أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا الجمعة أنهم يعملون على تحويل مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا إلى “حصن” فيما تواصل روسيا إجلاء السكان منها بمواجهة تقدم قوات كييف.
واتهم نائب مسؤول منطقة خيرسون الذي عينته روسيا كيريل ستريموسوف الجمعة القوات الأوكرانية بقتل أربعة أشخاص بقصف جسر أنتونوفسكي على نهر دنيبر والذي يستخدم لعمليات الإجلاء. وأضاف على تلغرام أن “مدينة خيرسون، مثل حصن، تعد دفاعاتها”.
وبث التلفزيون الروسي صورا لسيارة متضررة وازدحام مروري للمركبات التي تنتظر عبور النهر.
وسرعان ما نفى الجيش الأوكراني استهداف المدنيين. وقالت المتحدثة باسم ناتاليا غومينيوك “نحن لا نقصف البنى التحتية الأساسية، ولا نقصف البلدات المسالمة والسكان المحليين”.
وحضت القوات الموالية لروسيا المدنيين على الانتقال إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر بينما تشن القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا في منطقة خيرسون التي ضمتها موسكو مؤخرًا. وتخطط الإدارة الموالية لروسيا لإجلاء ما بين 50 و60 ألف شخص في غضون أيام قليلة.
وزيرا الدفاع الروسي والأميركي يتحادثان بدون أمل في حصول انفراج
أجرى وزيرا الدفاع الأميركي لويد أوستن والروسي سيرغي شويغو اتصالا الجمعة لأول مرة منذ اشهر، فيما أكدت واشنطن في هذه الاثناء أنما لا تلمس أي نية لدى الكرملين في خوض نقاش يهدف إلى وقف الحرب في أوكرانيا.
وشدد أوستن خلال هذه المكالمة الهاتفية النادرة على “أهمية إبقاء قنوات التواصل” في وقت يخشى الغرب دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سباق نحو استخدام السلاح الذري في حربه في أوكرانيا، وفق ما أفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
ولم يكشف البنتاغون تفاصيل إضافية عن الحديث، لكن وزارة الدفاع الروسية أوضحت في وقت سابق أن الوزيرين ناقشا “قضايا راهنة عدة تتصل بالأمن الدولي، من ضمنها الوضع في أوكرانيا”.
كما تحدث أوستن إلى وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف وأكد له “التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم قدرة أوكرانيا على التصدي للعدوان الروسي”.
وشدد كذلك على “دعم الأسرة الدولية” لأوكرانيا ولا سيما لـ”قدرتها على الدفاع عن نفسها مستقبلا”.
وتعود آخر مكالمة بين أوستن وشويغو إلى 13 أيار/مايو، قبل بضعة أيام من مكالمة هاتفية بين رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف ونظيره الأميركي مارك ميلي في 19 أيار/مايو.
قصف جديد للبنية التحتية الأوكرانية
تعرضت البنية التحتية الحيوية في أنحاء أوكرانيا للقصف مجددا يوم السبت، إذ أبلغت عدة مناطق عن استهداف منشآت للطاقة، فيما تم إسقاط صواريخ في مناطق أخرى.
وأعلن مسؤولون محليون عن تضرر منشآت للطاقة في مناطق أوديسا وكيروفوهراد ولوتسك، وسجلت مناطق أخرى مشكلات تتعلق بالكهرباء.
وكتب أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، على تيليجرام “هجوم صاروخي آخر من الإرهابيين الذين يقاتلون ضد البنية التحتية المدنية والشعب”.
وفي غضون ذلك، قال أندريه نيبيتوف قائد شرطة منطقة كييف إن القوات الأوكرانية أسقطت صاروخا روسيا فوق المنطقة، ونشر صورة تظهر عمودا من الدخان يتصاعد من غابة قال إن حطام الصاروخ سقط فيها.
ضربات جديدة استهدفت منشآت للطاقة في غرب أوكرانيا (الشركة المشغلة)
استهدفت ضربات روسية جديدة بنى تحتية للطاقة في غرب أوكرانيا السبت، وفق ما أعلنت الشركة المشغلة -أوكر-إينيرغو”، بينما تحدث مسؤولون عن انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق من البلاد.
وأوضحت الشركة المشغلة على مواقع التواصل الاجتماعي أن القوات الروسية “نفذت هجوما جديدا بالصواريخ استهدف منشآت الطاقة للشبكات الرئيسية في المناطق الغربية لأوكرانيا”، مضيفة أن “نطاق الضرر يماثل أو يتجاوز تبعات هجوم من 10 إلى 12 تشرين الأول/أكتوبر”.
