كتب الاستاذ بولص كجو
رسالة إلى سيادة الكاردينال لويس ساكو .بطريرك بابل على الكلدان .
تحت عنوان ( بابل عاصمة العلم والمجد والقوة والجمال )
سيدي الجليل . لم يعرف التاريخ مدينة اخرى اشهر من مدينة بابل لانها كانت نور وهاج في مسيرة الحضارة الانسانية ودرة ساطعة في جبين الشرق القديم حيث كانت في القمة بين حضارات العالم القديم لما بلغت من رقي وعظمة وقد وصلت إلى قمة مجدها وازدهارها في زمن الامبراطورية الكلدانية الثانيه بحيث اصبحت مركزا للحضارة لقرون طويلة في الكرة الأرضية..
سيدي الجليل تعتبر بابل الام التي ارضعت الانسانية ومنحت كل أسس المعرفة وعلى كل الاصعدة وتعتبر موسوعة المعرفة واركانها. ظهرت فيها أول وأقدم الحضارات على وجه الأرض والتي ساهمت في اغناء الحضارات الاخرى بكل ماتحتاجه من معالم التقدم والتطور.
ارتبط اسمها ببرجها الشهير الذي تعرفه كل البشرية. وكذلك بلبلة الألسن والملك نبوخذنصر وكذلك بحمورابي ومسلته المشهورة وقوانينها والتي ماتزال قسم منها موجودة في القوانين الدولية.
ذكرها الكتاب المقدس أكثر من 200 مرة وارتبط إسمها ببعض الانبياء الكبار منهم ..النبي دانيال .. حسقيال .. ايرميا وغيرهم وحتى الله اعطاها أهمية كبيرة مع ملكها نبوخذنصر
وقد وصفها النبي ايرميا قائلا
(بابل كأس ذهب بيد الرب. تسكر كل الارض. ومن خمرها شربت جميع الشعوب)
وقال ايضا النبي ايشعيا.
(بابل زينة الممالك وبهاء وفخر الكلدانيين)
كذلك اراد اعظم قائد في التاريخ ان تكون بابل عاصمة مملكته المترامية الأطراف وهو الاسكندر المكدوني إلى حد قد ادمن بملذات الرفاهية والحرية إلى درجة أسكرته بابل كعشيقة لا يصمد أمام إغواءها وغنجها أقوى الرجال في يومها ولهذا فلابد أن يخر سريعا في محرابها ثملا بخمرة عشقها. وكذلك حلم المؤرخ اليوناني الشهير هيرودتس أن ترتقي يوما المدن اليونانية على شبيه بابل عاصمة الكلدانيين وعاصمة العلم والمجد والقوة والجمال. وكذلك ارسطو الذي رافق الاسكندر المكدوني قال ..إن بابل أعجوبة لم يرى مثلها من حيث جمال ابنيتها وبرجها وقصورها واسوارها وثقافة أهلها.
لقد ارتقى المجتمع البابلي في عهد الدولة الكلدانية بالحياة المتطورة كالنماذج السائدة اليوم في أوروبا من حيث الحرية الفردية والرفاهية الاجتماعية.
كثير من العلماء والفنانين في العالم اشتهروا في اعمالهم ومسرحياتهم بعد أن سموا أعمالهم باسم بابل.
وكذلك كان هناك لعنة تسمى لعنة بابل تلاحق كل الملوك الذين ألحقوا الاذى ببابل وخاصة بعض ملوك الامراطورية الاشورية والفرس وماتوا في ظروف صعبة وغامضة ولهذا لا نريد أن تلحق بنا لعنة بابل.
تميزت مدينة بابل في عهد الامراطورية الكلدانية بكثرة مبانيها التي تميزت بالضخامة والجمال ومن بين هذه الابنية
1..برج بابل الشهير الذي بلغ ارتفاعه 92 متر
2 ..جنائن بابل المعلقة وصل إرتفاعها الى 100 متر .
3… اسوارها التي بلغ ارتفاعها مع الابراج 90 متر .
4.. قصر نبوخذنصر حيث بلغت مساحته 52000 متر مربع وكان يحتوي على 172 غرفة فضلا عن عدة قاعات كبيرة ومنها قاعة العرش.
5 .. معبد مردوخ( اساكيلا) الضخم وكثير من القصور والمعابد الضخمة .
كان يوجد في بابل 24 شارعا رئيسيا ومستقيما وعريضا مع 8 بوابات ومن اجمل البوابات، بوابة عشتار واكبر واهم شوارعها هو شارع الموكب وكان من أجمل وارقى الشوارع التي عرفها التاريخ وشهد لها فلا مثيل له لا في التاريخ القديم وحتى الحديث وكان ينتشر حوله التماثيل العملاقة وكذلك البرك والنوافير بالاضافة إلى الأسواق والمطاعم الراقية والشعبية والحانات. كانت الحدائق العامة تنتشر في كل مكان وخاصة على جوانب نهر الفرات وكان اجدادنا يذهبون اليها وقت الحر.
اشتهرت بابل بجميع العلوم وخاصة علم الفلك وكانت مراصدهم الفلكية فوق الهياكل .
في السنة الماضية خلدت وكالة ناسا والجمعية الفلكية الدولية
العالم الفلكي الكلداني( كيدينو) kidinnu وذلك بإطلاق إسمه على أحد المناطق في الجانب الاخر من القمر.
سيدي الجليل كل ما كتبته لا شيء بالنسبة إلى ما توصلت اليه هذه المدينة العظيمة من الحضارة المتطورة التي لم تصلها أي مدينة اخرى في التاريخ البشري وبهذه البساطة قامت الكنيسة الكلدانية بالاستغناء عنها .انها عاصمة الكلدان.
اتمنى أن لا تلحق بنا لعنة بابل
ارجوا من سيادتكم أن تعيد النظر في قرارك والعدول عنه .
انا اتشرف وافتخر واعتز لكوني احد ابناء بابل العظيمه وسوف تبقى بابل في قلبي وروحي وحياتي.