حذر برنامج الأغذية العالمي من ازدياد عدد المهددين بالمجاعة في القرن الإفريقي إلى 22 مليون شخص بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار، وذكر أن نصف سكان إقليم تيغراي الإثيوبي بحاجة “ماسة” للغذاء بسبب الصراع هناك منذ ما يقرب من عامين.
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة (19 آب/أغسطس 2022) إن المجاعة ستتهدّد بحلول أيلول/سبتمبر 22 مليون شخص على الأقل في منطقة القرن الإفريقي، حيث يتزايد خطر انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف الذي بلغ مستويات قياسية.
وأشار البرنامج إلى أن “احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالي” منذ نهاية العام 2020 فاقم جفافًا هو الأسوأ منذ 40 عامًا، وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل وأغرق مناطق في كينيا والصومال وإثيوبيا في أوضاع أشبه بالمجاعة. وترك أكثر من مليون شخص منازلهم بحثًا عن المياه والغذاء.
في بداية العام، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 13 مليون شخص في القرن الإفريقي يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الجفاف. وبحلول منتصف العام، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي استحوذ على اهتمام الجهات المانحة الدولية ورفع أسعار المواد الغذائية والوقود، ارتفع هذا العدد إلى 20 مليونًا، بحسب البرنامج.
وجاء في بيان برنامج الأغذية العالمي: “الآن، من المتوقع أن يرتفع الرقم مرة أخرى إلى ما لا يقل عن 22 مليون شخص بحلول أيلول/سبتمبر”. وتابع البيان: “سيستمر هذا العدد في الارتفاع، وستتفاقم حدة الجوع إذا لم تسقط الأمطار، في الفترة من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر، ولم يتلق الأشخاص الأكثر ضعفًا مساعدات إنسانية”. وشدد على أن المجاعة تشكل “الآن خطرًا جسيمًا، لا سيما في الصومال“.
ونقل البيان عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قوله “لا تبدو هناك نهاية في الأفق لأزمة الجفاف هذه، لذلك يجب أن نحصل على الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح ومنع الناس من الانزلاق إلى مستويات كارثية من الجوع والمجاعة”. وأضاف: “على العالم أن يتحرك الآن لحماية المجتمعات الأكثر ضعفًا من خطر انتشار المجاعة في القرن الإفريقي”.
وشدد برنامج الأغذية العالمي على أنه بحاجة ماسة إلى 418 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة. والشهر الماضي تعهّدت الولايات المتحدة تقديم 1,2 مليار دولار من المساعدات الغذائية للمساعدة في تجنّب المجاعة في القرن الإفريقي وحثّت الدول الأخرى، بما في ذلك الصين، على بذل مزيد من الجهود لمواجهة أزمة الغذاء التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
نصف سكان تيغراي بحاجة “ماسة” للغذاء
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين في إثيوبيا ترك ما يقرب من نصف سكان إقليم تيغراي في حاجة “ماسة” للغذاء، في وقت تكافح فيه منظمات الإغاثة للوصول إلى المناطق الريفية بسبب نقص إمدادات الوقود.
وأوضح البرنامج الأممي أن “89% من السكان عاشوا بدون أمن غذائي في حزيران/يونيو 2022″ و”نحو نصف السكان (47%) عانوا من انعدام شديد للأمن الغذائي”. وكانت محاصيل تشرين الثاني/نوفمبر 2021 أقل من المعدلات، بينما يعتمد 80% من سكان تيغراي في عيشهم على الزراعات الأساسية، بحسب البرنامج. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في تقييمها للوضع هناك إنه على الرغم من استئناف تسليم المساعدات بعد إعلان الحكومة الاتحادية وقف إطلاق النار من جانب واحد في آذار/مارس، فإن معدلات سوء التغذية “ارتفعت ارتفاعًا حادًا” ومن المتوقع أن تتفاقم.
وانقطعت خدمات مثل البنوك والاتصالات في تيغراي، التي يقطنها حوالي 5.5 مليون نسمة، بعد أيام من انسحاب الجيش الوطني والقوات المتحالفة معه قبل عام. وقال برنامج الأغذية العالمي إنه لم يتم استئناف تلك الخدمات بعد، مما يعيق قدرة الناس على شراء الطعام. ووجد التقرير أن نصف النساء الحوامل أو المرضعات في تيغراي يعانين من سوء التغذية، وكذلك ثلث الأطفال دون سن الخامسة، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالتقزم ووفيات الأمومة. ولم تتمكن 85% من الأسر من شراء الغذاء من الاسواق بسبب انعدام السيولة.
وتتلاشى آمال إجراء محادثات سلام قريبة بين حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الحزب الذي يسيطر على الإقليم، مع تبادل الطرفين الاتهام بعدم الرغبة في الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقالت الحكومة هذا الشهر إنها تريد إجراء محادثات “دون شروط مسبقة” بينما طالبت حكومة تيغراي بإعادة الخدمات للمدنيين أولًا. وأدى القتال إلى نزوح الملايين ودفع أجزاء من تيغراي إلى شفا المجاعة وتسبب في مقتل الآلاف من المدنيين.
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)