إذا كنتَ تنوي السفر جواً لقضاء إجازتك هذا الصيف، سيتعيّن عليك تسديد فاتورة باهظة. فبالنسبة لبعض الوجهات، مثل أوروبا، تضاعفت أسعار التذاكر مقارنة بالعام الماضي، ومن غير المتوقَّع أن يتلاشى هذا المنحى في وقت قريب.
وبشكل غير مفاجئ، ’’كما هي الحال في أيٍّ من قطاعات النشاط الاقتصادي، لعب التضخم دوره (…) في قطاع السياحة‘‘، يؤكد ميشال أرشامبو، البروفيسور الفخري في مجال السياحة ومؤسس كرسي ’’ترانسات‘‘ (Transat) للسياحة في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM)، في مقابلة مع إذاعة راديو كندا.
على سبيل المثال، يبلغ حالياً سعر الرحلة ذهاباً وإياباً من مونتريال إلى بورتو في البرتغال حوالي 1200 دولار، مقارنةً بـ770 دولاراً في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.
ويلفت أرشامبو إلى أنّ ارتفاع سعر وقود الطائرات وندرة اليد العاملة والعدد المحدود من الأماكن المتوفرة على الطائرات تسببت مجتمعة بخسائر فادحة لشركات الطيران التي تجد نفسها مضطرة إلى زيادة أسعارها.
لكن على الرغم من ارتفاع الأسعار، فالطلب موجود، وفقاً لجاك نانتيل، البروفيسور الفخري في معهد الدراسات التجارية العليا التابع لجامعة مونتريال (HEC Montréal). فالأُسر التي حُرمت من السفر أثناء جائحة كوفيد-19 مستعدة لاستئناف عاداتها.
وفي هذا السياق تعمل المطارات بكامل طاقتها لاستيعاب المسافرين، وهم كثر.
’’لقد تم تجاوز سعة المطارات بشكل كامل، ولهذا السبب تقوم كافة المطارات في العالم بإلغاء رحلات‘‘، يشير الخبير في شؤون الطيران المدني، البروفيسور مهران ابراهيمي، مدير مرصد الملاحة الجوية والطيران المدني التابع لجامعة كيبيك في مونتريال (UQAM).
البنية التحتية بأكملها تُستخدَم ’’بإفراط‘‘، لا سيما لأنّ شركات الطيران اضطرت إلى وضع جزء من أساطيلها في المرائب بسبب النقص في الموظفين، يضيف ابراهيمي.
يلزم حوالي 15 إلى 20 طياراً لكل طائرة. لذا، إذا قمتَ بتسيير خمس طائرات، فهذا يعني (أنك بحاجة إلى) حوالي 75 طياراً. وهذا العدد من الطيارين غير متوفر الآن.
نقلا عن مهران ابراهيمي، أستاذ جامعي خبير في شؤون الطيران المدني
وفي أوروبا والولايات المتحدة، يمكن للمسافرين دائماً اللجوء إلى شركات الطيران المنخفضة التكلفة، مثل ’’إيزي جيت‘‘ (EasyJet) و’’ساوث ويست‘‘ (Southwest). لكنّ الوضع مختلف تماماً في كندا التي هي ’’سوق صغيرة جداً على المستوى الدولي‘‘، ما يؤدي إلى تركيز السوق، يشير البروفيسور نانتيل.
’’لسوء الحظ، لم تكن القوانين مؤاتية لإنشاء طيران منخفض التكلفة حقيقي في كندا‘‘، يقول ميشال أرشامبو بأسف.
ويذهب البروفيسور إبراهيمي في الاتجاه نفسه ليقول إنّ الشروط غير متوفرة حالياً للسماح للاعبين جدد بالظهور في السوق. هذا مع العلم بأنّ دور الحكومة هو تشجيع المنافسة، وفقاً له.
(نقلاً عن تقرير لجيرالدين مارتان على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)