أفادت صحيفة ’’ذي واشنطن بوست‘‘ نقلاً عن الوثائق السرية المسرّبة من وزارة الدفاع الأميركية أنّ رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أبلغ قادة منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘) سرّاً أنّ كندا لن تكون قادرة على تلبية مطلب قيادة الحلف بأن يخصص أعضاؤه 2% على الأقل من إجمالي ناتجهم الداخلي للدفاع.
وجاء في الوثيقة التي حصلت عليها الصحيفة الأميركية المرموقة أنّ ’’أوجه القصور المنتشرة في الجهاز العسكري الكندي تلحق ضرراً بحلفائه وشركائه الأمنيين‘‘.
ويضيف واضعو الوثيقة، المجهولو الأسماء، أنّ النقص المزمن في الموارد في وزارة الدفاع الوطني في كندا قد أقنع القوات المسلحة الكندية ’’بالتخلي عن القيام بعمليات رئيسية أثناء قيادتها مجموعة الـ’ناتو‘ القتالية في لاتفيا والحفاظ على المساعدة المقدَّمة لأوكرانيا‘‘.
وتقول الوثيقة أيضاً إنّ واقع القوات المسلحة الكندية ’’ليس على وشك التغيير‘‘.
يُشار إلى أنه على مدار السنوات الـ26 الماضية لم يتجاوز الإنفاق العسكري لكندا 1,4% من إجمالي ناتجها المحلي. وفي آذار (مارس) أفاد تقرير للـ’’ناتو‘‘ أنّ نفقات كندا الدفاعية شكلت 1,29% من إجمالي ناتجها المحلي في السنة المالية 2022 – 2023.
من جهتها، ردّت وزارة الدفاع الوطني الكندية مذكّرةً بأهمية مساهمتها لحلف الـ’’ناتو‘‘، لكن دون أن تنفي المعلومات الواردة في الـ’’واشنطن بوست‘‘.
’’كندا عضو مؤسس في حلف الـ’ناتو‘ وميزانيتها الدفاعية هي سادس أكبر ميزانية بين أعضاء الحلف. إنّ التزامنا بالأمن الأوروبي الأطلسي والعالمي لا يتزعزع، ونواصل القيام باستثمارات كبيرة لتجهيز قواتنا المسلحة‘‘، قال دانييل ميندن، المتحدث باسم وزيرة الدفاع الوطني أنيتا أناند، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى راديو كندا.
ومن ضمن مآخذ وزارة الدفاع الأميركية على كندا عدم تحديثها أجهزتها العسكرية.
ورداً على هذا المأخذ أشار ميندن إلى أنّ كندا سوف تبدأ باستلام 88 طائرة مقاتلة من طراز ’’إف – 35‘‘ (F-35) من إنتاج شركة ’’لوكهيد مارتن‘‘ الأميركية بقيمة 19 مليار دولار، وأنّها تستثمر 38,6 مليار دولار لتحديث قدراتها في إطار قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (’’نوراد‘‘ NORAD).
وأضاف ميندن أنّ كندا تعهدت بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة مليار دولار.
’’ستواصل كندا بناء قدراتها العسكرية لمواجهة تحديات عالم اليوم. بصورة إجمالية، سياسة كندا الدفاعية زادت نفقاتنا الدفاعية بأكثر من 70% بين عاميْ 2017 و2026. وأعلنّا أيضاً عن نفقات عسكرية إضافية بقيمة 8 مليارات دولار في ميزانية 2022‘‘، أضاف المتحدث باسم وزيرة الدفاع الوطني.
وأشار ميندن إلى أنّ كندا تقوم حالياً بتحديث سياستها الدفاعية من أجل ’’زيادة جاهزية القوات المسلحة الكندية ومرونتها وأهميتها‘‘.
كما تشير الوثيقة الصادرة عن وزارة الدفاع الأميركية، والتي لم تتمكن هيئة الإذاعة الكندية من الحصول على نسخة منها، إلى أنّ القلق وخيبة الأمل فيما يتعلق بالتزام كندا العسكري لا يقتصران على الولايات المتحدة بل يتعداها إلى شركاء دوليين آخرين.
فألمانيا، حسب الوثيقة، قلقة من ألّا تستطيع كندا مواصلة دعمها لأوكرانيا بالتزامن مع تلبيتها متطلبات الـ’’ناتو‘‘ الدفاعية.
ومن جهتها أُصيبت أنقرة بخيبة أمل من رفض الجيش الكندي المساهمة في النقل الجوي الإنساني عقب الزلزال الرهيب الذي ضرب شرق تركيا في شباط (فبراير) الماضي.
ودوماً حسب الوثيقة الأميركية المسرَّبة، تشعر السلطات الهايتية بالإحباط بسبب إحجام كندا عن قيادة مهمة دولية لإحلال الأمن في هايتي التي تعاني أزمة سياسية وإنسانية عنيفة.
نقلاً عن موقع راديو كندا