ذبُلت ’’الوردة‘‘ وأسلم ’’الشيطان الأشقر‘‘ الروح، وإلى مثواه الأخير رافقه الزعماء وكبار الشخصيات لا سيما رفاق الدرب في الرياضة التي اقترن اسمه بها وكانا صنوان، ’’غي داميان لافلور وداعاً ‘‘، قال الشعب الكندي بأسره من الهادي إلى الأطلسي.
ودّعت كندا باسرها، في جنازة وطنية رسمية مهيبة أحد أبطال لعبة الهوكي الأكثر شهرة غي لافلور ابن مدينة صناعة الورق تورسو في جنوب غرب مقاطعة كيبيك، التي خلدت على أوراق مصانعها اسم ابنها البار بحروف من ذهب.
وصل موكب التشييع قبل الحادية عشرة صباح اليوم إلى كاتدرائية Marie Reine Du Monde في وسط مدينة مونتريال. وحمل النعش المغطى بعلم فريق الـ كناديان نجلا الفقيد مارتن ومارك لافلور مع أربعة من المحاربين القدامى. هذا وتقلّد رفيق دربه اللاعب السابق في فريق الـ كناديان أيضا بيار بوشار كل الأوسمة والميداليات التي أحرزها من لقّب بالشيطان الأشقر لمهارته وحنكته وخفته على الجليد.
كانت أولى الكلمات لرئيس أساقفة مونتريال المونسنيور كريستيان ليبين، توّجه بها إلى زوجة الفقيد ليز ونجليه.
تتالت بعد ذلك الشهادات والكلمات من رفاق دربه في اللعبة التي عشقها وطبعت حياته كلها. كذلك أشاد نجله مارتن لافلور ’’بأب استثنائي ورجل متواضع ومثابر، اعتنى دائما بأسرته على الرغم من التزاماته العديدة‘‘.
دأب والدي على الاهتمام بالجميع. حتى بالأشخاص الذين لا يعرفهم.
نقلا عن مارتن غي لافلور
ويتابع المتحدث ’’لم يكن والدي شخصا مثاليا، ولكنه فعل كل ما في وسعه من أجل أن نكون سعداء ولا ينقصنا شيء. أعطى كل شيء لعائلته وأنصاره في الهوكي. حقق والدي ذاته عبر عشقين في حياته: لعبة الهوكي وقيادة طائرة الهليكوبتر. شكرا لك والدي على كل القيم التي نقلتها إلينا، نحن نحبّك‘‘.
أسرة فريق الهوكي الكندي الوطني، من قدامى ومعاصرين، عبّرت عن حزنها الشديد بفقدان ’’هذا البطل الوطني‘‘، و’’الوحش المقدّس‘‘ لأقرانه، ناعين الفراغ الكبير الذي سيتركه في نفوسهم رحيل من ترك بصماته ليس في أسرة فريق الهوكي فحسب بل إنما أيضا في كل العائلات الكيبيكية والكندية بأسرها.
رئيس الوزراء الكندي وزوجته على رأس المشاركين في الجنازة الرسمية
عند وصولهما إلى الكاتدرائية، قال جوستان ترودو وزوجته صوفي غريغوار ’’إنه من المهم في هذا اليوم، شكر غي لافلور، ليس على كل ما حققه كرياضي فحسب، بل إنما أيضا شكره على إنسانيته العميقة‘‘.
كان في خدمتنا جميعاً، كيبيكيين وكنديين، إنني جد متأثر بمسيرة حياته. إنه يوم لنفكر في كل ما قدّمه لنا وفي كل الطرق التي يواصل بها في إلهامنا.
نقلا عن رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو
بدوره أعرب رئيس حكومة كيبيك فرنسوا لوغو عن عرفان بالجميل للاسطورة الكندية.
كان غي لافلور معبود أمة بأكملها، نقول له شكرا على كل الفخر الذي قدمه لنا. كم يثلج صدورنا أن يقال إن أحدنا، من بيننا، كان أفضل لاعب هوكي في العالم، إنه يستحق تماما هذا التشييع الوطني الحاشد.
نقلا عن رئيس حكومة كيبيك فرنسوا لوغو
في الحضور الرسمي أيضا (نافذة جديدة)وزيرتا الرياضة في حكومة كيبيك إيزابيل شاريه وفي الحكومة الكندية الفيدرالية باسكال سانت-أونج، ورئيسة حكومة كيبيك السابقة بولين ماروا.
رقم الحظ كان 10
ولد غي داميان لافلور في 20 أيلول / سبتمبر 1951 (نافذة جديدة) في تورسو وتوفي بعد صراع مع مرض السرطان يوم 22 نيسان / أبريل 2022. له أربع شقيقات وهو الابن الوحيد لريجان وبياريت لافلور.
بعمر الـ 5 سنوات، تلقى غي أول حذاء تزلج وكذلك العصا التي تستخدم في لعبة الهوكي، وكان يتمرن كل فصول الشتاء على اللعبة في الباحة الخلفية لمنزل العائلة.
سينتظر غي لافلور حتى بلوغ سن السابعة للحصول على كافة لوازم الهوكي.
كل ما أعرفه هو أنني عندما بلغت سن السابعة تقريباً، كنت آخذ لعبة الهوكي على محمل الجد، ما لم يكن حال العديد من رفاقي من سني في ذلك الوقت.
نقلا عن يقول غي لافلور بلسانه في كتاب بعنوان ’’أسود الشتاء‘‘ صادر في العام 1987
صاحب القميص الرقم 10 داخل فريق الـ كناديان، كان أحد لاعبي الهجوم الأكثر حنكة لكل العصور، وتمرّس وتطور في لعبة الهوكي في شكل خاص داخل هذا الفريق الوطني Les Canadiens De Montreal.
بالأرقام، شارك غي لافلور في 728 موسما عاديا للعبة الهوكي حقق فيها 246 1 نقطة. في موسم العام 1976- 1977 حقق لافلور رقما قياسيا لفريقه في إحراز أكبر عدد من النقاط في موسم عادي واحد للهوكي وبلغ مجموع النقاط 136. في هذا الإطار يذكر أن ترتيبه يأتي في المرتبة الثانية بعد لاعب الهوكي الذائع الصيت موريس ريشارد، هدّاف الـ كناديان الأول.
غي لافلور عضو في ’’مجلس الاستحقاق الكندي‘‘ وهو أرقى تمييز يتوّج به الكنديون النخبويون كما أنه عضو في المجلس ذاته على مستوى مقاطعة كيبيك،
خلّد اسم غي لافلور في بانتيون مشاهير لعبة الهوكي (نافذة جديدة) عام 1988 وبانتيون مشاهير الرياضة الكندية (نافذة جديدة).