آخذةً على محمل الجد مخاطر إساءة الاستخدام المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، أعلنت الحكومة الكندية عن استثمارات بقيمة 2,4 مليار دولار لدعم تطوير هذا القطاع التكنولوجي. وسيتم تضمين هذا الإجراء في الميزانية الفدرالية لعام 2024 التي من المقرّر تقديمها في 16 نيسان (أبريل) الجاري.
وسيتيح هذا الاستثمار إنشاء معهد كندي جديد لأمن الذكاء الاصطناعي بتكلفة 50 مليون دولار، ستكون مهمته ضمان تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بشكل آمن في البلاد.
وسيعمل هذا المعهد مع مختلف أصحاب المصلحة ومع الشركاء الأجانب للمساعدة في تعزيز الدفاعات ضد المخاطر التي تشكلها أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة والتي يُساء استخدامها في بعض الأحيان.
هذا ما أعلنه أمس رئيس الحكومة الفدرالية، جوستان ترودو، برفقة وزير الابتكار والعلوم والصناعة، فرانسوا فيليب شامبان، خلال زيارة لمكاتب شركة ’’سكايل إيه آي‘‘ (Scale AI)، التي تنشط في مجال الذكاء الاصطناعي، في مونتريال.
أعلم أنّ هناك الكثير من المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي ويجب أن يتم تطويره بطريقة مسؤولة وآمنة. وأعلم أيضاً أنّ القيم والنهج التي لدينا هنا في كندا يجب أن توجِد هذه الحلول التي ستتألق في جميع أنحاء العالم وأن تُبقي الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية.
نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
وليوشوا بنجيو، المدير العلمي لمعهد كيبيك للذكاء الاصطناعي (Mila) وأحد روّاد التعلّم العميق، رأيٌ مشابه.
فبنجيو، الذي حضر المؤتمر الصحفي، يرى أنه من الضروري أن تعالج كندا مسألة أمن الذكاء الاصطناعي.
’’ثلاثة من باحثي الذكاء الاصطناعي الأكثر استشهاداً بهم في العالم كنديون، وهؤلاء الباحثون الثلاثة الذين يتم الاستشهاد بهم للغاية هم جميعاً شديدو القلق بشأن المسار الذي نسير فيه. لقد وضعت كندا نفسها على الجانب الصحيح من التاريخ من خلال أخذ هذه المخاطر بالاعتبار‘‘، قال بنجيو مثمّناً أهمية مهمة هذا المعهد الجديد.
كما أكّد بنجيو أنّ هناك أسئلة علمية لا تزال دون إجابة، خاصة فيما يتعلق بتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي ستتفوق على الذكاء البشري و’’لن تنقلب على البشر‘‘.
’’لم نزل لا نعرف كيفية القيام بذلك وهناك حاجة ملحة للاستثمار في هذا الجانب‘‘، أضاف بنجيو.
وسيتم تخصيص ملياريْ دولار من الاستثمارات المعلنة لإنشاء بنية تحتية تكنولوجية جديدة ستكون متاحة للباحثين والشركات الناشئة والشركات العالمية.
ووفقاً لأوتاوا، ستجذب هذه البنية التحتية الجديدة المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال الذكاء الاصطناعي وستعزّز التنافسية لدى الشركات الكندية.
وبالإضافة إلى الشق الأمني، سيتم أيضاً تخصيص استثمارات لخلق فرص عمل وتحسين إنتاجية الشركات، لاسيما الشركات الصغيرة والمتوسطة في كندا.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)