أمام تعليقات معارِضة من وزيرة الهجرة في مقاطعة كيبيك وبعض أحزاب المعارَضة في مجلس العموم، أراد رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو أمس توضيح كلامه بشأن ’’قدرة‘‘ ثانية كبريات مقاطعات كندا على استقبال ما يصل إلى 112.000 مهاجر سنوياً.
ففي مقابلة نهاية السنة مع وكالة الصحافة الكندية (PC / CP)، كان ترودو قد ذكر هذا الرقم في ردّه على سؤال حول هذا الموضوع.
’’تملك كيبيك حالياً القدرة الكاملة لاستقبال 112.000 مهاجر سنوياً. (…) هذه معاينة‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية يوم الاثنين.
ويمثل هذا الرقم 22,3% من الـ500.000 مهاجر الذين أعلنت حكومة ترودو مؤخراً أنها تنوي استقبالهم سنوياً بحلول عام 2025. وتمثل النسبة ما يشكله سكان كيبيك من أصل إجمالي سكان كندا.
ويوم أمس أراد ترودو توضيح كلامه خلال فترة الأسئلة في مجلس العموم، بعد أن اتهمه حزب المحافظين، الذي يشكل المعارضة الرسمية، وحزبُ الكتلة الكيبيك بالتدخل في قرار حكومة كيبيك بشأن تحديد عدد المهاجرين إلى مقاطعتها.
’’لم اقترح أرقاماً لكيبيك‘‘، قال ترودو، ’’أقررتُ بأنّ لكيبيك القدرة على زيادة عدد المهاجرين إليها إن هي أرادت ذلك. تتمتع (سلطات كيبيك) بهذه الصلاحيات لأننا ندرك أهمية كيبيك في حماية اللغة الفرنسية والأمّة الكيبيكية‘‘.
ثم استدرك قائلاً ’’أنا لا أوصي به أيضاً (عدد المهاجرين 112 ألفاً)‘‘.
’’هذا قرار عائد لكيبيك ونحن نحترم الصلاحيات على هذا المستوى‘‘، أضاف ترودو بشأن تحديد عدد المهاجرين، خلال فترة الأسئلة.
وفي حديثه مع الصحفيين، فسّر النائب بيار بول هاس، من حزب المحافظين، كلامَ رئيس الحكومة الفدرالية عن ’’112 ألف مهاجر‘‘ على أنه ’’توجيه‘‘ إلى سلطات كيبيك. وبول هاس هو المسؤول عن نواب كيبيك في حزب المحافظين.
’’السيد ترودو يقول: ’يمكن استقبال ما يصل إلى 112.000 مهاجر (سنوياً) في كيبيك‘. حكومة كيبيك تقول: ’لا. أجرينا الحساب ووجدنا أنه لاستقبال المهاجرين بالشكل الصحيح، العدد هو 50.000 (سنوياً)‘. إذن، يبذل السيد ترودو، بشكل غير مباشر، شكلاً من أشكال الجهد لفرض عدد من المهاجرين لكيبيك، وهو ما نعتقد أنه لا ينبغي له القيام به‘‘، قال بول هاس.
زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه يعتقد هو الآخر أنّ رئيس الحكومة الليبرالية يريد فرض رؤيته.
ويرى بلانشيه، الذي يدعم حزبُه فكرة استقلال كيبيك عن الاتحادية الكندية، أنّ حكومة ترودو في وضع سيئ للتحدث عن عدد المهاجرين بسبب التأخير المسجَّل لديها في معالجة ملفات الهجرة.
ودعا بلانشيه ترودو إلى ’’معاودة القيام بواجباته وترك كيبيك تدير شؤون الهجرة واللغة الفرنسية‘‘ لديها.
وكانت وزيرة الهجرة والفرنَسَة والاندماج في حكومة فرانسوا لوغو في كيبيك، كريستين فريشيت، قد كتبت في تعليق إلى وكالة الصحافة الكندية أنّ لدى كيبيك ’’تحدياً مزدوجاً، فريداً من نوعه في كندا‘‘، وهو معالجة نقص العمالة وفي الوقت نفسه إيقاف تراجع اللغة الفرنسية، ’’وهو ما يبدو أنّ السيد ترودو لا يزال غير حسّاس تجاهه‘‘.
’’يعود الأمر لكيبيك، ولكيبيك وحدها، في تحديد عدد المهاجرين إليها‘‘، أضافت الوزيرة في حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك (’’كاك‘‘ CAQ).
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)