أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن نمط الطقس العالمي El Niño يعود لأول مرة منذ سبع سنوات، مما يمهد الطريق لمزيد من الطقس القاسي ودرجات الحرارة المرتفعة.
أصدرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة هذا الإعلان يوم الثلاثاء، وذلك بعد شهور من التكهنات التي تشير إلى احتمال عودة نمط الطقس هذا.
وقال البروفيسور بيتيري تالاس الأمين العام للمنظمة (WMO)، في بيان يوم الثلاثاء: “إن عودة ظاهرة El Niño ستزيد بشكل كبير من احتمالية تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة والتسبب في مزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيط”.
وعلى الرغم من أن ظاهرة El Niño هي ظاهرة طبيعية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها نتيجة الكثير من الاحترار الذي يسببه الإنسان.
وفيما يلي تفصيل لكيفية عمل ظاهرة El Niño، وما قد تعنيه عودتها بالنسبة لكندا:
ما هي El Niño؟
ظاهرة El Niño هي نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي نتيجة ارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي.
وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة La Niña التي تبرد سطح المحيط الهادئ هي المعاكسة لظاهرة El Niño.
ويُشار إلى دورة El Niño/La Niña باسم (El Niño – التذبذب الجنوبي).
وتحدث ظاهرة El Niño في المتوسط كل سنتين إلى سبع سنوات وتستمر عادة من تسعة إلى 12 شهرا.
وقد تم ربطها بالظروف الجوية القاسية، من هطول الأمطار الغزيرة في أمريكا الجنوبية إلى الجفاف في أستراليا وأجزاء من آسيا.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إن هناك احتمالا بنسبة 90 في المئة أن تستمر ظاهرة El Niño الأخيرة خلال النصف الثاني من عام 2023 ومن المتوقع أن تكون “معتدلة الشدة” على الأقل.
وتزامن عام 2016 الأكثر سخونة في العالم مع ظاهرة El Niño القوية – وكان آخر عام قبل هذا العام.
يبدو أن التأثيرات قد بدأت بالفعل
وفقا لعلماء جامعة Maine الذين يعملون على مشروع Climate Reanalyzer، فقد كان يوم الاثنين والثلاثاء من أكثر الأيام سخونة في تاريخ البشرية المسجل.
فقد ارتفع متوسط درجة حرارة الأرض يوم الثلاثاء إلى 17.18 درجة مئوية، وكان الرقم القياسي السابق في أغسطس 2016، حيث سجل 16.92 درجة مئوية.
كيف يرتبط هذا بتغير المناخ؟
بغض النظر عما إذا كانت ظاهرة El Niño هي السائدة أو ظاهرة La Niña، فإن درجة حرارة الأرض تستمر بالارتفاع بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ولا تزال السنوات الثلاث الماضية من ظاهرة La Niña تشهد بعض أعلى درجات الحرارة العالمية المسجلة.
ويقول الخبراء إن الاحترار كان يمكن أن يكون أكثر وضوحا بدون ظاهرة التبريد La Niña.
وكان قد تنبأ تقرير للمنظمة (WMO) نُشر في مايو، أن هناك فرصة بنسبة 98 في المئة أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر دفئا على الإطلاق، متجاوزة الرقم القياسي المسجل في عام 2016.
ماذا يمكن أن نتوقع في كندا؟
تاريخيا، تتأثر كندا في الغالب بظاهرة El Niño خلال الشتاء والربيع، ويكون هذان الفصلان أكثر اعتدالا من المعتاد في غرب ووسط كندا.
وقال ديف فيليبس، كبير خبراء المناخ في وزارة البيئة وتغير المناخ في كندا: “مع ظاهرة El Niño – خاصة إذا كانت قوية وكبيرة – فإننا نواجه شتاء أكثر دفئا من المعتاد”.
وأوضح أن ذلك قد يعني أيضا عددا أقل من الأعاصير في المقاطعات الأطلسية.
فخلال موجة El Niño الأخيرة، في شتاء 2015-2016، كان الشتاء في كندا أكثر دفئا من 1 إلى 5 درجات مئوية عن المعتاد في جميع المقاطعات، مع دفء بشكل خاص في كيبيك، والبراري الوسطى ويوكون.
وأكد John Gyakum، الأستاذ في قسم علوم الغلاف الجوي والمحيطات في جامعة ماكجيل، أن درجات الحرارة الأكثر دفئا لن تؤدي بالضرورة إلى شتاء أسهل.
وقال “هذا لا يعني أنك ستواجه طقسا معتدلا، بل على العكس من ذلك، يمكن أن يكون لدينا طقس شديد القسوة”، مشيرا إلى العاصفة الجليدية المدمرة في كيبيك عام 1998، وهو العام الذي حدثت فيه ظاهرة El Niño.
ماذا عن هذا الصيف؟
بيّن Gyakum أن تأثير ظاهرة El Niño لن يكون محسوسا في كندا إلا في وقت لاحق من العام.
وقال: “تحدث معظم تأثيرات ظاهرة El Niño خلال فصل الشتاء عندما تكون التيارات الهوائية أكثر نشاطا”.
ووفقا لـ فيليبس، فإنه من غير الواضح إلى أي مدى أثر نمط الطقس العالمي El Niño على الصيف حتى الآن وموسم حرائق الغابات القياسي في كندا.
ولكنه قال إن بعض الظواهر الجوية المتطرفة قد تكون مرتبطة بظاهرة El Niño، بما في ذلك موجات الحرارة في جنوب الولايات المتحدة والمكسيك والمملكة المتحدة والصين.