في مشهد مليء بالعاطفة، ألقى جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا السابق، خطابًا وداعيًا أمام حزبه الليبرالي، حيث ذرف الدموع بينما وجه رسالة أخيرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاء ذلك قبل أن يتولى مارك كارني، الرئيس الجديد للحزب الليبرالي ورئيس الوزراء القادم، زمام الأمور ويواصل المواجهة الكلامية مع ترامب، متهمًا إياه بـ”مهاجمة العمال والأسر والشركات الكندية.”
ترودو يودع بقلب مثقل
ترودو، البالغ من العمر 53 عامًا، أعلن استقالته بعد موجة من الاستقالات داخل حكومته في الأشهر الأخيرة من عام 2024.
خلال خطابه الوداعي، استخدم منديلًا لمسح دموعه بينما تحدث عن إنجازات حكومته على مدى العقد الماضي، قائلًا: “لا تسيئوا فهمي، أنا فخور بما حققناه خلال السنوات العشر الماضية. ولكن الليلة تتعلق بمستقبلنا كحزب وكدولة.”
وأشار ترودو إلى التهديدات الاقتصادية التي تشكلها الرسوم الجمركية الأمريكية التي يفرضها ترامب، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الاقتصاد الكندي. وأضاف: “كندا هي دولة ستقاتل عندما يتطلب الأمر ذلك. نحن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا.”
كارني يواصل المواجهة مع ترامب
من جهته، استهل مارك كارني، الرئيس الجديد للحزب الليبرالي ورئيس الوزراء القادم، عهده بتوجيه انتقادات حادة لترامب، متهمًا إياه بمحاولة “السيطرة على كندا بالقوة.”
وقال كارني: “الأمريكيون يريدون مواردنا ومياهنا وأرضنا. لكننا لن نسمح لهم بذلك.”
وأضاف كارني: “ترامب يهاجم العمال والأسر والشركات الكندية. لا يمكننا أن ندعه ينجح في ذلك.”
كما أشاد بالكنديين الذين وقفوا في وجه السياسات الأمريكية، قائلًا: “أنا فخور بأصوات الكنديين الذين يجعلون أصواتهم مسموعة ويؤثرون من خلال خياراتهم الاقتصادية.”
تصاعد التوترات التجارية
قبل تعيين خليفته، أعلن ترودو عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات أمريكية بقيمة 155 مليار دولار، كرد فعل على الرسوم الأمريكية المفروضة على كندا.
وقال ترودو: “هذا هو الوقت المناسب للرد بقوة وإظهار أن الصراع مع كندا لن يكون له منتصرون.”
من جانبه، واصل ترامب انتقاداته لكندا، مدعيًا أن الولايات المتحدة “تدعم كندا بمئات المليارات سنويًا”، واقترح أن تصبح كندا “الولاية الأمريكية الحادية والخمسين” لتجنب الرسوم الجمركية.
وقال ترامب: “نحن نحمي كندا، لكن هذا ليس عادلًا. إذا كان عليهم دفع تكاليفهم، فلن يتمكنوا من الاستمرار.”
كارني: قيادة جديدة في وقت حرج
يأتي تعيين كارني في وقت تشهد فيه كندا توترات تجارية وسياسية مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى استعداد البلاد لانتخابات عامة في الأشهر المقبلة.
كارني، الذي سبق أن ترأس بنك كندا وبنك إنجلترا، يتمتع بخبرة واسعة في إدارة الأزمات الاقتصادية، مما يجعله المرشح الأقدر على التعامل مع التحديات الحالية.
وخلال حملته الانتخابية، أكد كارني دعمه لفرض رسوم جمركية مماثلة على الولايات المتحدة، ودعا إلى استراتيجية منسقة لتعزيز الاستثمار والنمو الاقتصادي. كما انتقد النمو الاقتصادي الكندي تحت قيادة ترودو، ووصفه بأنه “غير كافٍ.”
مستقبل غير واضح
مع استعداد كندا لانتخابات عامة، تشير استطلاعات الرأي إلى أن أيًا من الحزب الليبرالي بقيادة كارني أو حزب المحافظين بقيادة بيير بوليفير لن يتمكن من تشكيل حكومة أغلبية.
ومع ذلك، فإن التوترات مع الولايات المتحدة والتصريحات العدائية لترامب قد أعادت إحياء حظوظ الحزب الليبرالي، الذي كان يتخلف في الاستطلاعات قبل أشهر قليلة.
مهاجر إعلم أكثر