قالت السعودية والولايات المتحدة، في بيان مشترك، مساء اليوم السبت، إنّ طرفي الصراع في السودان اتفقا على وقف إطلاق نار جديد مدته 72 ساعة، ابتداء من الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، غداً الأحد.
وجاء في البيان “اتفق الطرفان على أنهما خلال فترة وقف إطلاق النار سوف يمتنعان عن التحركات والهجمات، واستخدام الطائرات الحربية، أو الطائرات المسيرة، أو القصف المدفعي، أو تعزيز المواقع، أو إعادة إمداد القوات، والامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار. كما اتفقا على السماح بحرية الحركة، وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان”.
في الأثناء، أعلن الجيش السوداني موافقته على مقترح الهدنة، وقال الناطق باسمه، في بيان، إنّ القوات المسلحة السودانية وافقت على “مقترح الميسرين لمحادثات جدة (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة) بهدنة لتيسير النواحي الإنسانية لمدة 72 ساعة، تبدأ اعتباراً من تمام الساعة السادسة صباح يوم 18 يونيو/ حزيران، وتنتهي في الساعة السادسة من صباح يوم 21 يونيو”.
ولفت البيان إلى أنه “وبالرغم من إلتزامنا بالهدنة، إلا أننا سنتعامل بالرد الحاسم حيال أي خروقات يقوم بها المتمردون خلال مدة سريانها”.
من جانبها، رحّبت قوات الدعم السريع، بإعلان وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة، وقالت في بيان: “نؤكد التزامنا التام خلال هذه الفترة بالوقف الكامل لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان، بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية”.
وأضاف البيان “نؤكد التزامنا التام بإعلان جدة، واحترام قانون حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب”، مشيداً بجهود الوساطة السعودية الأميركية.
وكانت مصادر قريبة من مفاوضات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قد ذكرت، في وقت سابق اليوم السبت، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنّ الطرفين في طريقهما لتوقيع اتفاق هدنة إنسانية جديدة قصيرة الأجل.
وأشارت المصادر إلى أنّ الوسيطين السعودي والأميركي يمارسان ضغوطاً على الطرفين للمضيّ قدماً في وقف الحرب، وفق ترتيبات مرحلية تبدأ بالهدن القصيرة، ثم وقف إطلاق نار شامل، والاتفاق على الترتيبات الأمنية، ثم الحل السياسي بمشاركة القوى المدنية الموقعة للاتفاق الإطاري.
وتواصلت، اليوم السبت، الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وشهدت مناطق أخرى، مثل كبري الحلفايا في مدينة الخرطوم بحري، وأم بدة غرب مدينة أم درمان، اشتباكات، منذ مساء أمس الجمعة، استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.
وأفاد ناشطون سودانيون، اليوم السبت، بمقتل 17 شخصاً، جراء قصف جوي استهدف أحد الأحياء السكنية جنوبي العاصمة الخرطوم، بعد تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وذكرت “لجان مقاومة جنوب الحزام” (ناشطون) في بيان، أنّ “قصفاً جوياً جرى اليوم السبت بمنطقة مايو جوار سوق العزابات، وأدى سقوط قذائف إلى مقتل 17 شخصاً من المدنيين، بينهم 5 أطفال”.
وتحدث البيان عن “إصابة 11 آخرين، يتلقون العلاج في مستشفى بشائر الحكومي بالمنطقة”.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، اليوم السبت، في حديث تلفزيوني، إنّ أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وستة آلاف مصاب سقطوا منذ تفجر الصراع في السودان، منتصف إبريل/ نيسان الماضي. وأضاف إبراهيم أنّ نصف مستشفيات الخرطوم البالغ عددها 130 ما زالت تعمل وأنّ جميع مستشفيات ولاية غرب دارفور خارج الخدمة.
المصدر: رويترز، الأناضول، العربي الجديد