تسعى روسيا إلى خلق جيل جديد مؤيد لها، ويرفض الانفتاح على الغرب عبر المناهج الدراسية، وفي هذا السياق صرح وزير التعليم الروسي سيرغي كرافتسوف أنه سيتم إعادة دورة التربية العسكرية الأساسية في المدارس مرة أخرى، لتبدأ اعتبارا من العام الدراسي المقبل.
جاء ذلك في تصريحات للوزير عقب اجتماعه مع لجنة التحكيم الفخرية لجائزة المعرفة التعليمية، حيث تابع أنه يجري الآن الاستعداد حتى الأول من يناير، حينما سيتم “تجربة هذه الدورة”.
وكان من الواضح في وقت سابق، من خلال رد وزير التعليم على رئيس فصيل “روسيا العادلة-من أجل الحقيقة” سيرغي ميرونوف في مجلس الدوما الروسي، أن الوزارة تطور دورة تدريبية منفصلة للتربية العسكرية الأساسية في المدارس والكليات الروسية، وذلك لتدريب المواطنين على المعارف الأساسية في مجال الدفاع (بواقع 35 ساعة على مدى 5 أيام) وفق وكالة تاس.
تعليم الطلاب التعامل مع بندقية كلاشينكوف الهجومية
ستسمح الوحدة الجديدة المخصصة للتدريب العسكري الأولي لطلاب الصفين العاشر والحادي عشر “بتعلم كيفية التعامل مع بندقية كلاشينكوف الهجومية، وتقديم الإسعافات الأولية في المعركة ، ودراسة مبادئ تشغيل القنابل اليدوية وسوف يوفر المنهج تدريبًا أكثر شمولاً في أساسيات التدريب العسكري , كما تحدث العديد من المسؤولين الروس عن دعمهم لإضافة التدريب العسكري إلى مناهج الطلاب.
وقالت وزارة التعليم الروسية في استعراض للمنهج إن الدروس ستتضمن الأعمال “الروحية والمعنوية” المتعلقة باستخدام البنادق الهجومية للدفاع عن البلاد.
ولا يمثل هذا التطبيق الجديد للتدريب العسكري أول حالة للتدريب العسكري الإجباري، الذي تمارسه روسيا فقد تم إجراء أول تدريب عسكري شامل في أبريل 1918.
وكان التدريب العسكري في الحقبة السوفيتية؛ مطلوبًا لطلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عامًا، علاوة على ذلك، تم وضع جميع المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 عامًا على قائمة الخدمة ليتم استدعاؤهم لملء رتب الجيش الأحمر.
وذكرت الصحيفة الروسية “Moskovskij Komsomolets” في مقال نشرته بعنوان “تلاميذ المدارس سيتعاملون مع البنادق الهجومية”، أن الآباء الروس غير سعداء بالبرنامج الجديد، حسبما ما أفادت نيوزويك.
ومن خلال المقال الذي نشرته الصحيفة الروسية قالت غالينا، إحدى سكان موسكو للصحيفة: “يجب أن نعد أطفالنا، خاصة في المدرسة، ليس للحرب، ولكن لحياة سعيدة هادئة”.
وأضافت: “لا مكان للتدريب العسكري الأساسي، والتربية البدنية العسكرية في القرن الحادي والعشرين”.
وتشير المقالة إلى أنه عندما تكون الفصول الدراسية في مكانها الصحيح، سيتعين على تلاميذ المدارس تجميع وتفكيك بنادق هجومية بسرعة، كما سيكون لديهم تدريب على إطلاق النار ووضع أقنعة واقية من الغاز، حسبما ذكرت مجلة نيوزويك.
ويبدو أن جهود الكرملين في تغيير أفكار التلاميذ، بحسب خبراء ونشطاء، تمثل دفعة جديدة ومكثفة من جهود بوتين المستمرة لعسكرة المجتمع الروسي، وذلك مع جهود واضحة لمسؤولي نظامه في إقناع الشباب بأن الحرب على أوكرانيا كانت مبررة.
المصدر: أخبار الان