انعقدت أمس الأربعاء القمة الثالثة للهجرة في كيبيك في مدينة دروموندفيل بحضور ما يقرب من 400 من الأخصائيين المهتمين بالهجرة وقضاياها.
وكانت شركة ’’إيميغران كيبيك‘‘ (Immigrant Québec ) المنظمة للقمة قد أعلنت العام الماضي عند انتهاء النسخة الثانية لهذا الحدث التي عُقدت في مدينة كيبيك أن نسخة 2022 ستٌعقد في إحدى مناطق المقاطعة.
ووقع الاختيار على مدينة دروموندفيل التي تقع في منطقة وسط كيبيك (Centre-du-Québec) لاستضافة هذا الحدث.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح كريستوف بيرتيه ، الرئيس المدير العام للشركة المنظِّمة أن جديد هذا العام هو تنظيم القمّة في إحدى مناطق كيبيك.
الجديد هذا العام هو أننا نظّمنا القمة خارج مونتريال حيث تمّ تنظيم القمة الأولى. وهي مكرّسة لقضايا مختلفة تتعلق بالهجرة. وفي كل عام تطفو قضايا معيّنة. وهذا العام، برزت إلى الواجهة الهجرة الجهوية والفرنَسة.
نقلا عن كريستوف بيرتيه
ولا يبدو أن هذا الأمر يثير استياء كريستين فريشيت، الوزيرة الجديدة للهجرة والفرنَسة والاندماج في كيبيك التي كانت حاضرة في الجلسة الافتتاحية للقمة.
وأكدت الوزيرة أن ’’برنامج النسخة الثالثة من القمة يطرح موضوعات تقع في صميم أولويات حكومة كيبيك. من بينها تعليم الفرنسية وإضفاء الطابع الإقليمي على الهجرة.‘‘
ويدور الموضوع الرئيسي للقمّة حول ’’التوفيق بين الاحتياجات الاقتصادية لكيبيك وواقع المهاجرين.‘‘
وتمّ تنظيم عشر ورش عمل تطرّقت لعدة مواضيع بما في ذلك جذب المواهب، والاندماج في مكان العمل، والقضايا المتعلقة بإسكان العمال، والفرنَسة ، والجهوية، من بين أمور أخرى.
أقلمة الهجرة
بالنسبة لكريستوف بيرتيه ، ’’لقد رأينا في السنوات الأخيرة أنه من الصعب جلب المهاجرين إلى المناطق. وهناك خطط جديدة يتم وضعها وتدعمها الحكومة وشركاؤها. واليوم، هناك طرق أخرى لمعالجة الأقلمة ويبدو لنا أنه من المهم أن نظهر ما تم وضعه من أجل الأقلمة.‘‘
وتم تخصيص ورشتي عمل لأقلمة الهجرة. الأولى سمحت لوزارة الهجرة بتقديم خطة عملها الوزارية لدعم الهجرة الجهوية. وتهدف هذه الخطة إلى المساهمة في نمو الهجرة الأولية للمهاجرين إلى المناطق.
وبموجبها، يتمّ تشجيع المهاجرين على الاستقرار في المناطق بمجرد وصولهم إلى كيبيك.
وخُصصت الورشة الثانية لأقلمة الهجرة عبر برنامج جذب العمال الدوليين.
وبالنسبة لحكومة كيبيك ، يمكن أن يكون التوظيف الدولي حلاً عندما تكون الشركات الكيبيكية غير قادرة على توظيف العمالة المؤهلة التي تحتاجها من داخل المقاطعة.
الفرنَسة
تم تناول موضوع الفرنَسة في الجلسة العامة من قبل فريدريكو فونسيكا، مساعد نائب وزير الفرنَسة والهجرة والاندماج في كيبيك.
وقدّم خدمة ’’فرنَسة كيبيك‘‘ (Francisation Québec) التي سيتم إطلاقها في 1 يونيو/حزيران المقبل.
وأوضح أن هذه الخدمة ’’ ستسمح لجميع الأشخاص المقيمين في كيبيك أو الراغبين في الاستقرار فيها باكتساب مهارات كافية لاستخدام الفرنسية كلغة مشتركة وليتمكنوا من التطور داخل المجتمع الكيبيكي.‘‘
وتتمثّل في شبّاك موحّد ’’يعمل على تنسيق وتقديم خدمات تعلم اللغة الفرنسية للبالغين في مراكز التدريس وفي أماكن العمل وعلى الإنترنت.‘‘
وأشار مساعد نائب الوزير إلى أنه في الفترة 2021-2022، استفاد 37.317 مهاجرا من خدمات الفرنَسة في كيبيك.
وفي 2019-2020، استثمرت الحكومة مبلغ 186,6 مليون دولار في هذا المجال.
وبالنسبة لنسرين اليحيى المديرة العامة لمؤسسة ’’كاري سان لوران‘‘ (CARI St-Laurent)، تُعتبر الفرنَسة أحد الإجراءات التي تجعل إدماج المهاجرين أمراً ممكناً.
الفرنَسة ضرورية للغاية إذا أردنا أن تكون كيبيك ناطقة بالفرنسية. ولا ينبغي أن نركّز فقط على الجانب اللغوي. يجب أيضًا أن نعتني بتدريس الثقافة الكيبيكية حتى يشعر المتعلم بأنه من سكان كيبيك.
نقلا عن نسرين اليحيى