تستعد قوات الأمن في العاصمة الفرنسية باريس لخروج مظاهرات اليوم الأحد للاحتجاج على غلاء المعيشة، كما يواصل العمال في مصافي التكرير إضرابهم عن العمل طلبا لزيادة الأجور، وأدى الإضراب إلى وقوف طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود.
وتتوقع قوات الأمن خروج نحو 30 ألف متظاهر اليوم، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مسؤول في جهاز الشرطة أن السلطات الأمنية تتخوف من اضطرابات يثيرها أنصار تيار أقصى اليسار خلال احتجاجات اليوم.
ومظاهرات اليوم المرتقبة دعا إليها تيار اليسار المعارض لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، ويقول الداعون للمظاهرات إن الاحتجاج يأتي أيضا للتنديد بعجز الحكومة عن معالجة ملف التغير المناخي.
وكان زعيم تيار أقصى اليسار جون لوك ميلونشون (وهو زعيم حزب “فرنسا الأبية”) يخطط لتنظيم الاحتجاجات قبل بدء إضراب عمال المصافي، ولكن الداعين لمظاهرات اليوم يريدون الاستفادة من الزخم المرتبط بهذا الإضراب.
غلاء لا يطاق
وتقول النائبة البرلمانية عن حزب “فرنسا الأبية” مانون أوبري “ارتفاع الأسعار لا يطاق، إن الأمر يتعلق بأكبر تراجع للقدرة الشرائية للفرنسيين منذ 40 عاما”، وتضيف أوبري أنه حان الوقت لكي يستقطع من كبريات الشركات الفرنسية جزءا من الأرباح التي حققتها لصالح المواطنين الذين يعانون لسد حاجاتهم.
وتأتي احتجاجات باريس المنتظرة في وقت يواصل فيه العمال في مصافي التكرير إضرابا عن العمل إثر الإخفاق في التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة الأجور مع نقابة العمال المضربين.
وتوقفت 4 مصافي من أصل المصافي السبع الموجودة في فرنسا عن العمل، فضلا عن مستودع للوقود جراء إضراب العمال.
كما لوحت بعض النقابات المضربة في المنشآت النووية التابعة لشركة الكهرباء الفرنسية بتصعيد إضرابها وتوسيعه، ليشمل الإبطاء في وتيرة عمل المفاعلات المستغلة حاليا في إنتاج الكهرباء.
وتولد فرنسا نحو 70% من طاقتها الكهربائية من 56 مفاعلا نوويا، لكن 30 مفاعلًا متوقفة حاليا، إما لأعمال الصيانة الروتينية أو بسبب التآكل في بعض أنظمة التبريد في حالات الطوارئ.
والعمال في العديد من المحطات النووية حيث تم إغلاق المفاعلات من أجل الصيانة مضربون.
وإضراب عمال بعض المحطات النووية جزء من نزاع أوسع على الأجور في قطاع الطاقة الفرنسي.