يحتضن ’’سوق بونسوكور‘‘ (Marché Bonsecours) في مونتريال معرضاً للصور الفائزة بجائزة ’’وورلد بريس فوتو‘‘ (World Press Photo) لعام 2023.
ويمكن للجمهور الاطّلاع على 24 عملا فوتوغرافيا فائزا على المستوى القاري، فاز أربعة منها على المستوى العالمي.
تطرّقت هذه الأعمال لأزمة المناخ والمجتمع وتأثير الحرب على المدنيين وأهمية التصوير الصحفي في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لمنظَّمة ’’وورلد بريس فوتو‘‘، سلّطت الأعمال الفائزة الضوء على أحداث إخبارية كبرى ولحظات مهمة تجاهلتها وسائل الإعلام الرئيسية في عام 2022.
وتطرّقت إلى بعض القضايا الأكثر إلحاحاً التي تواجه العالم اليوم بدءاً بتوثيق الحرب في أوكرانيا والاحتجاجات في إيران إلى واقع أفغانستان تحت سيطرة حركة طالبان والأوجه المتعددة لأزمة المناخ في بلدان مختلفة كالمغرب وأستراليا والبيرو وكازاخستان.
وتمّ اختيار الصور الفائزة من قبل لجنة تحكيم مستقلة من بين أكثر من 60.000 صورة قدّمها 3.752 مصوّراً من 127 دولة.
وفي بيان، قال برنت لويس، رئيس لجنة التحكيم العالمية، ومحرر صور في صحيفة نيويورك تايمز إنّ ’’أعمال الفائزين الأربعة [على المستوى العالمي] تمثّل أفضل الصور والقصص المتعلّقة بأهم المواضيع وأكثرها إلحاحاً لعام 2022. كما أنها تساعد على مواصلة تقليد ما يمكن فعله بالتصوير الفوتوغرافي، وكيف يساعدنا هذا الأخير على رؤية عالمية الوضع الإنساني.‘‘
وفي حديث مع راديو كندا الدولي، أوضحت الممثلة الكيبيكية، ماغالي ليبين-بلاندو، المتحدثة باسم المعرض أنّ سكّان مونتريال محظوظون لأنّهم يعيشون في مدينة تتّسم بديناميكية ثقافية متميّزة.
يستقبل معرض ’وورلد بريس فوتو’ (نافذة جديدة) الزوار خلال ستة أسابيع وهذا دليل على تميُّز مونتريال ثقافياً. وأنا فخورة بهذا.
نقلا عن الممثلة الكيبيكية، ماغالي ليبين-بلاندو، المتحدثة باسم المعرض
وأضافت أنّها قبلت مهمة المتحدّثة باسم المعرض لأنها تعوّدت على حضوره منذ سنّ مبكّرة حيث ’’كنت أرافق أبي منذ النسخة الأولى التي تعود إلى 16 سنة إلى الوراء.‘‘
وأعطى منظمو المعرض فرصة لمغالي ليبين-بلاندو لعرض صور قامت بإنجازها خلال رحلات قامت بها عبر 15 بلدا من بينها المغرب وتركيا.
وتُعرض الصور الفوتوغرافية على هامش المعرض في جناح مخصّص لأعمال أخرى مثل تلك التي أنجزها الفائزون بـ’’جوائزأنطوان ديزيليه‘‘ (Prix Antoine Desilets ) التي تقدّمها الجمعية المهنية للصحفيين الكيبيكيين (Fédération professionnelle des journalistes du QuébecFPJQ).
وفاز المصوّر الأوكراني إيفغيني مالوليتكا البالغ من العمر 36 سنة بجائزة أفضل صورة فوتوغرافية لعام 2023 عن صورة التقطها بعد غارة جوية على مستشفى ماريوبول بأوكرانيا.
وتُظهر الصورة امرأة حامل، إيرينا كالينينا، تبلغ من العمر 32 سنة محمولة على نقالة بين الركام . ووضعت مولودها ميّتا قبل أن تفارق الحياة هي أيضا.
وأوضحت لجنة التحكيم لجائزة ’’وورلد بريس فوتو‘‘ أنّ ’’هذه الصورة تجسد عبثية ورعب الحرب. إنها تمثّل بصفة دقيقة أحداث العام والدليل على جرائم الحرب المرتكبة من طرف القوات الروسية ضد المدنيين الأوكرانيين. وتظهر الصورة كحقيقة تاريخية مؤلمة للغاية وتسلط الضوء على مقتل الأجيال القادمة من الأوكرانيين. ومن خلال إعطاء الصورة هذه المنصة، فإن لجنة التحكيم تأمل أن يعترف العالم بالحقائق التي لا تطاق لهذه الحرب و أن يهتمّ بمستقبل أوكرانيا.‘‘
ومن جانبها قالت ماريكا كوكروفسكي، محافظة المعارض في مؤسسة ’’وورلد بريس فوتو’’ التي يقع مقرّها في أمستردام بهولندا والتي حضرت افتتاح معرض مونتريال إنّه ’’ليس من السهل نفسياً على المصوّرين مثل إيفغيني مالوليتكا أن يفوزوا بجائزة في مثل هذه الظروف المأساوية.‘‘
وذكرت أنّ المصوّر عند قبوله الجائزة قرأ رسالة كتبها مع زوج إيرينا كالينينا قال فيها إنّ ’’هذه الجائزة لروح إيرينا ولشعب أوكرانيا.‘‘
وحصلت مجموعة الصور التي تحمل عنوان ’’ثمن السلم في أفغانستان‘‘ (The Price of Peace in Afghanistan (نافذة جديدة)) على جائزة أحسن سلسلة صور لعام 2023. وهي من تصوير المصور الدنماركي مادس نيسن.
