عبارات صغيرة قاتلة وخوف من السير بمفردهنّ في الشارع وتهديدات على الإنترنت. تخبر العديد من المسلمات المقيمات في منطقة واترلو في مقاطعة أونتاريو كيف أنّ الإسلاموفوبيا تؤثّر عليهنّ في الحياة اليومية.
تتحدث نورا لوباني على سبيل المثال عن عودتها إلى العمل بعد إجازة الأمومة لطفلها الأول. عندما أعلنت أنها حامل بطفلها الثاني، قالت لها إحدى زميلاتها على سبيل المزاح إنها لم تتفاجأ بالخبر ’’لأنكم تحاولون تجاوزنا عددياً‘‘.
هذا أحد الأسباب التي تجعل لوباني، التي تعيش في مدينة كامبريدج في منطقة واترلو، تشعر بالخوف المرتبط بالإسلاموفوبيا.
’’هو ليس خوفاً جسدياً إنما أقرب إلى الخوف من الحكم عليّ في مواقف معينة‘‘، تقول لوباني مشيرة إلى تعليق زميلتها في العمل حول حملها.
وبحسب الشهادات التي جمعتها شبكة ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية)، نورا لوباني ليست المسلمة الوحيدة التي تعيش مع هذا الخوف.
في نظر إيمان مهيري، وهي من سكان مدينة كيتشنر في منطقة واترلو أيضاً، تردّى الوضع بعد هجوم الدهس المميت بواسطة شاحنة صغيرة على عائلة أفضال في لندن (أونتاريو) الذي وصفته الشرطة بجريمة كراهية.
وتقول مهيري، التي ترتدي حجاب الرأس الإسلامي، إنها تأخذ حذرها منذ الهجوم المذكور الذي وقع في حزيران (يونيو) 2021.
’’الأمر الأكثر إيلاماً هو أنه حتى يومنا هذا، أنا والعديد من أصدقائي عندما نسير في الخارج في أماكن عامة، علينا أن نتحقق جيداً ممّا هو حولنا‘‘، تقول مهير، مضيفةً ’’في بعض الأحيان يقف زوجي بيني وبين الطريق كإجراء احترازي‘‘.
أحياناً في المساء أضع غطاء رأس لأني لا أريد أن يتمّ التعرّف عليّ، فقط لمجرّد الشعور بهذا الخوف… ماذا لو حدث ذلك مجدداً؟
نقلا عن إيمان مهيري، امرأة مسلمة من سكان كيتشنر في أونتاريو
وتزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لهجوم الدهس على عائلة أفضال الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من العائلة وإصابة أحد أطفالها بجراح، أصدر ’’تحالف النساء المسلمات‘‘ (CMW) في كيتشنر وواترلو مسودة تقرير حول التمييز والكراهية في المنطقة.
لا يتناول التقرير الإسلاموفوبيا فحسب، بل يتطرق أيضاً إلى العنصرية وكره الأجانب، ويستند إلى بيانات واردة من موقع الإبلاغ الذي أطلقته الجمعية المذكورة في آذار (مارس) 2021 للشهود والضحايا.
وتلقى الموقع 104 بلاغات من نيسان (أبريل) 2021 إلى منتصف أيار (مايو) 2022. ويقول التحالف إنه تم الإبلاغ أيضاً عن حوادث كراهية وتمييز بواسطة البريد الإلكتروني والرسائل النصية والهاتف وعبر تطبيق ’’واتس أب‘‘.
وكانت معظم البلاغات باللغة العربية، وتم الإبلاغ عن 81 من هذه الحالات بصورة شخصية.
’’إنها بقعة ضوء وليست صورة كاملة‘‘، تقول مديرة البرامج والخدمات في التحالف، سارة شفيق، ’’هي تعطي صورة أفضل عندما نضمها إلى بيانات الشرطة، صورة أكثر دقة لكنها ليست صورة كاملة‘‘.
ولا تتوفر بيانات من جهاز شرطة واترلو الإقليمي (WRPS) للفترة الزمنية نفسها، لكن تمّ الإبلاغ عن 54 جريمة كراهية في كيتشنر وواترلو وكامبريدج في عام 2020، حسب البيانات الأخيرة كما قال المتحدث باسم جهاز الشرطة أندريه جونسون. والمدن الثلاث المذكورة تشكّل بلدية واترلو الإقليمية (Regional Municipality of Waterloo) المعروفة أيضاً بمنطقة واترلو.
’’نحن ندرك أنّ الحوادث والجرائم التي تحدث بدافع الكراهية غالباً ما لا يتمّ الإبلاغ عنها كاملةً‘‘، قال جونسون في رسالة بالبريد الإلكتروني، مضيفاً أنّ ’’جهاز شرطة واترلو الإقليمي يواصل العمل مع شركائه في المجتمعات المحلية، مثل ’تحالف النساء المسلمات‘ في كيتشنر وواترلو وبوابته على الإنترنت للإبلاغ عن الحوادث المدفوعة بالكراهية‘‘.