في أخطر تصعيد للعنف في المنطقة منذ حرب العام الماضي تواصل إسرائيل شن غارات في غزة لليوم الثاني على التوالي، فيما يستمر إطلاق الصواريخ على إسرائيل من القطاع، وسط مخاوف من اندلاع حرب جديدة، فيما تسعى مصر للتوسط مجددا.
شنت إسرائيل ضربات جوية في غزة اليوم السبت (السادس من آب/أغسطس 2022) بينما واصلت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل أنها اضطُرت لإطلاق عملية “استباقية” في قطاع غزة ضد حركة الجهاد الإسلامي، مشددة على أن المجموعة كانت تخطط لهجوم وشيك بعد أيام من التوتر عند حدود غزة.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة التي تديرها حركة حماس الإسلامية أن عشرة أشخاص قتلوا في القصف الإسرائيلي، بينهم فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، بينما أصيب 79 شخصاً بجروح، فيما قال الجيش الإسرائيلي إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 15 مسلّحاً فلسطينياً.
وكثفت إسرائيل صباح اليوم عملياتها ضد حركة الجهاد الإسلامي التي تتحرّك بشكل مستقل في أحيان كثيرة رغم تحالفها مع حماس. وذكرت مصادر فلسطينية أن فلسطينيا قتل في استهداف إسرائيلي لأرض زراعية على أطراف خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما أصيب عدد أخر. وأوضحت المصادر أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت عددا من المواقع في غزة وخان يونس جنوب القطاع ووسط وشمال القطاع ما أدى إلى تدميرها، واشتعال النيران فيها وإلحاق أضرار بمنازل قريبة منها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال 19 شخصاً قال إنهم عناصر في الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، إضافة إلى توقيف شخص آخر.
وأكدت إسرائيل والجهاد الإسلامي على حد سواء مقتل القيادي البارز في الحركة تيسير الجعبري في ضربة استهدفت مبنى غرب مدينة غزة الجمعة. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن القصف الإسرائيلي كان بمثابة “إعلان حرب” قبل أن تطلق وابلا من الصواريخ باتّجاه إسرائيل.
وتواصل إطلاق الصواريخ من جهة والقصف الإسرائيلي من جهة أخرى صباح السبت، ليثير المخاوف من احتمال تكرار حرب أيار/مايو 2021 التي استمرت 11 يوما وأدت إلى دمار كبير في غزة بينما أجبرت العديد من الإسرائيليين على الاختباء في الملاجئ.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في خطاب متلفز الجمعة ان “إسرائيل لا تسعى إلى نزاع أوسع في غزة، لكنها لن تخشى من حصول ذلك”.
ودوت أصوات صفارات الإنذار في أنحاء جنوب إسرائيل لكن من دون صدور أي تقارير فورية عن سقوط ضحايا أو وقوع أي أضرار كبيرة، علما أن منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية اعترضت العديد من الصواريخ. وحض مسؤولون في المناطق الحدودية السكان على البقاء قرب الملاجئ التي فتحت أيضا في تل أبيب.
وقال مسؤولون مصريون لفرانس برس في غزة إن مصر، التي تعد وسيطا تاريخيا بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة، تسعى للقيام بدور الوساطة هذه المرة أيضا وقد تستقبل وفدا من حركة الجهاد الإسلامي في وقت لاحق اليوم.
وخاضت حماس وفصائل فلسطينية أخرى متحالفة معها أربع حروب مع إسرائيل منذ سيطرت على غزة عام 2007، بما في ذلك حرب أيار/مايو العام الماضي.
وتعتبر معظم الدول الغربية حركتي حماس والجهاد الإسلامي منظمتين إرهابيتين.
وانطلقت دوامة العنف بين إسرائيل والجهاد الإسلامي عام 2019 بعدما قتلت الدولة العبرية بهاء أبو العطا، الذي حل الجعبري مكانه. وتبادل الطرفان إطلاق النار على مدى عدة أيام من دون أن تشارك حماس في المعارك.
خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)