قامت بجهود تفوق المطلوب منها في السنوات القليلة الماضية‘‘. وهذا ما أقر به ترودو ضمنياً الشهر الماضي عندما قال إنّ هذه المقاطعة كانت ’’سخية للغاية‘‘ حتى الآن.
وتشكّل طريق روكسهام خياراً ناجعاً للراغبين في طلب اللجوء في كندا ولا يستطيعون القيام بذلك عند معبر حدودي نظامي بسبب اتفاقية البلد الثالث الآمنة.
ومع مرور الوقت، أصبحت نقطة العبور هذه مزدحمة للغاية. فقد عبر منها إلى كندا عامَ 2022 نحوٌ من 40 ألف شخص قادمين من الولايات المتحدة، ما يمثّل 42% من جميع طالبي اللجوء الذين دخلوا إلى كندا قادمين من كافة دول العالم العام المذكور.
وساهم ذلك في ارتفاع عدد المهاجرين المؤقتين في كيبيك الذي بات يتجاوز الـ300 ألف.
وأصبحت طريق روكسهام ذائعة الصيت لدرجة أنّ بلدية نيويورك باتت تموّل انتقال المهاجرين غير النظاميين إليها لكي يطلبوا اللجوء في كندا. ووفقاً لمعلومات راديو كندا، هناك موظفو جمارك أميركيون متورطون في هذه العملية، ما قد يتعارض مع القوانين الكندية.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)