ما إن أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته في فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية حتى بدأت تتصاعد دعوات مقاطعة المنتجات الأمريكية أو على الاقل تفضيل السلع الكندية عند شراء ما يحتاجه المستهلك.
وهكذا، عاود اليوم الخميس رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو حثّه للكنديين على تفضيل المنتجات الكندية حيث قال ’’إنه دائماً الوقت المناسب لشراء المنتجات الكندية، خاصة مع تعليق ضريبة السلع والخدمات التي تسري حتى 15 فبراير/شباط‘‘.
وأطلق البعض على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة بعض المنتجات الأميركية وتشجيع المشتريات المحلية، رغم تعليق الرئيس الأمريكي لقرار فرض الرسوم الجمركية لمدّة 30 يوماً.
ويرى رئيس حكومة مقاطعة كيبيك، فرانسوا لوغو، على سبيل المثال أنّ مواصلة المقاطعة رغم تعليق الرسوم هو ’’اختيار شخصي.‘‘
وأوضح أنّه ’’من المؤكد أن شراء المنتجات من كيبيك ليس خطأ. عندما نقوم بشراء المنتجات الكيبيكية، فإننا نشجع العمال الكيبيكيين. لذا، فهذا ليس خطاً على الإطلاق، ولكن في نفس الوقت، هذا خيار شخصي.‘‘
وتحدّث القسم العربي لِراديو كندا الدولي مع بعض رواد المحلات في منطقة مونتريال الكبرى لجسّ نبض زبائنها عندما يوزرونها لشراء محتاجاتهم.
وفي حديث مع راديو كندا الدولي، يقول حسن الذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملاً إنّه منذ الإعلان عن الرسوم الأمريكية غيّر طريقة تسوّقه.
بعد إعلان رسوم ترامب على المنتجات الكندية بدأت في تفضيل المنتوج الكندي.نقلا عن حسن، مقيم في مونتريال
وأضاف الرجل المولود في لبنان والذي هاجر إلى كندا منذ ست سنوات، أنّه لا يظنّ أنّ الرئيس دونالد ترامب سيطبّق هذه الرسوم الجمركية بعد انقضاء فترة 30 يوماً.
وأكّد أنّ تعليق القرار لم يجعله يتخلّى على تفضيل المنتوج الكندي عندما يكون مُتاحاً. ويعتقد أنّ المقاطعة ستجعل الرئيس الأمريكي يتراجع عن قراره.
وعن سؤال حول شرائه لمشروب لعلامة تجارية أمريكية، أوضح أن المشروب ’’حقيقة علامة تجارية أمريكية لكنّه مصنوع في كندا‘‘.
ومن جانبه، يقول عماد الذي يقيم في كندا منذ خمسة أشهر وهو مهاجر من الجزائر إنّه ليس من الصعب التعرف على مصدر المنتوج وهل هو مصنوع في الولايات المتحدة أو في كندا.
يكفي أن تقرأ ما هو مكتوب على الغلاف لتعرف مصدر السلعة، لكنّني لم أبدأ بعد في تفضيل المنتوج الكندي.نقلا عن عماد، مقيم في مونتريال
ويعتقد هذا الأب أنّ الرئيس الأمريكي لن يطبّق الرسوم الجمركية التي توعّد بها جارته الشمالية كندا.
وقال عبد الهادي، وهو من مواليد المغرب، إنه ليس من السهل التعرّف على مصدر المنتوج رغم المعلومات المكتوبة على الغلاف.
اختيار المنتوج الكندي
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يتمّ تداول الوسم (#BuyCanadian) من طرف بعض المؤثرين لحثّ الكنديين على شراء المنتوج الكندي أو حتى مقاطعة السلع الأمريكية.
ويمكن أيضا متابعة موقع (Madeinca.ca) الذي أُنشئ من طرف مراهق مع أبيه من مقاطعة أونتاريو في عام 2018، كما ذكرت صحيفة ’’غلوب أند مايل‘‘. ويسمح هذا الموقع بمعرفة بلد مصدر المنتوج.
وينصح سيلفان شارلوبوا، مدير مختبر التحليل الغذائي في جامعة دلهاوزي في هاليفاكس، بما يلي: ’’أولاً، يجب البحث على ورقة القيقب على المنتوج. يخبرنا ذلك إما أنه صُنع في كندا أو أنه تم إعداده في كندا. وإذا تم تصنيع المنتج في كندا، فهذا يعني أن المكونات كندية.‘‘
وبحسب سيلفان شارلوبوا، فإن هذا يمثل حوالي 10% من المنتجات. ’’وإلا فليس هناك إجماع حول ما يشكل منتجاً محلياً.‘‘
وأعطى سيلفان شارلوبوا مثالاً على زبدة الفول السوداني من علامة ’’كرافت‘‘ التي تنتجها شركة أمريكية في كندا باستخدام الفول السوداني الأمريكي.
’’بالنسبة لبعض الناس، إنه منتج أمريكي، وبالنسبة للآخرين فهو منتج كندي. يجب إذن النظر إلى الملصقات على الأغلفة‘‘، كما أضاف.
وعن جدوى المقاطعة في حرب الرسوم الجمركية هذه، يقول جوليان مارتن، الأستاذ في قسم الاقتصاد بجامعة كيبيك في مونتريال، ’’إن المقاطعة هي رد فعل منطقي على السياسات العدوانية للإدارة الأميركية. إنها ردّ فعل حتى لا نبقى مكتوفي الأيدي بشأن ما يحدث.‘‘
ويضيف أنه على الرغم من أن المقاطعة لا تتمتع بفعالية اقتصادية قوية، إلا أنها فعالة على المستوى الرمزي حيث ’’تتحدث عنها الصحف ووسائل الإعلام، ونتحدث عن ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي.‘‘
وبلغ حجم التبادلات التجارية بين كندا والولايات المتحدة 1.300 مليار دولار سنويّاً ،أي ما يعادل 3,6 مليار دولار يوميا.
وحسب غرفة التجارة الكندية، فإنّ 2,3 مليون وظيفة في كندا مرتبطة بالصادرات إلى الولايات المتحدة.
(مع معلومات من موقع راديو كندا)