زيلينسكي يتهم روسيا ب”تعمّد” تأخير صادرات الحبوب الأوكرانية
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا الجمعة ب”تعمد” تأخير عبور السفن المحملة حبوبا أوكرانية والتي تشكل إمدادا حيويا للعديد من دول إفريقيا وآسيا.
وقال زيلينسكي في مقطع مصور إن “أكثر من 150 سفينة لا تزال تنتظر الوفاء بالموجبات الواردة في العقود لشحن منتجاتنا الزراعية. إنه انتظار مصطنع سببه الوحيد أن روسيا تتعمد تأخير عبور السفن”. وأوضح أن الصين ومصر وبنغلادش وإندونيسيا والعراق ولبنان ودول المغرب الغربي هي بين البلدان التي تتأثر بهذا التاخير الذي يطاول “نحو ثلاثة ملايين طن من الأغذية”.
واتفقت روسيا وأوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا في تموز/يوليو على استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية التي ظلت عالقة منذ بداية الحرب. لكن روسيا انتقدت هذا الاتفاق لاحقا، مؤكدة أن العقوبات الغربية التي فرضت عليها تحول دون شحن صادراتها.
تلغيم سد
انتقد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف الأربعاء “الإعداد للترحيل الجماعي للسكان الأوكرانيين” إلى روسيا “من أجل تغيير المكون السكاني للأراضي المحتلة”.
وأكدت كييف الجمعة أن قواتها استعادت حتى الآن 88 بلدة في خيرسون.
وأشاد الرئيس الأوكراني الجمعة بـ”نتائج جيدة” يحققها جيش بلاده في مواجهة القوات الروسية في منطقة خيرسون. وقال زيلينسكي في مقطع مصور “شكرا أيضا لجنود لواء المشاة الستين الذي تحقق وحداته نتائج جيدة في منطقة خيرسون”، معلنا الاستيلاء على أكثر من ثلاثين عربة مصفحة وألف مقذوف للدبابات وثلاث قطع مدفعية.
من جهة ثانية اتهم زيلينسكي روسيا الجمعة بـ”تعمّد” تأخير عبور السفن المحملة حبوبا أوكرانية والتي تشكل إمدادا حيويا لكثير من دول إفريقيا وآسيا. وقال في مقطع مصور إن “أكثر من 150 سفينة لا تزال تنتظر الوفاء بالموجبات الواردة في العقود لشحن منتجاتنا الزراعية. إنه انتظار مصطنع سببه الوحيد أن روسيا تتعمد تأخير عبور السفن”.
وسط هذه التطورات شدد وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن الجمعة على “أهمية ابقاء قنوات التواصل” في ظلّ الحرب في أوكرانيا، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، وفق ما افادت وزارة الدفاع الأميركية.
ولم يكشف البنتاغون تفاصيل إضافية عن المكالمة الهاتفية، لكن وزارة الدفاع الروسية أوضحت في وقت سابق أن الرجلين ناقشا “قضايا راهنة عدة تتصل بالأمن الدولي، بينها الوضع في أوكرانيا”.
كما تحدث لويد أوستن إلى وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف وأكد له “التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم قدرة أوكرانيا على التصدي للعدوان الروسي”.
دبلوماسيا طالبت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا الجمعة في رسالة إلى الأمم المتحدة بإجراء تحقيق “محايد” بشأن طائرات إيرانية مسيرة يقول الغرب إن روسيا تسلمتها في إطار حربها ضد أوكرانيا.
ويعتبر الأميركيون والأوروبيون أن تزويد الجمهورية الإسلامية روسيا طائرات مسيّرة يشكّل انتهاكا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. ونفت موسكو وطهران بشدة الأربعاء في ختام جلسة مغلقة لمجلس الأمن وجود أي شراكة بشأن هذه الطائرات وهي من طراز شاهد-136 وشاهد-131.
في بروكسل، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة بعد قمة للدول الـ27 إن الاتحاد الأوروبي سيزود أوكرانيا مساعدات اقتصادية شهرية بقيمة 1,5 مليار يورو خلال العام المقبل.
وخلال اللقاء، دعت دول البلطيق الجمعة إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة “جرائم العدوان” الروسية في أوكرانيا، تأييدا لطلب تقدمت به كييف، في اليوم الثاني من قمة الدول السبع والعشرين.
