متابعة ميدانية للأمسية الانتخابية لثلاثة مرشّحين يعودون بأصولهم إلى العالم العربي.
كانت الساعة 9:59 مساءً أمس عندما ظهر اسم وصورة هارون بوعزي على الشاشة إشارة لانتخابه عضوا في الجمعية الوطنية في كيبيك عن دائرة موريس ريشار الواقعة في مونتريال، وفقا للنتائج الأولية.
وعبّر أنصار هذا النائب الجديد لحزب التضامن الكيبيكي (QS) عن فرحتهم بهتافات ملأت قاعة ’’أم تيلوس‘‘(MTELUS)، وهي قاعة حفلات يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 2300 شخص.
في تصريح لراديو كندا الدولي بعد خطاب فوزه مباشرة، أعرب هذا الكيبيكي من أصل فرنسي-تونسي المنخرط في الحركات اليسارية، عن ’’فخره بكل ما قام به فريق المتطوعين [خلال 36 يومًا من الحملة الانتخابية]. اليوم قد أثمر عملهم حقًا.‘‘
وفاز هارون بوعزّي، الذي أكّد على تويتر أنه قطع مسافة 412 كيلومترًا مشياً في دائرته الانتخابية للحديث مع المواطنين، بنسبة 34,7٪ من الأصوات في دائرته الانتخابية، بحسب النتائج الأولية. ولا لا ينوي الاحتفال بفوزه طويلا إذ تنتظره عدة ملفات هو وأعضاء حزبه العشرة الآخرين المُنتَخَبين.
لقد بدأ عملنا للتوّ. هناك قضايا المناخ والقضايا الاجتماعية خاصة في دائرتي وقضية الدفاع عن التعليم العام.
نقلا عن هارون بوعزي
وسيوزّع حزبه هذه الملفات بين مختلف النواب الجدد. ولم يتم الإعلان عن الملف أو الملفات التي سيُكلّف بها هارون بوعزّي الذي هاجر إلى كندا في سن العشرين كطالب.
وبما أنّه يعمل في القطاع المصرفي وناشط معروف في مناهضة العنصرية، يمكن أن يجد هارون بوعزي نفسه مُكلَّفاً بأكثر من ملف داخل كتلة حزبه.
وسيشغل حزبه موقع المعارضة الثانية للحكومة المعاد انتخابها لحزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) الذي شهد زيادة لعدد مقاعده في الجمعية الوطنية من 76 إلى 90 مقعداً.
وبقيت المعارضة الأولى في أيدي الحزب الليبرالي في كيبيك بـ21 نائبا ، وفقا للنتائج شبه النهائية.
بالنسبة للنائب الجديد ، فإن الخطوة التالية لحزبه ستكون ’’تولي السلطة وتشكيل الحكومة بعد أربع سنوات‘‘، كما قال دون تردّد.
ودعا الشباب إلى التعبئة : ’’لا تستسلموا وتجمّعوا ، لأننا لن نستطيع العمل بدونكم.‘‘
وخاطب المهاجرين مؤكّداً لهم أنه سيدعمهم دائماً عندما يتعرضون لأي هجوم. ’’يمكنكم الاعتماد على صوت قوي في الجمعية الوطنية سيدافع عنكم في كل مرة تُوجَّه لكم أصابع الاتهام.‘‘
أليس أبو خليل
طال انتظار نتائج الانتخابات، وانتظرت أليس أبو خليل، مرشحة التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) في دائرة فابر الواقعة في لافال في الضاحية الشمالية لمونتريال، وقتًا طويلاً.
وقبل حوالي ثلاثين دقيقة من إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة 8:00 مساءً، وصل هذه الكيبيكية من أصل لبناني وصربي إلى مطعم في لافال حيث كان سيجتمع فيه جميع مرشحي حزبها في لافال.
وكان صاحب المطعم قد قام بضبط شاشاته الكبيرة على القنوات الإخبارية بدلاً من البرامج الرياضية المعتادة.
