أثار إعلان رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو أمس استقالته من منصبه ردود فعل عديدة في أوساط السياسيين والمنظمات غير الحكومية ولدى مجتمعات السكان الأصليين. وفي حين سلّطت هذه الأخيرة الضوء على التقدم المحرز في المصالحة على مدى السنوات العشر الأخيرة، فهي أعربت أيضاً عن قلقها من حالة عدم اليقين السياسي التي تلوح في الأفق واحتمال فوز حزب المحافظين في الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة.
الزعيمة الوطنية لجمعية الأُمم الأُوَل (AFN / APN)، سيندي وُودهاوس نيبيناك، سارعت أمس إلى الإشادة بعمل ترودو في ملفات السكان الأصليين منذ وصوله إلى السلطة كرئيس حكومة فدرالية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.
’’كان رئيس الحكومة حليفاً لمصالحةٍ ذات معنى ووضَعَ معياراً جديداً يتعيّن على رؤساء الحكومة المقبلين تجاوزه‘‘، كتبت وُودهاوس نيبيناك في منشور على منصة ’’فيسبوك‘‘ للتواصل الاجتماعي.
خلال العقد الذي قضاه في السلطة، فعل جوستان ترودو لتحسين نوعية حياة الأمم الأُوَل أكثر من أيّ رئيس حكومة آخر في تاريخ هذا البلد.نقلا عن سيندي وُودهاوس نيبيناك، الزعيمة الوطنية لجمعية الأُمم الأُوَل
لكنّ وُودهاوس نيبيناك كانت أكثر انتقاداً في بيان صحفي، إذ قالت إنها لاحظت ’’تأخيرات كبيرة في تقدّم ملفات رئيسية‘‘ في الأشهر الأخيرة.
وأعربت عن أسفها بشكل خاص لعدم التزام حكومة ترودو بإعادة التفاوض بشأن إصلاح طويل الأجل لخدمات رعاية الأطفال، وللتأخير في تبني مشروع القانون ’’سي – 61‘‘ المتعلق بمياه الشرب للأمم الأُوَل.
وأضافت أيضاً الزعيمة الوطنية لجمعية الأُمم الأُوَل أنه من الآن ولغاية 24 آذار (مارس) المقبل، يجب على الحكومة أن ’’تحرص على أن تبقى القضايا الأساسية المتعلقة بالأمم الأُوَل ذات أولوية‘‘.
يُشار هنا إلى أنّ ترودو ذكر في إعلان الاستقالة أمس أنه طلب من حاكمة كندا العامة، ماري سايمون، تأجيل انعقاد البرلمان (prorogation) لغاية التاريخ المذكور أعلاه وأنها وافقت على طلبه.
من جانبها، حرصت جمعية الأُمم الأوَل في كيبيك ولابرادور (APNQL / AFNQL) على تسليط الضوء على ’’إرادة‘‘ ترودو للعمل ضمن شراكة مع الشعوب الأصلية خلال وجوده في السلطة، مهنئةً إياه على اعتماد حكومته قانون إعلان الأمم المتحدة لحقوق الشعوب الأصلية.
’’كانت تلك خطوة أولى نحو تجديد العلاقة مع الشعوب الأصلية‘‘، كتبت الجمعية على منصات التواصل الاجتماعي.
وشدّدت الجمعية على أنّه بعد استقالة ترودو ’’يجب أن تبقى العلاقات مع الأُمم الأُوَل من الأولويات في السنوات المقبلة، وبغضّ النظر عن الحزب (الحاكم في أوتاوا)‘‘.
من جهته، أقرّ التجمّع الوطني للخلاسيين (RNM / MNC) بأنّ ’’أمّة الخلاسيين شهدت تقدماً كبيراً‘‘ في عهد ترودو، ومن ضمن ذلك توقيع ’’الاتفاق بين كندا وأمّة الخلاسيين‘‘ في عام 2017.
والخلاسيون (Métis) شعب ينحدر من التزاوج الذي حصل بين رجال من الأوروبيين البيض، صائدي فراء فرنسيين بالدرجة الأولى، ونساء من السكان الأصليين. ويشكلون مع الأمم الأُوَل وشعب الإنويت سكانَ كندا الأصليين بموجب الدستور الكندي.
نقلاً عن موقع راديو كندا،