يجري أتباع التيار الصدري في العراق، استعداداتهم لإقامة “الصلاة الموحدة”، المقررة يوم غدٍ الجمعة، في مدينة الصدر شرقي بغداد، استجابة لدعوة زعيم التيار مقتدى الصدر، والتي يتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من أنصاره، وسط إجراءات أمنية واسعة وقلق متصاعد، على أثر بث تسريب صوتي ثانٍ منسوب لرئيس الوزراء الأسبق زعيم “ائتلاف دولة القانون” نوري المالكي، يهاجم به مجدداً الصدر وأتباعه.
وسيدخل بغداد خلال الساعات المقبلة الآلاف من أتباع الصدر، قادمين من المحافظات العراقية الأخرى، نحو العاصمة بغداد للمشاركة في الصلاة، وفقاً لمسؤولين بالتيار الصدري.
وتواصل اللجنة المكلفة من قبل الصدر، بشأن الصلاة، عملها تمهيداً لإقامة الصلاة، وعقدت ليل أمس اجتماعاً مع قيادة عمليات بغداد التابعة للجيش العراقي، بحثت فيه الاستعدادات الأمنية لإجرائها.
وأكد بيان عسكري عراقي لقيادة العمليات، جاهزيتها لتأمين الصلاة، وذكر بيان لها، أنه “لتنسيق الجهود الأمنية والاستخبارية وتأمين أجواء آمنة مستقرة لصلاة الجمعة الموحدة، المزمعة إقامتها في مدينة الصدر يوم غد الجمعة، التقى قائد العمليات مع اللجنة المشرفة على تنظيم هذه الصلاة بحضور رئيسها حاكم الزاملي، والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية، وإبراهيم الجابري مدير مكتب الصدر في بغداد وكافة أعضائها”.
وأكد قائد العمليات على “جاهزية القطعات الأمنية بكافة مفاصلها للتعاون مع اللجنة، بهدف تأمين أجواء آمنة مستقرة للحشود الجماهيرية المتوجهة صوب العاصمة بغداد لأداء صلاة الجمعة”.
أمنياً، شددت القوات الأمنية إجراءات التفتيش عند مداخل مدينة الصدر شرقي العاصمة ومخارجها، ووفقاً لضابط في قيادة عمليات بغداد، تحدث لـ”العربي الجديد”، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، فإن “الإجراءات تمثّلت بتكثيف عمليات التفتيش للسيارات الداخلة والخارجة من المدينة، وللأشخاص أيضاً، بحسب التوجيهات العليا”.
وأكد أن “الوضع الأمني في المدينة تحت السيطرة، وأن الإجراءات ستستمر حتى نهاية الصلاة”، مشدداً أن “الإجراءات قد تتسع لتشمل مناطق أخرى عدا مدينة الصدر”.
في الأثناء وفي ظل حال الترقب، بث مدون عراقي ما سماه “الجزء الثاني” لتسجيل منسوب لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي هاجم فيه مجدداً زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، واتهمه بالعمل ضمن “مشروع بريطاني”.
والمقطع الثاني من التسريب، هو تكملة للمقطع الأول، حيث واصل المالكي، وفقاً للتسجيل المنسوب إليه هجومه على الصدر، مؤكداً أن أتباعه اليوم “أكثر جبناً مما كانوا عليه، لأنهم أكلوا الحرام، سرقوا أموال الناس وأموال الدولة، وقتلوا واستباحوا دماء الناس”، متسائلاً: “كم قتل أتباع الصدر في بغداد بالاختطاف؟”.
واتهم المالكي، بحسب المقطع المنسوب إليه، الصدر بأنه “يعمل ضمن مشروع بريطاني مباشر”، مشدداً على أن “الوضع الحالي خطير جداً، وأنا كنت أريد أن أؤسس الحشد مثل الحرس الثوري الإيراني لكن لم يتركوني”.
وكان تسريب صوتي للمالكي تداولته وسائل إعلام عراقية وصفحات تواصل، يوم أمس الأربعاء، يشاع أنه جرى خلال اجتماع للمالكي مع عدد من كوادر حزب الدعوة وأعضائه في فبراير/شباط الماضي، هاجم فيه الصدر وأتباعه، ووصفهم بصفات بذيئة، كما هاجم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، قد أثار لغطاً في الشارع العراقي.
ونفى المالكي في بيانين متتالين له أمس الأربعاء صحة التسجيل، مؤكداً أنه ليس له، وهناك من قام بالتلاعب عبر التقنيات الحديثة لفبركة صوته وخلق فتنة، وفقاً لتعبيره، مؤكداً احترامه لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وفي أول تعليق للصدر على التسريبات الصوتية المنسوبة للمالكي قال في تغريدة على “تويتر”، إنه لن يدخل في “فتنة أخرى”، وطالب الصدر أتباعه بعدم الاكتراث بتلك التسريبات، بالقول “نحن لا نقيم له وزناً”، في إشارة إلى المالكي. ملمحاً إلى احتمالية حضوره صلاة الجمعة الموحدة يوم غدٍ.
ويُفهم من حديث الصدر، أنه تأكيد منه على صحة تلك التسريبات التي يتوقع أن تصدر أجزاء أخرى منها، كما وعد الصحفي والناشط علي فاضل، الذي نشر جزئين منها حتى الآن على حسابه في “تويتر”.