بعد تراجعها في شمال شرق أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، تتعرض قوات موسكو أيضًا لضغوط في الجنوب حول خيرسون، وهي أول عاصمة إقليمية احتلتها في آذار/مارس، بعد وقت قصير من بدء هجومها.
واتهم زيلينسكي الخميس القوات الروسية بأنها “ألغمت السد ومنشآت محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية”، وهي من أكبر مرافق البنى التحتية في أوكرانيا. وقال إن “روسيا تعد عمدا لكارثة واسعة النطاق … إذا انفجر السد” فإن أكثر من 80 بلدة، بما في ذلك خيرسون، ستغمرها الفيضانات”.
وتابع أن هذا “يمكن أن يدمر إمدادات المياه إلى قسم كبير من جنوب أوكرانيا”، ويؤثر في تبريد مفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية المعرضة للخطر نظرا لتعرضها للقصف. وتستمد المحطة وهي الأكبر في أوروبا مياهها من بحيرة السد الاصطناعية التي تبلغ سعتها 18 مليون متر مكعب.
اعترف الجنرال سيرغي سوروفكين الذي عيّن مؤخرًا قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا الثلاثاء بأن الوضع “متوتر” بالنسبة لجيشه في المنطقة وحذر من أنه قد يكون عليه اتخاذ “قرار صعب للغاية”.
تهديد بيلاروس
تتعرض منشآت الطاقة الأوكرانية للقصف منذ عشرة أيام مع اقتراب فصل الشتاء، في مواجهة القوات الروسية في الجنوب والشرق.
وصرح أوليكسي غروموف المسؤول في هيئة الأركان العامة الأوكرانية للصحافيين أن “تهديد القوات الروسية باستئناف الهجوم على الجبهة الشمالية في ازدياد … هذه المرة، قد يكون الهجوم غرب الحدود البيلاروسية لقطع طرق الإمداد الرئيسية للأسلحة والمعدات العسكرية الأجنبية” التي تصل بشكل خاص عبر بولندا.
في هذا السياق، أكد زيلينسكي أمام المجلس الأوروبي أن الاقتراح الأوكراني بنشر بعثة مراقبة دولية على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروس “يزداد أهمية كل يوم”.
بدوره اكد رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشنكو المتحالف مع موسكو الجمعة أن بلاده “لا تحتاج الى الحرب”، وذلك بعدما شكلت مع روسيا قوة عسكرية مشتركة أثارت مخاوف من تدخل مباشر في النزاع الاوكراني.
وجددت إيران الجمعة دعوة رعاياها لمغادرة أوكرانيا وتجنّب السفر إليها. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان “بسبب تصاعد النزاعات العسكرية وتزايد انعدام الأمن في أوكرانيا، ننصح بشدة كل الرعايا الإيرانيين بالامتناع عن السفر الى هذا البلد”.
كما نصحت “كل الرعايا الإيرانيين المقيمين في أوكرانيا، بمغادرة هذا البلد حماية لحياتهم وضمان سلامتهم”.
تقنين الكهرباء
بعد الضربات الروسية التي استهدفت مرافق البنى التحتية وخصوصًا منشآت توليد الطاقة، قننت أوكرانيا منذ الخميس استهلاك الكهرباء للسكان والشركات. وفي كييف حض رئيس البلدية فيتالي كليتشكو الشركات والمتاجر والمقاهي والمطاعم على “الاقتصاد قدر الإمكان” في الإضاءة والإعلانات المضيئة.
في كثير من المناطق الأخرى، دعت السلطات السكان إلى تقليل الاستهلاك بعد أن دمرت الضربات الروسية 30% من محطات الطاقة الأوكرانية في أسبوع، وفقًا لزيلينسكي.
ميدانيًا، أفادت السلطات الأوكرانية بأن القصف الروسي طال الجمعة مدينتي خاركيف (شمال شرق) وزابوريجيا (الجنوب الشرقي).
وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف إن “العدو شن هجوما صاروخيا على مدينة خاركيف عبر ضرب بنى تحتية صناعية”، من دون مزيد من التفاصيل. وتحدث عن إصابة ستة أشخاص بجروح في هجوم سابق.
وفي ما يتعلق بزابوريجيا، تحدث الحاكم أولكسندر ستاروك في برقية عن “قصف صاروخي على المدينة”، دون أن يحدد الأماكن المتضررة.