يَفتتحُ عرض بعنوان ’’مرجُ الاحتمالات‘‘ (Jardins des Possibilités) فعاليات النسخة الثالثة عشرة من مهرجان ’’أوريانتاليس‘‘ في وسط مرفأ مونتريال القديم في فضاء فسيح يمتد عند أقدام الساعة الكبرى (Quai de l’Horloge) الشاهدة كل صيف على النجاح المطرد الذي يحققه عاما بعد عام هذا المهرجان الصيفي بامتياز.
يُفتتح المهرجان بعرس من الموسيقى والرقص والأزياء والألوان المستوحاة من الثقافة الهندية البوليوودية. وتَعِد إدارة المهرجان بـ ’’أجواء صاخبة وأزياء بألف لون ولون مستمدة من ذلك الألق والبهاء في حكايا ألف ليلة وليلة‘‘. ’’نزهة إلى بوليوود واستعادة الغناء والرقص والموسيقى الالكترونية في أفلامها مع ميدلي هندي أو Bollymix في الليلة الأولى من المهرجان‘‘. يبدأ الحفل اعتبارا من الساعة السابعة مساء الخميس العاشر من آب / أغسطس المقبل وتحييه الفرقة المونتريالية المحلية ’’Veils of Bollywood‘‘ المختصة بالموسيقى البوليوودية.
ملحمة من الإيقاعات والألوان والثقافات والحضارات بكل البهاء والحيوية تكتمل فصولها طيلة أيام المهرجان. تقول مديرة العلاقات العامة في ’’أوريانتاليس‘‘ ليلى محيوت: ’’هناك خيمة لكل بلد بتراثه وثقافته وتقاليده ومأكولاته ورقصاته وفولكلوره …‘‘. تشهد هذه الخيم تفاعلا جميلا بين المسؤولين عنها من المهاجرين المنحدرين من بلدان الشرق ورواد المهرجان. تنشط في الوقت ذاته فعاليات أخرى في هذا الفضاء.
تتعاقب العروض الفنية كل مساء حتى منتصف الليل على مسرح الهواء الطلق الكبير في وسط ساحة ’’أوريانتاليس‘‘. تُقدم كافة العروض من دون استثناء، توقعها فرق محلية وعالمية محترفة، بشكل مجاني تماما. هذا وتزمع إدارة المهرجان على المتابعة بهذه المجانية الكلية على الرغم من الصعوبات المادية التي تعانيها بفعل استقدام الفنانين والفرق من الخارج.
’’لعل التفاعل الكبير من قبل رواد المهرجان هو الذي يعطينا الزخم لمتابعة العطاء وجميعنا متطوعون يجمعنا الانتماء إلى تراث الشرق والتوق إلى خلق الجسور مع أوطاننا الأم ‘‘، على حد تعبير ليلى محيوت.
أرقام قياسية في عدد الزوار سجلت العام الماضي مما حتّم المزيد من الجهد لتوفير تنظيم محكم في المكان […] أوريانتاليس عبارة عن مدن ممثلة باشكال الفوضى فيها أيضا ولكن هذه الفوضى في مهرجاننا هي فوضى مُنظمة.
نقلا عن ليلى محيوت، مديرة العلاقات العامة في ’’أوريانتاليس‘‘
تشير المتحدثة إلى العمل اللوجستي الشاق الذي يضطلع به الأشخاص من المتطوعين المشاركين في إنجاح هذه التظاهرة الفنية الفريدة بصيغتهاؤلاء ينسقون الجهود مع ’’فريق عمل صغير‘‘ تشتمل عليه المؤسسة الفنية التي تقدم مهرجان ’’أوريانتاليس‘‘ و ’’مهرجان العالم العربي‘‘ على حد سواء، وهي مؤسسة ’’الشيمي، إبداعات وثقافات‘‘ (Alchimies, Créations et Cultures).
تعتبر محيوت أن المهرجان قد حقق اليوم أهدافه والدليل هو النجاح الذي يحققه بفعل إقبال الكنديين من كافة المشارب عليه والارتفاع المطرد في أعداد زائريه. تشير المتحدثة إلى أن عدد الزوار بلغ في نسخة العام الماضي أكثر من 000 143 زائر.