ووفقاً للجنة التحكيم، تعكس هذه السلسلة من الصور الفوتوغرافية بطريقة موجزة آثار استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان.
توفر كل صورة معلومات جديدة، تبلغ ذروتها في مجموعة شاملة من تسع صور قوية.
ويوضح المشروع ’’إخفاقات المغامرة الأمريكية في أفغانستان ليعطينا نظرة شاملة حول كيفية تأثير هذه الإخفاقات أثرت على الناس‘‘، كما قالت لجنة التحكيم..
ولاحظت لجنة التحكيم أن هذا ’’عمل استثنائي حقاً خاصة أنه يغطي العديد من طبقات الحياة المختلفة في ظل حكم طالبان.‘‘
ومن العالم العربي، فاز المصور الفوتوغرافي المصري محمد مهدي (نافذة جديدة) بجائزة الصيغة الحرة عن عمله الذي يحمل عنوان ’’هنا، الأبواب لا تعرفني‘‘ (Here, The Doors Don’t Know Me (نافذة جديدة)).
وتميّز هذا المشروع المُنجز على الويب ’’باستعماله مجموعة الأدوات المتاحة على الانترنت لسرد قصة فريدة عن مجتمع من صيادي الأسماك في الإسكندرية‘‘، كما قالت لجنة التحكيم.
وربط المصور بين الصور والتسجيلات الصوتية والنصوص المكتوبة بخط اليد والخرائط والرسومات ’’ما رفع أكثر من مستوى الاختيار الجيّد للصور الفوتوغرافية.‘‘
وأُعجبت لجنة التحكيم ’’بالبحث الشامل الذي أجراه المصور والتفاعل مع الصور، مما أعطى قصة شاملة وأعطى الجمهور الفرصة لتصور القضية المطروحة والتفاعل معها.‘‘
ومن المغرب، فاز المصور محمّد كيليتو بجائزة جهوية عن قارة إفريقيا في فئة مشاريع طويلة الأمد بمجموعة من الصور تحمل عنوان ’’قبل الاندثار‘‘ (Before it’s gone). (نافذة جديدة)
وتصوّر مجموعة الصور هذه التأثيرات المتنوعة لأزمة المناخ على مجتمعات الواحات في المغرب.
وحسب لجنة التحكيم، ’’تمّ تنفيذ الصور بعناية دقيقة وبشكل جميل حيث تمّ تصوير زحف الصحراء على المساكن. وفي الوقت نفسه، أكّد المصور على الطبيعة المحدودة لبيئات الواحات التي قد تختفي في المستقبل القريب للأبد.‘‘
ومن بين الأعمال المعروضة على هامش المعرض، عرضت المصورة الفوتوغرافية الكيبيكية جوستين لاتور مجموعة صور تحمل عنوان ’’القراءة بين السطور‘‘ في إطار شراكة مع’’مؤسسة محو الأمية‘‘ (Fondation pour l’alphabétisation) (نافذة جديدة) في مقاطعة كيبيك.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضحت أنّ هذا المشروع تمثّل في أخذ صور لأشخاص تمكّنوا من مواصلة دراستهم بعد أن انقطعوا عنها في مراحل مبكّرة من حياتهم.
وتمّ اختيارهم ’’لعزيمتهم وإرادتهم ومثابرتهم في مشروع عودتهم إلى المدرسة‘‘، كما أضافت.
وأعطت مثالا بتسنيم وهي لاجئة سورية لم تُتح لها الفرصة لإتمام تعليمها الابتدائي حيث اضطرت إلى الانتقال إلى لبنان بسبب الحرب في سوريا.
وبمساعدة مؤسسة محو الأمية، بدأت هذه الشابة البالغة من العمر 23 سنة في تعلّم اللغة الفرنسية.
ولم تجد صعوبة في تصوير هؤلاء الاشخاص، كما أوضحت.
قمنا بتصوير الأشخاص في الأماكن التي كانوا يدرسون فيها أوفي منازلهم ما جعل التصوير خاليا من القلق أوالتردّد.
نقلا عن المصورة الفوتوغرافية جوستين لاتور.
وللإشارة، فقد تأسست مسابقة ’’وورلد بريس فوتو‘‘ في سنة 1955 من طرف مجموعة من المصوّرين الفوتوغرافيين الهولنديين.
وفي 2021 تمّ تعيين اللبنانية جمانة الزين الخوري مديرة تنفيذية لمؤسسة ’’وورلد بريس فوتو‘‘.