أمام ردود الفعل الواسعة النطاق، قررت بلدية مونكتون، كبرى مدن مقاطعة نيو/نوفو برونزويك في شرق كندا، التراجع، وسيتمّ أخيراً وضع المينوراه، وهي شمعدان يرمز للهوية اليهودية، أمام مقر بلدية المدينة، كما درجت عليه العادة كلّ عام منذ عام 2003.
فبعد ظهر اليوم، صوّت مجلس بلدية مونكتون بالإجماع على إلغاء قراره الأخير بعدم تثبيت هذا الشمعدان المتعدد الأفرع ومغارة الميلاد المسيحية أمام مقر البلدية.
وكان القرار الأساسي للمجلس البلدي قد أثار موجة من ردود الفعل تجاوزت حدود مونكتون. فقد جمعت عريضة، تمّ تقديمها يوم السبت، للمطالبة بإعادة الشمعدان قرابة 7.000 توقيع في يوميْن، ليس فقط من مونكتون ونوفو/برونزويك، بل من كلّ كندا وحتّى من خارجها.
وقالت عمدة مونكتون، دون أرنولد، إنّ الهدف من القرار الأساسي كان جعل المدينة أكثر حيادية في المسائل الدينية.من خلال نقل هذه الرموز الدينية (من أمام مقر البلدية)، أردنا أن تكون البلدية أكثر اشتمالاً لسكانها. من الواضح أننا لم نحقق هذا الهدف. لم يكن لدينا سوى نوايا حسنة، لكننا تصرفنا بسرعة كبيرة.
نقلا عن دون أرنولد، عمدة مونكتون
واعترفت العمدة أيضاً بـ’’الافتقار إلى التبصّر والتقليل من شأن عواقب مثل هذا القرار على سكاننا‘‘.
وأكّدت أنّ القرار الأساسي لم يكن دليلاً على عدم التعاطف مع الجالية اليهودية في المدينة.
واعتذر عدد من أعضاء المجلس البلدي من الجالية اليهودية مساء اليوم. وصفّق أفراد من الجمهور، حضروا اجتماع مجلس البلدية، بعد التصويت لصالح استئناف وضع الشمعدان أمام مقر البلدية.
وكان من بين الحضور إروين لامبرت، الرئيس السابق لكنيس ’’تيفريت يسرائيل‘‘ في مونكتون. وتناول الكلام في ختام اجتماع مجلس البلدية معرباً عن ارتياحه لتراجع البلدية عن قرارها.
’’لا أنسب أيّ نوايا سيئة إلى مجلس البلدية أو إلى العمدة. أعتقد أنه مجرد قرار سيء تمّ اتخاذه على عجل‘‘، قال لامبرت معلناً استعداده لطيّ صفحة هذه الحادثة.
ودعا لامبرت عمدةَ مونكتون والمجلس البلدي بأكمله للمشاركة في إضاءة المينوراه مساء الخميس بمناسبة بدء الاحتفالات بعيد الحانوكا (عيد الأنوار) اليهودي.