كرّر البابا فرنسيس الاعتذار من سكان كندا الأصليين ’’عن الجرائم التي ارتكبها العديد من المسيحيين تجاههم‘‘ وأقر بأنّ الاعتذار يشكل الخطوة الأولى في عملية مصالحة طويلة.
وكانت هذه الكلمات العلنية الأولى في كندا لرئيس الكنيسة الكاثوليكية، وخصصها لآلاف الأشخاص من السكان الأصليين، خاصة للناجين منهم من المدارس الداخلية ولأفراد عائلاتهم، الذين احتشدوا صباح اليوم في قرية ماسكواسيس التي ينتمي سكانها لشعب الكري (Cree – Cris) من السكان الأصليين.
وبتواضع وبساطة مذهليْن، على الرغم من الموكب الأمني الكبير المحيط به، وصل البابا إلى ماسكواسيس حوالي الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي.
وتقع ماسكواسيس في مقاطعة ألبرتا، على مسافة نحو 70 كيلومتراً إلى الجنوب من عاصمتها، إدمونتون.
أودّ أن أكرّر بخجل ووضوح: أطلب بكلّ تواضع المغفرة عن الشرّ الذي ارتكبه العديد من المسيحيين بحقّ الشعوب الأصلية
نقلا عن البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية
’’أطلب المغفرة عن الطريقة التي، للأسف، دعم بها العديد من المسيحيين الذهنية الاستعمارية لقوىً اضطهدت الشعوب الأصلية‘‘، أكّد البابا فرنسيس قبل أن يصفق له الحضور.
’’أشعر بالأسى وأطلب المغفرة، بشكل خاص، عن الطريقة التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة والجماعات الدينية، حتى من خلال اللامبالاة، في هذه المشاريع من التدمير الثقافي والاستيعاب القسري لحكومات تلك الحقبة والتي أدّت إلى نظام المدارس الداخلية‘‘، أضاف رئيس الكنيسة الكاثوليكية.
لكنّ البابا تحدّث أيضاً عن ’’العديد من الحالات المثالية من الإخلاص تجاه الأطفال‘‘ وعن وجودٍ لـ’’الإحسان المسيحي‘‘ في المدارس الداخلية للسكان الأصليين.
ومع ذلك، ’’كانت العواقب العامة للسياسات المتصلة بالمدارس الداخلية كارثية‘‘، أقرّ البابا.
وكان الكثيرون من بين الحضور، لاسيما في أوساط الناجين من المدارس الداخلية، في حالة تأمل عميق وهم يستمعون لرئيس الكنيسة الكاثوليكية، وكان بعضهم يبكي.
’’البعض منكم يواجه بالتأكيد صعوبة فيما أتحدث إليكم‘‘، قال البابا، ’’لكن من المهم أن نتذكر لنتجنب النسيان، لأنّ النسيان يؤدّي إلى اللامبالاة‘‘.
’’وعكسُ الحب ليس الكراهية بل اللامبالاة‘‘، أضاف البابا.
وكانت اعتذارات البابا أمام السكان الأصليين في ماسكواسيس اليوم مماثلة لتلك التي قدّمها لهم في الفاتيكان في الأول من نيسان (أبريل) الفائت عندما زارته وفود منهم.
فقد طلب البابا الغفران عن الجرائم التي ارتكبها أعضاء في الكنيسة لكن دون الاعتراف بدورٍ للمؤسسة في حدّ ذاتها.
خطوة أولى
كما أقرّ البابا فرنسيس بضرورة عمل المزيد، بما يتجاوز طلب المغفرة.
’’بالنظر إلى المستقبل، ينبغي عدم إهمال أيّ شيء من أجل الترويج لثقافة قادرة ليس فقط على ضمان عدم تكرار مثل تلك الحالات، ولكن أيضاً ضمان ألّأ تجد تلك الحالات أرضاً خصبة لإخفائها وإدامتها‘‘، أضاف البابا.
جزء مهم من هذه العملية يكمن في إجراء بحث جاد حول حقيقة الماضي ومساعدة الناجين من المدارس الداخلية على الشروع في مسارات الشفاء من الصدمات التي تعرضوا لها
نقلا عن البابا فرنسيس
ودعا رئيس الكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص المسيحيين والمجتمع المدني إلى ’’احترام هوية الشعوب الأصلية وخبراتها‘‘.
’’آمل أن يتم العثور على طرق ملموسة للتعرف عليها وتقديرها، وأن نتعلم كيفية التقدّم معاً‘‘، قال البابا فرنسيس