بعد نحو 4 أسابيع من الحرب الروسية الأوكرانية، لم تنجح أي محاولة لتسوية الأزمة ووقف النزاع، فيما اعتبر محللون أن المفاوضات بين موسكو وكييف لن تثمر عن شيء، لأن مفتاح الحل يكمن في مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا والعودة لاجتماعات “الضمانات الأمنية” بمشاركة حلف الأطلسي.
وأخفقت أربع جولات من المفاوضات بين موسكو وكييف، إضافة إلى لقاء بارز بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا ووساطات مختلفة، في حلحلة الأزمة وإنهاء الحرب التي انعكست تداعياتها على العالم أجمع.
وقبيل الحرب، فشلت اجتماعات روسية أوروبية أميركية في تقديم ضمانات أمنية طلبتها موسكو من أميريكا والناتو تضمنت وعودا بالتخلي عن أي نشاط عسكري في أوكرانيا وشرق أوروبا وعدم توسع الحلف بالمنطقة.
والجمعة، دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، جميع الأطراف إلى دعم الحوار والمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بشكل مشترك، مؤكدا ضرورة إجراء محادثات من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مع روسيا لحل “جوهر” الأزمة الأوكرانية، وتبديد المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا.
مفتاح حل الأزمة
آميد شكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية وأمن الطاقة في مركز “تحليلات دول الخليج” (مقره واشنطن)، قال إن “الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى الإخلال بتوازن القوى العالمية وبات هناك قلق دولي، لذلك ستزداد الحوارات الثنائية الفترة المقبلة”.
وأضاف شكري، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن مفتاح حل الأزمة يكمن في مفاوضات مباشرة بين أميركا وروسيا، فما حدث وقع بعد فشل محادثات الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو من الناتو وواشنطن.
وأشار إلى أن “بكين أيضا يمكن أن تلعب دورًا نشطًا في إنهاء الأزمة الأوكرانية حيث تلعب روسيا دورًا مهمًا في أمن الطاقة في الصين، وبكين عميل رئيسي للطاقة الروسية، وبطريقتها الخاصة يمكنها لعب دور بناء في الحد من التوترات، ودفع محادثات السلام، ومنع وقوع كارثة إنسانية في أوكرانيا”.
واعتبر أن هناك خلافا أميركيا صينيا بخصوص فكرة العقوبات، حيث ترى بكين أن العقوبات أحادية
الجانب لن تؤدي إلا إلى تعقيد الموقف وتصعيد الخلافات، في حين أن التفاعل والتشاور تقليد من التقاليد الدبلوماسية والحكمة السياسية في الدول الأوروبية وقد ثبتت فعاليتهما.
مفاوضات الكبار
بدوره، قال الأكاديمي المختص بالشأن الدولي، طارق فهمي، إن الولايات المتحدة باتت على يقين أن المسار التفاوضي لا يحتاج لأطراف أو وكلاء وإنما هو أمر مباشر بين الجانب الأميركي والروسي وبعدهما قليلا الصين، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة مباحثات مباشرة مع موسكو بصرف النظر عن الحرب الكلامية بين الجانبين.
وأضاف فهمي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الجانب الأميركي اكتشف أن تعويله على الأطراف الإقليمية لم يؤد إلى أي شيء سواء رومانيا أو بولندا أو دول الحلف فرنسا وألمانيا”.
وأشار إلى أن “الصين أيضا تسجل حضورها في المشهد الأوكراني، وقد تعرض إمكانية الوساطة المباشرة، وكذلك إعادة الترتيبات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة، هناك أهدافا صينية وهي الاقتراب من الأزمة ومحاولة عرض دور وسيط ونقل رسالة للإدارة الأميركية بأنها حاضرة في المشهد وتستطيع لعب دور مؤثر على الجانب الروسي والأطراف المختلفة”.
روسيا في الفترة الحالية، ولذلك فالحلف يتجه إلى موسكو مباشرة في إطار الأمن والتعاون الأوروبي.
واعتبر أن الفترة الحالية هي مرحلة تفاوضية مهمة، “أميركا تسرع في التفاوض والحلف يكثف جهوده قبيل أن تضع روسيا قدمها في العاصمة ومن ثم احتلالها، وهو ما يعني أن موقف موسكو في التفاوض بات قويا وما دام لم يحدث فما زالت الكفة متأرجحة، لافتا إلى أن الروس سيناورون في المفاوضات حتى دخول كييف ومن ثم الحديث من موقف قوة.
وأكد على أن “الفترة المقبلة ستشهد لعبة مقايضات كبرى من حيث الترتيبات الأمنية القادمة في أوكرانيا والقوقاز وفي منطقة البلقان وما يجاورها”.