على مدار عقود أُنتجت مليارات الأجهزة الإلكترونية في العالم، ومع كل عام تظهر أجهزة وتحديثات جديدة.
بنفس سرعة الإنتاج الجديد، يستبدل الناس الأجهزة القديمة، مما أنتج جبالاً من النفايات الإلكترونية، التي لا يتم معالجتها وتدويرها بشكل جيد.
يقول جيم باكيت، المدير التنفيذي لشبكة بازل أكشن نتورك، وهي منظمة مراقبة النفايات الإلكترونية ومقرها سياتل: إن الناس يغيرون جهاز الكمبيوتر كل ثلاث أو أربع سنوات، ويغيرون الهواتف كل عامين، كمتوسط عالمي، وهو ما تسبب في نمو جبال النفايات الإلكترونية في بلدان العالم.
غالبًا ما يقع عبء وأضرار النفايات الإلكترونية على عاتق تلك الموجودة في البلدان النامية.
تقدر وكالة حماية البيئة الأمريكية أن كمية غير محددة من الإلكترونيات المستعملة يتم شحنها من الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى إلى البلدان النامية التي تفتقر إلى القدرة على رفض الواردات أو التعامل مع هذه المواد بشكل مناسب.
مخاطر على الأطفال
حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) العام الماضي من أن التخلص من النفايات الإلكترونية ومعالجتها يمكن أن يتسبب في مجموعة من “الآثار السلبية على صحة الطفل”، بما في ذلك التغيرات في وظائف الرئة وتلف الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السرطان، أو أمراض القلب والأوعية الدموية والتسبب اللاحق في الوفاة.
علاوة على ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن هناك أكثر من 18 مليون طفل ومراهق يشاركون بنشاط في صناعة معالجة النفايات الإلكترونية غير الرسمية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الأطفال والمراهقين غالبًا ما يستخدمون للتنقيب في الجبال من النفايات الإلكترونية بحثًا عن مواد ثمينة مثل النحاس والذهب لأن أيديهم الصغيرة أكثر براعة من أيدي البالغين.
قال باكيت إن قضية المخلفات الإلكترونية تتعلق برمتها بالعدالة البيئية على المستوى العالمي، ولذلك يجب منع الدول الغنية من إلقاء نفايات تقنياتها على الدول النامية.
عمليات التدوير
من أجل ذلك توصي العديد من الوكالات البيئة بتسليم الأجهزة لمصانع إعادة التدوير، أو التبرع بها لأشخاص آخرين يحتاجون استخدامها، أو إصلاحها واستخدامها مدة أطول، وتطالب المستهلكين بالبدء في التفكير في الإلكترونيات مثلما نفكر في السيارات، فنحن لا نرمي سياراتنا عندما تحتاج إلى إطارات جديدة أو إذا تشقق الزجاج الأمامي.
في هذا السياق، توصي وكالة حماية البيئة الأمريكية بالتفكير في ترقية الأجهزة أو البرامج الخاصة بجهاز الكمبيوتر بدلاً من شراء منتج جديد تمامًا.
كما تحث المستهلكين على إزالة أي بطاريات قد تحتاج إلى إعادة تدويرها بشكل منفصل.
وتقول الوكالة إن إعادة تدوير مليون جهاز كمبيوتر محمول يوفر طاقة مكافئة للكهرباء التي يستخدمها أكثر من 3500 منزل أمريكي في السنة.
وتقول الوكالة إنه مقابل كل مليون هاتف محمول معاد تدويره، يمكن استرداد 35 ألف رطل من النحاس و 772 رطلاً من الفضة و75 رطلاً من الذهب و 33 رطلاً من البلاديوم