يتجاوز تركيز أحد الملوثات المسببة للسرطان في مدينة هاميلتون في أونتاريو المعايير المسموح بها في المقاطعة. ولا يقتصر هذا الأمر على المناطق الصناعية في المدينة، وفقاً لباحث في جامعة تورونتو.
هذا الملوث، البنزو[أ]بيرين (benzo[a]pyrene)، يتكون عن طريق احتراق الوقود الأحفوري، بما في ذلك في أفران فحم الكوك في مصانع الفولاذ وفي محركات السيارات التي تعمل على الوقود الأحفوري.
البروفيسور المساعد في الجغرافيا والهندسة الجيوماتيكية والبيئة، ماثيو آدامز، قاد، على مدى عاميْن، دراسة حول جودة الهواء في هاميلتون بالتعاون مع بلدية المدينة وجمعية ’’هاميلتون للبيئة‘‘ (Environment Hamilton) المحلية.
وأجرى آدامز مقارنة بين تركيز البنزو[أ]بيرين في الهواء وذاك الموجود في السجائر. في الأحياء الحضرية القريبة من المنشآت الصناعية ’’يشبه الأمر إلى حد ما تدخين كل شخص سيجارة يومياً‘‘، على حدّ قوله.
وفي المناطق الأكثر ريفيةً في هاميلتون، مثل دانداس وويست ماونتن، ’’الوضع أفضل، ربما (كتدخين) ثلث سيجارة أو نصف سيجارة‘‘، أضاف الباحث الجامعي.
وستدرس المرحلة التالية من البحث معدل الإصابة بالسرطان في الأحياء الأكثر تلوثاً.
وحتى لو لم يكن الخطر الفردي أعلى بكثير وفقاً للباحث، فهو يتوقع تسجيل زيادة في السرطانات لجميع السكان.
وتستفيد بعض الشركات، بما فيها مصنع ’’أرسيلور ميتال دوفاسكو‘‘ (ArcelorMittal Dofasco) للفولاذ، من إعفاء من وزارة البيئة في أونتاريو يسمح لها بتجاوز معايير الانبعاثات المحددة من قبل المقاطعة.
’’بشكل عام، إنها مسألة اقتصادية‘‘، أوضح البروفيسور المساعد عندما سُئل عن سبب وجود هذه الاستثناءات، مضيفاً أنه ’’إذا تمكنا من تخفيض هذه الاستثناءات الفردية فسنحسّن بسرعة جودة الهواء‘‘.
وانتهت صلاحية الإعفاءات الممنوحة لثلاثة مصانع فولاذ في هاميلتون في نهاية حزيران (يونيو)، ويطالب العديد من أصحاب المصلحة المحليين سلطات المقاطعة بعدم تجديدها.
التخلي عن الفحم في صناعة الفولاذ، وهو ما بدأت به شركة ’’أرسيلور ميتال دوفاسكو‘‘ في عملية انتقالية، وأيضاً التحولُ إلى المركبات الكهربائية، من شأنهما أن يغيّرا المعطيات. يُشار هنا إلى أنّ محركات الاحتراق هي مصدر مهم آخر للبنزو[أ]بيرين.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمس في هاميلتون، قال رئيس حكومة أونتاريو دوغ فورد إنه سيناقش موضوع الإعفاءات مع وزير البيئة في حكومته ديفيد بيتشيني.
وذكّر فورد بأنّ أونتاريو تدعم ’’أرسيلور ميتال دوفاسكو‘‘ مالياً في العمل الذي تقوم به الشركة حالياً للحد من التلوث.
يُذكر أنّ حكومة الحزب التقدمي المحافظ برئاسة فورد أعلنت في شباط (فبراير) 2022 تقديم 500 مليون دولار للشركة في شكل قرض ومنحة لهذه الغاية.
وكانت الحكومة الفدرالية، الليبرالية، برئاسة جوستان ترودو قد أعلنت في تموز (يوليو) 2021 عن مساهمة بقيمة 400 مليون دولار في مشروع للشركة يهدف إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف.
و’’أرسيلور ميتال دوفاسكو‘‘ هي أكبر منتج للفولاذ المدرفل في كندا.
المصدر: راديو كندا