تخطط قرية صغيرة في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا لمستقبلها الاقتصادي مع تخلصها التدريجي من الكهرباء التي يتمّ توليدها على الفحم.
فقرية واربورغ في وسط ألبرتا، على مسافة 90 كيلومتراً بالسيارة جنوب غرب العاصمة إدمونتون، لديها آخر منشأتيْ توليد كهرباء في المقاطعة تعملان على الفحم بنسبة 100%.
لكنّ محطتيْ ’’جينيسي‘‘ لتوليد الكهرباء (Genesee Generating Stations) ستتحولان إلى الغاز الطبيعي أواخر العام الحالي، كما جاء في بيان أرسلته حكومة المقاطعة بالبريد الإلكتروني.
ويقول عمدة واربورغ، دواين ماير، إنّ الفحم ليس الصناعة الأساسية في قريته، لكنّ مجمّع ’’جينيسي‘‘ هو الذي ساهم في جعل القرية على ما هي عليه، إذ يؤمّن المداخيل والوظائف لسكانها منذ عقود من الزمن.
وأدّى تراجع الفحم، على مرّ السنين، إلى تقليل فرص العمل في القرية، فالمولّدات العاملة على الغاز الطبيعي تحتاج لعدد أقلّ من العمّال.
حصل العديد من عمليات التسريح من العمل ومن المتوقع حدوث المزيد في المستقبل.
نقلا عن دواين ماير، عمدة واربورغ
ومصير واربورغ في مواجهة هذا التحوّل يثير الخوف لدى بعض سكانها، على الرغم من أنهم على علم بالتخلص التدريجي من الفحم.
ويقول العمدة في هذا الصدد إنه من المؤكد أنّ من كانوا في سنّ الشباب قد غيّروا مجالاتهم المهنية.
تحوُّل مخطَّط له منذ عام 2015
تتوقع البيانات الصادرة عن معهد ’’بمبينا‘‘ (Pembina Institute) نهاية توليد الكهرباء المعتمِد على الفحم في ألبرتا خلال السنة الحالية.
والمعهد المذكور مركز أبحاث غير ربحي حول الطاقات النظيفة والتغيرات المناخية ومقره الرئيسي كالغاري، كبرى مدن ألبرتا.
وكانت حكومة الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) السابقة في إدمونتون برئاسة راتشل نوتلي هي التي أعلنت، في عام 2015، نهاية استخدام الفحم لإنتاج الكهرباء في ألبرتا بحلول عام 2030.
وتخطط حكومة حزب المحافظين المتحد (UCP) الحالية برئاسة دانييل سميث لتحقيق شبكة كهرباء صفرية الانبعاثات بحلول عام 2050، على الرغم من أنّ الحكومة الفدرالية حددت عام 2035 هدفاً لذلك.
البروفيسور أندرو ليتش، أستاذ الاقتصاد والقانون في جامعة ألبرتا، عمل مع الحكومة السابقة برئاسة راتشل نوتلي عام 2015 على خطة القيادة المناخية.
يقول ليتش إنّ الصناعة كانت تعتبر التخلّص من الفحم بشكل تدريجي سياسة عدوانية ومستحيلة لأنّ ألبرتا كانت تعتمد على هذا الوقود بشكل كبير لإنتاج الكهرباء.
’’لقد شهدنا السوق تتغيّر مع تسعير الكربون والطاقات المتجددة وتكلفة الغاز المتدنية‘‘، يقول ليتش، ’’لكن في ذلك الوقت، كان بالتأكيد رهاناً كبيراً مجردُ القول إنه بحلول عام 2030 سيمكننا القيام بذلك (التخلي عن الفحم) وإدارته‘‘.
(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)