يكافح العديد من الكنديين، بسبب محدودية الميزانية، لتلبية التوقعات المتصلة بأعياد نهاية السنة، بما في ذلك شراء الهدايا وإعداد وجبات الطعام للعائلة والأصدقاء.
’’يشعر الناس بضغط مالي كبير للحفاظ على مستوى التقاليد والراحة والترفيه الذي اعتادوا عليه‘‘، تقول جانيت ميوزيك، منسقة برنامج الأبحاث في مختبر تحليل الأغذية الزراعية في جامعة دالهاوسي في هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا.
’’هناك رابط عاطفي حقيقي مع التقاليد في هذه الفترة من السنة، مثل الطعام على المائدة ومعناه، وقد يكون ذلك مكلفاً جداً‘‘، تضيف ميوزيك.
وتبلغ تكلفة وجبة عيد الميلاد التقليدية لمجموعةٍ من أربعة إلى ستة أشخاص ما معدله 104,85 دولاراً هذه السنة، وفقاً لبيانات المختبر. ويشمل هذا السعر الديك الرومي والبطاطا والصلصات والخضروات والحشوة والفطيرة وشراب البيْض والحلوى.
ومع ذلك، فإن التكلفة تختلف بين منطقة وأُخرى في كندا. فأسعار المواد الغذائية هي أكثر ارتفاعاً في المقاطعات البحرية، نوفا سكوشا ونيو/نوفو برونزويك وجزيرة الأمير إدوارد، وحتى أعلى من ذلك في الأقاليم الكندية الثلاثة الواقعة في شمال البلاد الكبير.
وإذا كانت الأسعار قد بدأت تسجل انخفاضاً بطيئاً بعد ثلاث سنوات من التضخم، فالمنتجات المرتبطة تقليدياً بوجبات الأعياد تظل باهظة الثمن. فقد ارتفع سعر الديك الرومي بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي، وسعر البطاطا بنسبة 7% تقريباً، وسعر الجزر بنسبة 13% تقريباً، وفقاً لبيانات مختبر تحليل الأغذية الزراعية في جامعة دالهاوسي.
ويتوقع المختبر أن تستمر أسعار المواد الغذائية في الارتفاع في العام المقبل، ولكن بوتيرة أبطأ، بنسبة تتراوح بين 2,5% و4,5%.
وبلغ عدد الكنديين الذين لجأوا إلى بنوك الطعام مستوى قياسياً هذا العام مع أكثر من 1,9 مليون زيارة في آذار (مارس)، متجاوراً بنسبة 32% الرقمَ القياسي السابق المسجل العام الماضي.
الحدّ من النفقات
في حين تشير بيانات وكالة الإحصاء الكندية إلى أنّ المكوّن الغذائي في مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 5,9% خلال الأشهر الـ12 الماضية، يكشف تقرير مختبر الأغذية الزراعية في جامعة دالهاوسي لعام 2024 أنّ نفقات الأسرة المتوسطة على المواد الغذائية كانت أدنى بـ693 دولاراً هذه السنة.
وهذا يعني أنّ الكنديين، على الأرجح، تناولوا كميات أقل من المواد الغذائية أو أنهم اختاروا منتجات أقل ثمناً ليتمكنوا من تغطية النفقات الأُخرى المتزايدة.
ووفقاً لمسح استطلاعي أجرته شركة ’’إبسوس‘‘ في تموز (يوليو) 2023، قال 47% من المُستطلَعين الذين يتناولون اللحوم إنهم يعتزمون تقليل استهلاكهم من هذا العنصر الغذائي في العام المقبل، عازين في غالبيتهم هذا التوجه إلى الرغبة في خفض فاتورة الغذاء.
نفقات أُخرى معنيّة
ووفقاً لجانيت ميوزيك، فإنّ تخفيض الإنفاق خلال موسم العطلات يرجع جزئياً إلى الضغوط المالية المرتبطة بالتضخم والتي تظهر في مجالات أُخرى، لاسيما السكن.
’’ميزانية الغذاء هي التي يلجأ إليها الناس عندما يحتاجون إلى تغطية بعضٍ من تلك النفقات الأكبر حجماً‘‘، تقول ميوزيك.
’’تخيّل أنك قمت بتجديد الرهن العقاري الخاص بك وحصلتَ على سعر فائدة أعلى، أو أنّ الإيجار السكني الخاص بك قد ارتفع فجأة. هذا أمر لا يمكنك إصلاحه على المدى القصير‘‘، توضح ميوزيك.
نقلاً عن موقع راديو كندا،