اعتقلت الشرطة الفرنسية اليوم الأثنين، عشرات المتظاهرين خلال مظاهرات احتجاجية ضد رفع سن التقاعد عمت المدن الفرنسية، بالتزامن مع عيد العمال العالمي.
وقالت الشرطة الفرنسية إنها اشتبكت مع “فوضويين يتشحون بالسواد” في باريس ومدن كبيرة أخرى خلال مظاهرات نظمتها النقابات العمالية احتجاجا على رفع الحكومة سن التقاعد.
وأفادت قناة “BFMTV” الإخبارية الفرنسية، نقلا عن وزارة الداخلية، بأن قوات الشرطة اعتقلت 180 شخصا في المظاهرات في جميع أنحاء البلاد حتى عصر اليوم، مشيرة إلى أن 53 منهم في العاصمة باريس.
وخرجت مظاهرات احتجاجية واسعة في فرنسا تزامنا مع عيد العمال، حيث بدأ المحتجون يتوافدون في ساحة “لاريبوبليك” بالعاصمة باريس تمهيدا لانطلاق الاحتجاجات والتي قدر عددها بـ 300 مسيرة في كل أنحاء فرنسا.
ورشق محتجون في باريس الشرطة بمقذوفات وأضرموا النار في دراجات بالشوارع وألحقوا أضرارا بمحطات الحافلات بمجرد انطلاق المظاهرة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وبحسب قيادات النقابات العمالية، سيتم مشاركة العديد من ممثلين النقابات والأوروبية العالمية دعما للاحتجاجات الفرنسية الرافضة لقانون التقاعد الجديد الذي يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.
ومنذ الصباح الباكر، حشدت السلطات أكثر من 12 ألف شرطي، منهم قرابة 5 آلاف في باريس. كما أعلنت أنها ستستخدم طائرات الدرونات للمزيد من المراقبة للحد من أعمال الفوضى المتوقعة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية اندلاع اضطرابات أيضا في مدينة ليون جنوب البلاد، حيث أُضرمت النار في مركبات وتضررت بعض مقار الشركات. كما نشب حريق أمام مبنى للحكومة المحلية في مدينة نانت غرب البلاد.
على صعيد الإضراب، فإن أكثر القطاعات تأثرا هو قطاع المواصلات والنقل، خاصة أن قيادة شرطة باريس قررت إقفال بعض محطات المترو منذ ساعات الصباح.
وتراجعت شعبية ماكرون إلى مستوى مقارب لأدنى مستوياتها، المسجل خلال أزمة أصحاب “السترات الصفراء” عامي 2018 و2019، بعدما أقر قانون رفع سن التقاعد على الرغم من احتجاجات العاملين في العديد من القطاعات، فضلا عن رفض أكثر من 80% من الفرنسيين لهذا القانون، وفق ما تظهره آخر استطلاعات الرأي.