تشرح مديرة العلاقات العامة الكندية من أصل جزائري بأن أعضاء فريق العمل في المهرجان يحرصون على التنسيق والتعاون والتشاور الدائم فيما بينهم. تقول محيوت ’’نعقد الاجتماعات كل ليلة بعد انتهاء الأنشطة من أجل تقييم ما جرى وإعادة تصويب بعض الأمور ووضع أمر لوجستي جديد إذا اقتضى الأمر لليوم التالي. نسعى دوما إلى أن تسير الأمور على أكمل وجه‘‘.
تضج أرصفة المرفأ على مدى أربعة ليال بأجواء الصخب من كل شكل ولون، ويختزل المكان مدنا وقارات وجنسيات وبلدانا من الشرق مع ثقافات وحضارات مُمعنة غارقة في القِدم. وهذا الصيف أيضا يُنتظر أن يؤم أرصفة ’’أوريانتاليس‘‘ عدد كبير من الزوار والسيّاح.
كل العالم هاهنا في أوريانتاليس، تعالوا وكونوا جزءا من هذا العالم على مدى أيام المهرجان فإن متعة الفرجة تستحق منكم عناء الحضور والتفاعل.
نقلا عن ليلى محيوت، مديرة العلاقات العامة في ’’أوريانتاليس‘‘
تتنوع عروضات المهرجان من موسيقى ورقص وغناء وورش في الرسم والطهي وكتابة الخط العربي وقراءة الفنجان وتعليم الرقصات الشعبية لشعوب الشرق وطريقة لباسها وتقاليدها وأزيائها وفولكلورها. بلحظة تنقلك الخيم المنصوبة في قلب مرفأ مونتريال القديم من المغرب الكبير إلى اليابان مرورا بلبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وإيران وأفغانستان والهند والصين وتايلاند وغيرها من دول الشرق الأخرى. تختلط الأصوات والأنواع الموسيقية من الكارناتيك والهندوستاني في الموسيقى التقليدية الهندية إلى الراي الجزائري إلى الغناوة المغربية والروزانا والدلعونا اللبنانية، إلى ما هنالك من ألوان موسيقية حملها معهم المهاجرون من دول الشرق.
على غرار ’’مهرجان العالم العربي‘‘ في مونتريال الذي يتفرّع منه مهرجان ’’أوريانتاليس‘‘، هناك سعي دائم من قبل المدير الفني لهذا المهرجان وذاك جوزف نخلة لخلق توازن بين التراث والحداثة من أجل تحقيق التجاذب والتفاعل والانسجام والاندماج بين العروض المقدمة وذواقة الفنون في المدينة الكندية الكوسموبوليتية.
لهذه الغاية يطلق مهرجان ’’أوريانتاليس‘‘ في سابقة من نوعها في عمره الفتي عرضا مبتكرا قد يحول ساحاته إلى ما يشبه ’’سوق عكاظ‘‘ تختلط فيه الألسن واللغات والثقافات وتتمازج وتتزاوج وتتناغم فيما بينها بكل تلقائية وسجية.
’’يوم في الشرق‘‘ عنوان العرض الختامي مساء الأحد 13 آب / أغسطس الذي يأخذ زوار المهرجان في رحلة مفعمة بالألوان الثقافية تذكر بـ ’’ألف ليلة وليلة‘‘ وبـ ’’سوق عكاظ‘‘ ربما، أحد أسواق شبه الجزيرة العربية في مرحلة ما قبل الإسلام.
(يشارك الراقص التركي إلهان كاراباشاك في فعاليات النسخة الحالية من ’’أوريانتاليس‘‘، وهو كانت له عدة إطلالات في السابق في هذا المهرجان وفي مهرجان العالم العربي في مونتريال).
تعرّج الرحلة إلى قلب التقاليد المختلفة وينغمس الجمهور في سحر الشرق ويختلط الاكتشاف مع الأساطير الرائعة والذكريات الخالدة للعوالم المنسية.
ملحمة شرقية مدهشة في عرض يتكون من الموسيقى والرقص ورواية القصص بتوقيع فنانين ينحدرون من الشرق […] انطلق في طريق الحرير هذا على حدود تراث الأمس، ستجد رحلة تمسّ لغز عالم غريب ومألوف، حيث تشكل الثقافة دائما رابطا بين أهل الأرض قاطبة!
نقلا عن مقتطف من البيان الصحفي عن فعاليات المهرجان