عشية ذكرى مرور 31 عاماً على استقلال أوكرانيا من الحكم السوفياتي، في 24 أغسطس (آب)، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، من أن روسيا قد تقدم على خطوة استفزازية بمحاكمة جنود أوكرانيين أسرى الأسبوع المقبل.
واستند زيلينسكي إلى تقارير إعلامية تفيد بأن روسيا تُعد لإخضاع الجنود الأوكرانيين الذين أسرتهم قواتها خلال حصارها مدينة ماريوبول لمحاكمة علنية تتزامن مع ذكرى الاستقلال الأربعاء المقبل.
وأكد أن هذا يشكل “الخط الذي لا يمكن بعده أن تكون هناك أي مفاوضات ممكنة”.
في الأثناء، سقط وابل من قذائف المدفعية على مدينة نيكوبول القريبة من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وأصابت صواريخ روسية أهدافاً بالقرب من ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود.
وبالتزامن مع المخاوف من حادثة نووية في محطة زابوريجيا، اتجه الاهتمام إلى المحطة النووية الثانية في البلاد بعد تعرض بلدة فوزنيسنسك الجنوبية القريبة لهجوم صاروخي.
وقد أعلنت كييف حظراً للتجمعات العامة في يوم الاستقلال، فيما ستمنع خاركيف التجول في أيام العطلة.
في غضون ذلك، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز محادثات هاتفية أكدوا خلالها أهمية ضمان سلامة المنشآت النووية، وشددوا على “التزامهم الصارم” بدعم أوكرانيا.
التحقيق بانفجار سيارة ابنة دوغين
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الروسية، الأحد الـ21 من أغسطس، أنها تحقق في ما يشتبه في أنه هجوم بسيارة ملغومة خارج موسكو أودى بحياة ابنة المفكر الروسي القومي ألكسندر دوغين الذي يدعو إلى ضم أوكرانيا إلى روسيا.
وفي حين قال محققون إنهم يأخذون في الحسبان كل الاحتمالات خلال العمل على تحديد المسؤول، تكهنت وزارة الخارجية الروسية بأنه قد تكون هناك صلة لأوكرانيا بالحادثة، وهو ما سارع مستشار الرئيس الأوكراني إلى نفيه.
وقال المستشار الرئاسي، ميخائيلو بودولياك، “أوكرانيا، بالطبع، لا صلة لها بهذا لأننا لسنا دولة إجرامية مثل روسيا الاتحادية، والأكثر من ذلك أننا لسنا دولة إرهابية”. لكنه أشار إلى أن الواقعة قدر عادل لأنصار الهجوم الروسي.
ضربات بصواريخ كروز
أعلنت السلطات الأوكرانية عن وقوع هجمات صاروخية خلال الليل على منطقة أوديسا التي تضم موانئ على البحر الأسود ذات أهمية بالغة في اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة للسماح لصادرات الحبوب الأوكرانية، التي عرقلتها الحرب، بالوصول إلى الأسواق العالمية مجدداً.
وأطلقت روسيا خمسة صواريخ كاليبر من البحر الأسود على منطقة أوديسا خلال الليل، وذلك وفقاً لما نقله متحدث باسم الإدارة المحلية عن معلومات من القيادة العسكرية الجنوبية. وأسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية صاروخين، بينما أصابت ثلاثة صواريخ أهدافاً تابعة للقطاع الزراعي من دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا.
لكن روسيا قالت، الأحد، إن صواريخها دمرت مستودعاً للذخيرة يحتوي على صواريخ “هيمارس” أميركية الصنع بينما قالت كييف إن الصواريخ أصابت مخزناً للحبوب.
ولم ترد تقارير جديدة عن وقائع في شبه جزيرة القرم في البحر الأسود بعد سلسلة من الانفجارات وقعت في الآونة الأخيرة وتصدرت عناوين الأخبار. وضمت روسيا شبه الجزيرة من أوكرانيا في عام 2014.
وأشار زيلينسكي في خطابه بشكل غير مباشر إلى الانفجارات التي وقعت في شبه جزيرة القرم. ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن الهجمات، لكن محللين قالوا إن بعضها في الأقل أصبح ممكناً بفضل العتاد الجديد الذي تستخدمه قواتها.
وقال زيلينسكي، “يمكنكم أن تشعروا… أن الاحتلال هناك (القرم) مؤقت وأن أوكرانيا ستعود”.
هجمات روسية
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إفادة يومية على “فيسبوك”، الأحد، إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية اعتداءات عدة في دونباس. وكانت تلك المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها جزئياً انفصاليون موالون لموسكو هدفاً رئيساً للحملة الروسية خلال الأشهر الماضية.
وفي الجنوب، قالت القوات الروسية إنها نفذت هجوماً ناجحاً على قرية على الحدود بين منطقتي خيرسون وميكولايف. وقال فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف عبر “تيليغرام” إن مدينة ميكولايف تعرضت للقصف بصواريخ متعددة من أنظمة “أس-300” في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت اثنين من مدافع “هاوتزر أم 777” في مواقع قتالية في منطقة خيرسون ومستودعاً للوقود في منطقة زابوريجيا.
ولم يتم التمكن من التحقق بشكل مستقل من تقارير ساحات القتال.