أقر مجلس الشيوخ الأسباني خلال الأسبوع الجاري نصا أساسيا للحكومة اليسارية يعترف للمرة الأولى بالمولودين الذين خطفوا من عائلاتهم خلال الحرب الأهلية والديكتاتورية كضحايا لنظام فرانكو.
وخطف المواليد من عائلاتهم خلال الحرب الأهلية (1936-1939) والديكتاتورية (1939-1975) كضحايا لنظام فرانكو.
وكان الهدف من هذه السرقات التي أصبحت جزءا من المؤسسة، انتزاع أطفال من نساء جمهوريات متهمات بنقل “جينات” الماركسية إليهم.
لكنها طالت بعد ذلك اعتبارا من خمسينات القرن الماضي المولودين خارج إطار الزواج أو لأسر فقيرة أو كبيرة.
في أغلب الأحيان وبتواطئ من الكنيسة، كانت تعلن وفاتهم بعد الولادة من دون تقديم دليل للوالدين، ثم يتم تبنيهم من قبل أزواج غير قادرين على الإنجاب وبشكل عام قريبين من النظام “القومي الكاثوليكي” بقيادة فرانكو.
بعد وفاة فرانكو في 1975 استمر الاتجار بالأطفال لأغراض مالية خصوصا، حتى 1987 عند إقرار قانون يعزز الرقابة على التبني.
كذلك حدثت سرقات مماثلة في ظل الدكتاتورية العسكرية في الأرجنتين أو في عهد بينوشيه في تشيلي. ففي الأرجنتين، تقدر منظمة “جدات ساحة مايو” عدد الذين ولدوا لأمهات مسجونات وتم تسليمهم بشكل غير قانوني إلى أشخاص آخرين بأقل من 500 طفل بقليل.
ولا تتوفر في إسبانيا تقديرات رسمية لعدد “الأطفال المسروقين” لكن جمعيات الضحايا تتحدث عن آلاف الأطفال.
وتفيد تقديرات للقضاء الإسباني في 2008 بأن أكثر من ثلاثين ألف طفل من أبناء جمهوريين ماتوا أو أسروا خلال الحرب الأهلية، وقد يكون عدد منهم “سُرقوا”، وضعوا تحت وصاية عائلات بقرار من دولة فرانكو خلال فترة 1944-1954 وحدها.
وتم تسجيل 2136 شكوى بشأن هذا الموضوع في إسبانيا بين 2011 و 2019 لكن لم يفض أي منها إلى نتيجة بسبب تقادم الوقائع بصورة خاصة.
وعلى الرغم من تعثر المسألة أمام القضاء، تمكن بعض الإسبان النادرين مثل ماريو فيدال من العثور على آثار عائلاتهم بمعجزة.
قال فيدال (57 عاما) “أخبرني والدي بالتبني أنهم دفعوا 125 ألف بيزيتا (725 يورو) ليتبنوني”.
وأجرى فيدال أبحاثا على مدى ثلاث سنوات في أرشيف وثائق منطقة مدريد حيث ولد، فتمكن من معرفة اسم والدته.. لكنها كانت قد توفيت قبل 16 عاما.
وأنجبته والدته التي كانت تنتمي إلى عائلة محافظة جدا، في الثالث والعشرين من عمرها خارج إطار الزواج. وتكشف وثيقة رسمية أنها تخلت عنه لكن قريبا له أبلغه بأنها حاولت مرات عدة استعادته من دار الأيتام لكنها منعت من ذلك بل وسجنت بسببه.
بعد ذلك، تمكن ماريو من العثور على أخيه غير الشقيق الذي توفي بعد ثلاث سنوات، لكنه لا يعرف حتى اليوم من هو والده البيولوجي.
وقال “نحن أبناء حقبة كان الذين يتولون السلطة فيها يمارسونها كما يحلو لهم”.
المصدر: أ ف ب