مستشارة الهجرة والرئيسة السابقة لِجمعية الجالية السودانية في أونتاريو، عبير مصطفى، تشرح المسار العائلي للإقامة الدائمة في كندا المخصص للسودانيين المتأثرين بالحرب.
فَتحت يوم أمس الثلاثاء الحكومة الكندية التسجيلات في المسار العائلي للإقامة الدائمة للسودانيين المتأثّرين بالحرب الدائرة منذ أبريل/نيسان 2023.
ويسمح هذا البرنامج الخاص للسودانيين الحاملين للجنسية الكندية والمقيمين الدائمين من استقدام أفراد أسرهم إذا التزموا بالتكفّل بهم ماديّاً خلال سنة كاملة وفق شروط وضعتها الحكومة بالتنسيق مع اتحاد الجاليات السودانية (The Sudanese Canadian Community Association – SCCA).
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضحت عبير مصطفى مستشارة الهجرة والرئيسة السابقة لجمعية الجالية السودانية في أونتاريو، أنّ الحكومة الكندية عملت منذ بداية الحرب الاخيرة الدائرة في السودان على ثلاث جبهات.
في أوّل الأمر، قامت الحكومة بإجلاء الأشخاص الحاملين لجوازات السفر الكندية والمقيمين الدائمين. وفي الوقت نفسه، سمحت للسودانيين المتواجدين في كندا بتمديد مدّة صلاحية تأشيراتهم.
ويمكنهم أيضاً طلب تغيير وضعيتهم من زائر إلى عامل مع إمكانية تقديم الطلب إلى غاية 27 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وتمثلت الخطوة الثانية في تقديم مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الحرب. وحسب وزارة الشؤون العالمية، بلغ ‘‘إجمالي المساعدات الإنسانية التي قدمتها كندا في عام 2023، 165 مليون دولار.‘‘
واستفادت منها السودان والدول المجاورة، بما في ذلك مصر وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وتشاد.
وكإجراء ثالث، تمّ الإعلان في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن برنامج لم شمل للعائلات ’’على أساس اعتبارات إنسانية ويستهدف الأجانب المتأثرين بشكل مباشر بالنزاع في السودان والذين لديهم عائلة في كندا، حتى يتمكنوا من العثور على مأوى في كندا وبناء حياتهم مع الاستفادة من الدعم للاستقرار والاندماج‘‘، كما أوضحت الحكومة الكندية.
وثمّنت عبير مصطفى هذا الإجراء الذي يسمح للسودانيين الآتين من ’’بلد ليس استراتيجيا لكندا‘‘ بالحصول على الإقامة الدائمة. وذكّرت، على سبيل المقارنة، أنّ كندا لم تمنح الأوكرانيين الفارين من الحرب التي شنتها روسيا على بلدهم ’’إلّا الإقامة المؤقتة‘‘ في بداية الأزمة.
وأعطت هذه العاملة منذ عدّة سنوات في المجال الجاليوي بعض التفاصيل عن هذا البرنامج.
يمكن للكندي أوالمقيم الدائم من خارج مقاطعة كيبيك ومستقر في كندا ويدفع ضرائبه أن يأتي بأفراد عائلته.
نقلا عن عبير مصطفى، مستشارة في الهجرة
وتشترط الحكومة الكندية في الكفيل أن لا يكون له سوابق عدلية أو يستفيد من المساعدة الاجتماعية أو عليه ديون سابقة في إطار برنامج للهجرة.
وأكّدت أنّ هذه الشروط ليست صعبة وغير تعجيزية. وفيما يخصّ الشروط المالية، قالت إنّها ‘‘أقلّ من تلك التي تطلبها الحكومة في حالة كفالة اللاجئين.‘‘
فعلى سبيل المثال، في حالة التكفّل بقريب واحد فقط، يجب ان يضع الكفيل مبلغ 9.900 دولار في حساب بنكي خاص. ’’هذا أقلّ من مبلغ 16.000 دولار المطلوب في حالة كفالة لاجئ واحد‘‘، كما قالت عبير مصطفى.
المبلغ المطلوب حسب عدد الأشخاص المُتكفَّل بهم :
شخص واحد : 9.900 دولار
شخصان : 14.950 دولاراً
3 أشخاص : 16.500 دولار
4 أشخاص : 18.100 دولار
5 أشخاص : 20.450 دولاراً
6 أشخاص : 22.650 دولاراً
أكثر من 6 أشخاص : 1.900 دولار لِكلّ شخص إضافي
وقالت هذه الأخيرة إنّ ’’الجميل في هذا البرنامج هو أنّ الكفيل يمكنه أن يأتي بأبيه وأمه وجدّه وجدته واخوته وأخواته الأشقاء وغير الأشقاء.‘‘
وإذا كان دخل العائلة محدود، يمكن جمع المال في الحساب البنكي عن طريق تبرّع أفراد المجتمع داخل وخارج كندا، كم أوضحت.
ووفقا لها، فإنّ الثقافة السودانية يطبعها التكافل والتضامن والترابط. ويساعد أفرادها بعضهم البعض ما ديّاً إذا اقتضت الحاجة. ويمكن للشخص المكفول أن يساهم في جمع المبلغ المطلوب من ماله الخاص.
وستقبل الحكومة 3.250 طلباً خلال سنة ابتداءً من تاريخ الإعلان عن هذا البرنامج الخاص بالسودانيين. ويمكن للطلب أن يشمل كلّ أفراد العائلة.
وعدت الحكومة بأنّ هذه البداية فقط [3.250 طلباً] وليست النهاية. كان أوّل وعدها أنّ هذا العدد ابتدائي.
نقلا عن عبير مصطفى، مستشارة في الهجرة
وفي كانون الأول الماضي، عندما أعلن مارك ميلر، وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة في الحكومة الكندية، عن هذا البرنامج أصدر اتحاد الجاليات السودانية بياناً قال فيه إنّه هذا البرنامج سيمكن ’’ من استقدام آلاف السودانيين من أهلنا بالسودان المتأثرين بالحرب إلى كندا، مما سينقذ حياتهم ويجلب الراحة والطمأنينة لذويهم بكندا.‘‘
وتمنى المجلس حينها ’’أن تستمر الجهود من الحكومة الكندية وغيرها من الدول لإنهاء حالة الحرب والتشرد التي ألمت بأهلنا في السودان وأن تعود الحياة لطبيعتها في أسرع وقت ممكن.‘‘
وتدور الحرب بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول ركن محمد حمدان دقلو الملقّب بـ’’حميدتي‘‘ والرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية.
وأسفرت عن مقتل آلاف المدنيين، من بينهم من 10.000 إلى 15.000 في مدينة واحدة في دارفور، وفقاً لخبراء الأمم المتحدة. وقد فر ما يقرب من ثمانية ملايين شخص، نصفهم من الأطفال، من منازلهم.
ومنذ بداية الصراع، لجأ حوالي 560.000 شخص إلى جنوب السودان، واحدة من أقل الدول نمواً في العالم، وفقاً للأمم المتحدة، التي تقدر أن حوالي 1.500 شخص يصلون يومياً إلى محطات العبور التي تديرها الأمم المتحدة.
ويحتاج حوالي 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، إلى المساعدة، منهم حوالي 18 مليون يواجهون انعدام الأمن الغذائي. ويعاني حوالي 3,8 مليون طفل سوداني دون سن الخامسة من سوء التغذية، وفقًا للأمم المتحدة.
أطلقت هذه الأخيرة وشركاؤها نداءً لجمع 4,1 مليار دولار في 7 فبراير/شباط للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً للمدنيين.
(مع معلومات من وكالة فرانس برس)