وكانت هذه الشاشات تبثّ نتائجها ونتائج مرشحة الحزب الليبرالي في كيبيك، سونيا بودلو التي كانت متقاربة. في بعض الأحيان كانت الميزة للواحدة، وأحيانًا للأخرى. و في النهاية، وفقًا للنتائج الأولية، فازت أليس أبو خليل بنسبة 31,8٪ من الأصوات، ما يسمح لها بدخول الجمعية الوطنية.
وليست هذه حملتها الانتخابية الأولى. ففي عام 2018، كانت مرشحة الحزب نفسه في دائرة شوميدي، وهي دائرة مجاورة لدائرة فابر وقلعة ليبرالية.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، قالت إن هذه التجربة سهّلت عليها تكوين فريق لحملة انتخابات 2022.
وأضافت أنه خلال الحملة، عبّر الأشخاص الذين قابلتهم برضاهم عن الحكومة المنتهية ولايتها. وكان التضخّم أبرز موضوع يتمّ طرحه خلال لقاءاتها بالمواطنين.
“قال لي المواطنون إنّ رئيس الحكومة [فرانسوا لوغو] قد أدار أزمة جائحة كوفيد-19 بطريقة جيّدة وإنهم يتطلعون إلى أن يكون ممثّلهم في الجمعية الوطنية من حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك.‘‘
نقلا عن أليس أبو خليل
منصف دراجي
’’لا يجب اعتبار أي شيء كأمر مسلَّم به.‘‘ هذا ما يردّده منصف دراجي، مرشح الحزب الليبرالي في كيبيك في دائرة نيليغان في وغرب جزيرة مونتريال ، والذي أُعيد انتخابه للمرّة الثانية، وفقًا للنتائج الأولية.
وكان قدانتُخِب لأول مرة في 2018 (نافذة جديدة). ومنحه الناخبون ولاية ثانية بنسبة 52٪ من الأصوات المدلى بها.
وقد اعتمد على حملة ميدانية
حيث كان عليه التعامل مع ’’دائرة انتخابية متنوعة تتميّز بوجود مجتمع انغلوفوني‘‘، كما أوضح في مقابلة مع راديو كندا الدولي أُجريت في مكتبه الانتخابي قبل إغلاق مراكز الاقتراع.
وكان المتطوعون منشغلين في الاتصال بالناخبين لتشجيعهم على الخروج للتصويت.
وأثناء لقاءاته مع الناخبين، برزت قضية التضخم، من بين أمور أخرى، كما يقول النائب المُعاد انتخابه والذي وُلد في المغرب وهاجر إلى كندا كطالب.
وعلى الرغم من أن دائرة نيليغان الانتخابية تصوّت لليبراليين منذ إنشائها في عام 1981، إلّا أنّ منصف دراجي واصل حملته حتى نهاية الفترة المسموح بها قانونًا.
هناك دائما ضغوط خلال الحملة الانتخابية. لا ينبغي أبدا اعتبار أن اختيار الناخبين أمر مفروغ منه. منذ البداية عملت في الميدان واستمعت إلى الناس. في نيليغان، هناك قضايا تتعلق بالقانون 96 [حول اللغة الفرنسية في كيبيك] ، القانون 21 [بشأن علمانية الدولة] ، القانون 40 [حول المجالس المدرسية] .
نقلا عن منصف الدراجي
وأضاف أنه راضٍ جدًا عن حملته الانتخابية، ’’لأنني قدتها كما أردت ، على عكس حملة 2018 عندما كنت مرشحاً جديداً وحيث كان عليّ أن أتبع ما يُقال لي.‘‘
في ذلك الوقت، كان لديه خبرة كمتطوّع فقط.
وهذا العام، فقد ’أبدع ‘‘، على حد تعبيره، من خلال الانتقال في دائرته بالدراجة الهوائية للقاء المواطنين “ما يزيد قليلاً عن 300 كم.‘‘
ويتطلّب ذلك تنظيما محكما. تنظيم سمح له بإنهاء الدكتوراه في إدارة الرعاية الصحية في جامعة مونتريال في مارس آذار الماضي بالموازاة مع عمله كعضو في البرلمان.