يتمنى أفراد من الجاليتيْن اليهودية والفلسطينية في ساسكاتون في غرب كندا أن تنتهي الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس والتي حصدت أرواح نحوٍ من 3100 شخص على الأقل حتى الآن.
وبحسب الحكومة الفلسطينية، ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي إلى نحو 1800، بينهم 583 طفلاً. وفي إسرائيل، خلّفت هجمات حماس نحو 1300 قتيل، غالبيتهم من المدنيين.
كيفين شارفي، رئيس جماعة ’’أغوداس إسرائيل‘‘ في ساسكاتون، قال إنّ حوالي 100 عضو من الجماعة نظموا وقفة تضامنية هذا الأسبوع تكريماً للضحايا الإسرائيليين الذين سقطوا نهاية الأسبوع الماضي.
’’تشعر الجالية بالحزن والخوف. هناك أحداث مأساوية تحصل الآن‘‘، يقول شارفي لشبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية).
تصرّفات حماس تجاه المواطنين الإسرائيليين مروّعة للغاية.
نقلا عن كيفين شارفي، رئيس جماعة ’’أغوداس إسرائيل‘‘ في ساسكاتون
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أعلن يوم الأربعاء أنّ بلاده ’’ستسحق وتدمّر‘‘ حركة حماس رداً على هجومها على جنوب إسرائيل يوم السبت الفائت.
ويقول كيفين شارفي إنّ جاليته في حالة حداد وإنها تشعر بخوف حقيقي من عواقب هذه الحرب.
’’هذا النوع من الأفعال غير المقبولة والأعمال اللاإنسانية، التي ارتُكبت ضد مواطني إسرائيل يصعب التعبير عنه بالكلمات‘‘، يضيف شارفي، ’’والأمر المحزن أيضاً هو كيف سيؤثر ذلك على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بما في ذلك الشعب الفلسطيني‘‘.
ويشير شارفي إلى أنّ العديد من اليهود وغير اليهود في ساسكاتون، كبرى مدن مقاطعة ساسكاتشِوان، لديهم أقارب في إسرائيل.
’’العديد من أفراد جاليتنا لديهم أيضاً علاقات عميقة مع دولة إسرائيل. إنها فترة صعبة على الجميع‘‘، يؤكد شارفي.
ويعتبر شارفي أنه من الصعب أن يكون المرء غير مبالٍ بما يحدث الآن في إسرائيل وفلسطين.
بالطبع نريد السلام ونكره أن تُزهَق أرواح بريئة عديدة. إنه وضع مأساوي، مأساوي.
نقلا عن كيفين شارفي، رئيس جماعة ’’أغوداس إسرائيل‘‘ في ساسكاتون
والرغبة في التوصل إلى سلام بين إسرائيل وفلسطين هي أيضاً عزيزة على قلب البروفيسور أحمد الديسي الذي غادر فلسطين ليستقر في ساسكاتون حيث يدرّس علم الأمراض البيطرية في جامعة ساسكاتشِوان.
آمل بصدق أنه، عندما ينتهي (ما يجري حالياً)، ستكون هناك ضغوط دولية لإنهاء النزاع على أساس القانون الدولي وبطريقة تحترم كرامة الجميع.
نقلا عن البروفيسور الفلسطيني الأصل أحمد الديسي، أستاذ في جامعة ساسكاتشِوان
ويقول الديسي، وهو عضو في منظمة ’’كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط‘‘، إنه يتحدر من الفلسطينيين الذين نزحوا عن ديارهم عند إنشاء دولة إسرائيل عام 1948.
’’أُصلّي من أجل الأصدقاء والأقارب الذين لا يزالون في الوطن. لا يزال نصف العائلة في القدس. نحن لسنا في غزة، لكن الأقارب الذين يقيمون في القدس الشرقية يعيشون دائماً في ظل الخوف من هدم منازلهم‘‘، يضيف الديسي لـ’’سي بي سي‘‘.
ويقول الأستاذ الجامعي إنّ الأخبار المروّعة أثّرت على قرابة 200 شخص يشكلون الجالية الفلسطينية في ساسكاتون.
جميعهم لديهم أقارب في الوطن ويمكن لكلّ منهم أن يروي قصة معاناة في ظل الاحتلال. لسوء الحظ، العديد من العائلات الفلسطينية تحطمت وتفككت.
نقلا عن البروفيسور أحمد الديسي، أستاذ في جامعة ساسكاتشِوان
وقال الديسي إنه يدين العنف. وأضاف أنّ الظلم والفوارق في تلك المنطقة من العالم، وعلى مر السنين، أدت كلها إلى التجرّد من الإنسانية وجولات العنف الشريرة التي نراها حالياً.
’’هذه الدورة من التجرّد من الإنسانية يجب أن تنتهي. الفلسطينيون بشر. واليهود بشر… ما يحدث، للأسف، مأساوي ومحزن للغاية‘‘، يقول الديسي بحسرة.
’’العنف من الجانب الفلسطيني له سبب. إنه أحد أعراض الاحتلال. إذا أنهينا الاحتلال، أعتقد أنّ القضية سيتم حلها… دعونا نعيش معاً بسلام‘‘، يختم البروفيسور الديسي حديثه مع ’’سي بي سي‘‘.
(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا،