قال رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إنّ السؤال الذي يجب طرحه ليس ما إذا كان ينبغي إغلاق طريق روكسهام، إنما كيف يتمّ ذلك.
’’إغلاق طريق روكسهام هو ما نريده جميعاً، لكن لا يوجد حل مبسط لذلك‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية في حديث مع الصحفيين اليوم في منطقة تورونتو الكبرى.
وتقع طريق روكسهام في جنوب مقاطعة كيبيك عند الحدود مع ولاية نيويورك الأميركية، ويعبر من خلالها إلى كندا معظم طالبي اللجوء القادمين من الولايات المتحدة.
وأضاف ترودو أنّ المسار الذي يجب اتباعه هو المُتَّبع حالياً، أي إعادة التفاوض مع الولايات المتحدة حول اتفاقية البلد الثالث الآمن.
ما نحتاج إليه هو إعادة التفاوض (حول اتفاقية البلد الثالث الآمن) للتأكد من أننا نغلق تماماً أيّ احتمال للعبور بشكل غير نظامي. منذ أشهر وسنين ونحن نتحدث عن هذا الأمر، وحالياً نحرز تقدماً.
نقلا عن جوستان ترودو
وكما سبق له أن قال من قبل، جادل ترودو بأنّ التمسك بـ’’وضع حواجز‘‘ على طريق روكسهام سيكون بمثابة ’’حمل الناس على العبور من مكان آخر‘‘ على طول الحدود بين كندا والولايات المتحدة.
وبموجب اتفاقية البلد الثالث الآمن، يُردّ اللاجئ المحتمل، الذي يصل إلى معبر حدودي كندي رسمي قادماً من الولايات المتحدة، على أعقابه، إذ يجب عليه مواصلة طلب اللجوء في ’’المكان الآمن‘‘ الأول الذي وصل إليه.
لذا، يقوم أشخاص يرغبون في طلب اللجوء في كندا، بدلاً من الولايات المتحدة التي وصلوا إليها أولاً، بعبور الحدود الأميركية الكندية من خلال معابر مؤقتة، كطريق روكسهام في الكثير من الأحيان.
وبمجرد دخولهم الأراضي الكندية واعتراضهم من قبل السلطات الكندية يمكن معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم.
ومع مرور الوقت تكثّف عبور طالبي اللجوء إلى كندا من خلال طريق روكسهام، إذ سلكها عامَ 2022 عدد قياسي منهم قوامه 39.171 شخصاً، وفقاً لعدد عمليات الاعتراض التي أبلغت عنها الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية).
وكان رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو قد وجّه كتاباً رسمياً يوم الأحد إلى رئيس الحكومة الفدرالية طلب منه فيه إعادة توجيه جميع طالبي اللجوء الذين يصلون إلى كندا عبر طريق روكسهام إلى مقاطعات كندية أُخرى.
وحاجج لوغو في كتابه بأنّ قدرة كيبيك على استقبال الوافدين إليها بصورة غير نظامية قد ’’تم تجاوزها بشكل كبير‘‘.
ويوم أمس ضمّ زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر صوته إلى صوت رئيس حكومة كيبيك داعياً، هو الآخر، إلى إغلاق طريق روكسهام.
وطالب بواليافر، الذي يشكل حزبه المعارضةَ الرسمية في مجلس العموم، رئيسَ الحكومة الفدرالية بإغلاق طريق روكسهام ضمن مهلة 30 يوماً، مضيفاً أنه، حسب رأيه، ليست هناك حاجة لمراجعة اتفاقية البلد الثالث الآمن أو حتى تعليقها لإغلاق هذا المعبر غير النظامي.
لكنّ ترودو لا يرى الأمور بالطريقة نفسها، وهو قال اليوم إنه طالما أنّ إعادة التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن طريق روكسهام لم تنتهِ بعد، سيتعين على كندا الوفاء بالتزاماتها.
’’حتى ذلك الحين يجب أن نستمر في الالتزام بقيمنا وبالاتفاقيات الدولية بأن نرحّب بالوافدين (إلى كندا بصورة غير نظامية)‘‘، أكّد ترودو.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)