أدان أمس سياسيون سابقون وحاليون، من حلفاء ومعارضين على حدّ سواء، الترهيب اللفظي الذي تعرضت له نائبة رئيس الحكومة الفدرالية، وزيرةُ المالية، كريستيا فريلاند في مقاطعة ألبرتا يوم الجمعة.
ففي شريط فيديو مدته 14 ثانية تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، شوهد العديد من الأشخاص، أحدهم يقوم بالتصوير، وهم يقتربون من نائبة رئيس حكومة الحزب الليبرالي الكندي بينما كانت وعدة أشخاص آخرين يسيرون في مبنى بلدية غراند بريري (Grande Prairie) باتجاه مصعد.
ويُظهر الشريط رجلاً قوي البنية يقترب من فريلاند وهي تدخل المصعد ويبدأ بشتمها. ’’يا خائنة! يا قحـ..ء!‘‘، صرخ الرجل بوجهها طالباً منها مغادرة ألبرتا.
ويُسمع في الشريط أيضاً امرأة تقول لنائبة رئيس الحكومة الفدرالية: ’’أنتِ لا تنتمين إلى هنا‘‘.
يُشار إلى أنّ فريلاند نفسها من مقاطعة ألبرتا، وإن كانت تمثل في مجلس العموم إحدى دوائر تورونتو، عاصمة مقاطعة أونتاريو وكبرى مدن كندا. فهي مولودة في مدينة بيس ريفر (Peace River) في شمال ألبرتا، على مسافة نحو 200 كيلومتر بالسيارة شمال شرق غراند بريري.
وقامت بنشر شريط الفيديو مجموعةٌ عارضت القيود التي سبق أن فرضتها سلطات الصحة العامة بهدف الحدّ من انتشار جائحة كوفيد-19.
ما حدث بالأمس كان خطأ. لا أحد، في أيّ مكان، يجب أن يتحمّل التهديد والترهيب.
نقلا عن كريستيا فريلاند، نائبة رئيس الحكومة الفدرالية عن الحادث الذي تعرضت له في غراند بريري
وكتبت فريلاند أنها ’’فخورة‘‘ بأن تكون من ألبرتا وأنها ’’ممتنة للترحيب الحار‘‘ الذي تلقته أثناء زيارتها إدمونتون، عاصمة المقاطعة، ومدينتيْ غراند بريري وبيس ريفر خلال الأيام القليلة الماضية.
الوزيرة السابقة في حكومة حزب المحافظين الكندي، ليزا رايت، قالت إنها ’’شعرت بعقدة في بطنها‘‘ من شدة القلق أثناء مشاهدتها شريط الفيديو.
وزيرة البيئة السابقة في حكومة جوستان ترودو الليبرالية، كاثرين ماكينا، قالت إنها أحسّت بالشعور نفسه.
وحثّت ماكينا، التي خضعت لإجراءات أمنية إضافية عندما كانت وزيرة، قادةَ الأحزاب على عقد مؤتمر صحفي مشترك للتنديد بما وصفته بـ’’الاعتداء‘‘ الذي تعرضت له فريلاند والتعهد بتعزيز أمن المسؤولين المنتخَبين.
المضايقات والتهديدات اللفظية التي وُجهت إلى الوزيرة فريلاند أثناء زيارتها لألبرتا يوم أمس تستحق الشجب.
نقلا عن جايسن كيني، رئيس حكومة حزب المحافظين المتحد في ألبرتا، في تعليقه أمس على ما تعرضت له نائبة رئيس الحكومة الفدرالية
’’إذا كنتَ لا تتفق مع أحد السياسيين، مارس حقك في الاحتجاج بكل الوسائل. لكنّ الصراخ والتهديد والترهيب الجسدي هي أمور تتجاوز الحدّ (المسموح به)‘‘، أضاف كيني.
وأضاف رئيس حكومة ألبرتا متوجهاً إلى فريلاند: ’’تعرفين أنّ بين حكومتيْنا الكثير من الخلافات الجادة. لكن أنتِ دائماً أكثر من موضع ترحيب للحضور إلى هنا وزيارتنا في المقاطعة التي نشأتِ فيها والتي تقيم فيها عائلتك! كما هم جميع الكنديين‘‘.
كما ندّد زملاء كريستيا فريلاند في حكومة جوستان ترودو الليبرالية وسياسيون آخرون بما تعرّضت له نائبة رئيس الحكومة الكندية.
(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)